الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تراث الإمارات يعانق جمهور «طان طان»

تراث الإمارات يعانق جمهور «طان طان»
17 مايو 2016 08:56
أحمد السعداوي (طان طان - المملكة المغربية) عروض تراثية وأهازيج إماراتية وجماهير مغربية حاشدة رسمت ملامح البداية المبهرة لفعاليات النسخة الثانية عشرة من موسم طان طان الثقافي في المملكة المغربية، أمس الأول ويستمر حتى الثامن عشر من مايو الجاري، بمشاركة إماراتية واسعة تشرف عليها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عبر مجموعة كبيرة من الأنشطة والفعاليات التراثية الإماراتية نجح 150 من أبناء الإمارات، هم عدد أعضاء الوفد الإماراتي، في تقديمها بأسلوب مبهر، تعزيزاً للتواصل الثقافي والفكري بين الشعبين، وهو ما بدا واضحاً عبر زخم الفعاليات وصور التراث الإماراتي المتميزة التي صارت ضيفاً دائماً على موسم طان طان الثقافي منذ المشاركة الإماراتية الأولى قبل عامين. تراث شفهي ويعتبر موسم طان طان الثقافي، واحداً من أهم الفعاليات التراثية والثقافية التي تشهدها القارة الأفريقية، ومن هنا صنفته منظمة اليونسكو بأنَّه من روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية، ويحتفي بالثقافة البدوية الأصيلة، خاصة أنه يأتي مصحوباً بطيف واسع من ألوان الفنون والموسيقى الشعبية، والألعاب التراثية والأنشطة النسائية الصحراوية، والأمسيات الشعرية، وسباقات الهجن والخيل، وغيرها من الفعاليات التي يتماهى فيها الإرث الإماراتي الأصيل مع الموروث المحلي لسكان الصحراء في المملكة المغربية، التي تعتبر خير دليل على وجود تواصل حضاري وثقافي بين البلدين عبر التاريخ رغم البعد المكاني. وأبرز ما في المشاركة الإماراتية لهذا العام، برنامج فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، التي قدمت عروض حية للعيالة ومختلف الفنون الشعبية، إلى الجمهور في الساحة الرئيسية التي تتوسط الجناح الإماراتي شارك فيها 40 عارضاً قدموا خلالها سيمفونية تراثية إماراتية جميلة عبر تناغم حركاتهم ورشاقة كلمات الأهازيج البديعة التي أبهرت عيون وأمتعت آذان جمهور النسخة الثانية عشرة من موسم طان طان الثقافي بالمملكة المغربية، والذي منحته المشاركة الإماراتية قوة وتميزاً في عالم المهرجانات التراثية والثقافية. سنع ومواجيب ويحتل الجناح الإماراتي مكاناً متميزاً في ساحات الحدث الثقافي الممتدة على عدة كيلو مترات، ويطالع الزائر على يمينه جلسة القهوة العربية التقليدية التي صارت ضيفاً دائماً في كافة الفعاليات والمحافل التراثية الإماراتية محلياً وعالمياً بوصف تقديم القهوة العربية وما يصحبه من سنع ومواجيب «آداب وتقاليد»، يعتبر من أساسيات الكرم والضيافة العربية المعروف بها أهل البادية، يلي ذلك ركن الأزياء والحلى التقليدية الإماراتية التي قدمتها نساء الإمارات في إطار جذاب أدهش الآلاف من جمهور الجناح الإماراتي. ومن عضوات الوفد الإماراتي المشارك قالت سميرة مبارك، إن الحرفيات الإماراتيات يقدمن على مدى أيام الحدث التراثي نماذج من الأزياء الشعبية الإماراتية من خلال عرض حي للأزياء النسائية والرجالية والأطفال، وزهبة العروس، والحناء، مع ورشة عمل للبراقع يوضح للجمهور كيفية عمل البرقع والأدوات التي استخدمتها الإماراتيات قديماً في صناعة البرقع بما له من أهمية في المظهر النسائي الإماراتي قديماً وحديثاً عبر إضافة تعديلات عصرية عليه، جعلت كثيراً من الفتيات في هذا العصر يستخدمنه باعتباره جزءاً أصيلاً من هويتهم ومظهر نساء الإمارات. مذاقات طيبة ومن الحرف النسائية ينتقل الزوّار إلى المأكولات الإماراتية المعروفة بمذاقاتها الطيبة والتي صار لها جمهور خاص يتطلع إلى تذوق ولو القليل منها عبر الفعاليات التراثية الإماراتية المختلفة، وهو المظهر الذي لا تخطئه عين عبر الأعداد الكبيرة التي اصطفت لتأخذ نصيبها من اللقيمات والبلاليط، وغيرها من الأطعمة الإماراتية الشهية، والتي قدمت لتلك الأعداد الكبيرة مجاناً، كما هي العادة في عروض الأكلات الشعبية الإماراتية المقدمة إلى حضور المهرجانات التراثية المختلفة. ويتواصل التعريف بإرث الجدات والوالدات في هذه التظاهرة الثقافية العالمية، وتقول عنه الوالدة فاطمة محمد، إن الجمهور سيتمكن من معرفة الكثير عن حرفة السدو، باعتباره من أهم الحرف التي عرفتها نساء البادية منذ آلاف السنين، معتمدين فيها على ما توفره عناصر البيئة المحيطة من أوبار الجمال وأصواف الأغنام، وذلك عبر صناعة نماذج من السدو أمام الحضور باستخدام نفس الأدوات القديمة من نول وخلافه، إلى جانب عرض مطبوعات بعدة لغات تشرح عن السدو واستخداماته المختلفة في بيئة أهل البادية، ومنه عتاد الإبل الذي يتم طرح نماذج مختلفة منه تبرز مدى اهتمام أهل الصحراء بالإبل وعالمها الواسع وكيف ابتكروا لها أدوات خاصة بها سواء للزينة أو للركوب أو حماية ظهور الإبل عند حمل الأوزان الكبيرة والانتقال بها من مكان إلى آخر عبر رحلات الصحراء التي ربما امتدت أسابيع وشهور. المكتبة الوطنية إلى جانب خيمة الشعر تطل على الجمهور.. تعرض مكتبة مجموعة من إصدارات المكتبة الوطنية وأكاديمية الشعر بأبوظبي، تشمل عدداً كبيراً من العناوين والموضوعات والكتب عن الأدب والثقافة والشعر في الإمارات، التي سيتم إهداؤها جميعاً عقب انتهاء الموسم لمكتبة مدينة طان طان، تزامناً مع عام القراءة في الإمارات. ويجاور المكتبة قسم خاص بالبيئة البحرية الإماراتية، يقول عنه الوالد محمد صابر إن البحر يمثل أهمية كبيرة في تاريخ الشعب الإماراتي، ولذلك يحتل جانباً متميزاً من الجناح الإماراتي، ويشمل نماذج من صناعات مختلفة لأدوات الصيد والبحر والغوص عن اللؤلؤ وصناعة السفن وطرح حفظ الأسماك، وغيرها من وسائل الحياة التي عرفها سكان المناطق الساحلية في الإمارات في فترة كان البحر هو المورد الاقتصادي الأهم لقطاعات واسعة من الشعب الإماراتي قبل ظهور النفط في منتصف القرن الماضي. فارس المزروعي يتفقد المعروضات تفقد اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي.. أقسام الجناح الإماراتي المشارك ضمن فعاليات موسم طان طان الثقافي بالمملكة المغربية. واستمع خلالها إلى شرح من عبدالله القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية عن المعروضات التراثية الإماراتية المختلفة المعبرة عن الهوية الإماراتية بما اشتملته من صناعات تقليدية يقوم بها أهل البحر للسفن وأدوات الغوص عن اللؤلؤ وصيد الأسماك، والحرف النسائية المختلفة ومعرض صور العلاقات الإماراتية المغربية وغيرها من الأنشطة التي جعلت من الجناح الإماراتي إيقونة موسم طان طان الثقافي، وأحدثت صدى واسعا منذ المشاركة الإماراتية للمرة الأولى في العام 2014 كضيف شرف للمهرجان، وتواصلت بعدها المشاركة الإماراتية سنوياً تعزيزاً لأواصر الحب والانتماء والولاء والوفاء بين شعوب وقيادات البلدين من خلال هذا الموسم، ودعم التعاون مع الجهات المتخصصة بالإمارات، مثل اتحاد سباقات الهجن، والمجموعة العلمية المتقدمة، مع نظيراتها بالمغرب. وأشار مسؤولو الجناح الإماراتي إلى أن الحضور الإماراتي في المغرب يستهدف تبادل الخبرات فيما يتعلق بدور المرأة في صون التراث وفي التنمية بين الجانبين، فضلاً عن التعريف بالتراث المعنوي الإماراتي بأشكاله المختلفة من الأزياء الشعبية، والسدو، وعتاد الإبل، والبيئة البحرية، والضيافة والألعاب الشعبية. معرض الصور يشارك زوار الجناح الإماراتي في رحلة بعيدة مع تاريخ العلاقات الإماراتية المغربية عبر معرض للصور يرصد لتلك العلاقات، فضلاً عن قسم آخر يعرض عناصر التراث المعنوي الإماراتي المسجلة لدى اليونسكو مصحوباً بمطبوعات بالعربية والإنجليزية والفرنسية وصور مختلفة للتراث المعنوي، بهدف تعريف الجمهور بمفردات هذا التراث ومنها القهوة العربية، السدو، العيالة، التغرودة، المجالس، الرزفة، الصقارة. والتي تعتبر أهم ملامح التراث الإماراتي وجرى الاحتفاء بها عالمياً عبر هذا التوثيق في الأمم المتحدة، ويواصل أبناء الإمارات تعزيز الوعي بهذا التراث في أنحاء العالم، ولذا جاءت المشاركة القوية بهذه الألوان التراثية ضمن فعاليات الحدث الثقافي. (مدينة طان طان) تقع مدينة طان طان جنوب المملكة المغربية، على بعد 25 كيلو متراً من المحيط الأطلنطي، و857 كيلو متراً من العاصمة الرباط، وصُنفت المدينة في سبتمبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية. وكلمة «طان طان» تعني البئر الرنانة التي كانت معروفة لدى مربي الإبل على مصب وادي درعة بالمحيط الأطلسي شمال الصحراء، الذي كان من أشهر المواقع المعروفة بأهميتها كمرتع للماشية في مدينة طان طان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©