المؤتمر العربي للاستثمار يناقش تحديات صناعة الفندقة بالشرق الأوسط

تحتل الإمارات المركز الأول عربياً والـ 11 عالمياً في مساهمة السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي بشكل غير مباشر والذي سجل 22,6% من الناتج المحلي الإجمالي تليها الأردن ولبنان، وذلك استناداً لتقرير صادر عن مجلس السياحة والسفر العالمي· وقال المشاركون في المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي 2008 الذي بدأ أعماله في دبي أمس: إن منظمة التجارة العالمية ترى أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بالإمكانات الضرورية لتكون إحدى أسرع المناطق نمواً في العالم بحلول العام ،2020 مع نسبة نمو 7,1% سنوياً وستستقبل 69 مليون سائح بحلول العام نفسه، كما أن المنطقة ستسفيد من انسحاب الشركات العالمية من أسواق أوروبا وأميركا خاصة في القطاع الفندقي· وأشار خبراء السياحة خلال المؤتمر إلى تواصل تسارع وتيرة تطور المنطقة وفرص النمو، لافتين إلى أن الإمارات مثال استثنائي عن كيفية إنشاء صناعة سياحة وسفر تتفوق على غيرها في غضون سنوات قليلة· وشارك أكثر من ألف شخص من مختلف قطاعات السفر والسياحة والفنادق والشركات العقارية والاستثمارية في أعمال المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي 2008 الذي انطلق رسمياً أمس تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لـ''طيران الإمارات'' الرئيس التنفيذي لمجموعة الإمارات، ويمتد لليوم الاثنين في مدينة الجميرا بدبي· وتناول الحضور مختلف القضايا الرئيسية التي تواجهه قطاع الفندقة والضيافة بما فيها الموارد البشرية والتصاميم وتطوير الفنادق المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والأمور الخاصة بإدارة الفنادق وتشغيلها· وقال سورجيت بالا رئيس مجلس إدارة شركة أوكسس للاستثمارت: إن أنظار مجموعات الضيافة والمستثمرين حول العالم تتركز على الشرق الأوسط كوجهة سياحية ساخنة، مع تقليد نجاح دبي في دول مثل سلطنة عُمان وقطر، بالإضافة إلى أبوظبي· ونوه بأن ''النمو الاقتصادي العالمي يشير إلى مستقبل أفضل بالرغم من التأثيرات السلبية الناجمة عن الأزمات المالية وأزمة السكن في الولايات المتحدة، كما بالإمكان تحاشي التراجع الاقتصادي اعتماداً على قوة النمو الاقتصادي في كل من الهند والصين· وقال جوناثان وورسلي المنظم الشريك للمؤتمر: ''إن إحدى القضايا الرئيسية التي يجب تداولها هي ضمان أن يكون تطوير المنطقة مستداماً مع معالجة الشؤون البيئية بدءاً بالمخطط الرئيسي ووصولاً إلى عمليات التشغيل وبالطبع سلسلة التوريد· ويسعدني أن يضم المؤتمر جلسة خاصة بمعايير المباني (الخضراء)''· وناقش نحو 100 وفد يمثلون صناعة الفنادق العالمية في المؤتمر تحت شعار ''الحلقات المتزايدة''، تأثير الاستثمارات السابقة والمستمرة على منطقة الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم· وقال فيليب لادر رئيس مجلس إدارة ''دبليو بي بي، بي إل سي''، وكبير مستشاري ''مورجان ستانلي'': لاشك أنه سيكون هناك تباطؤ واضح في الأسواق الغربية خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، ولكن الشركات التي تسعى إلى النمو ستركز اهتمامها على الاقتصادات النامية، وسيحظى الخليج بأولوية استراتيجية· وأوضح أن الشركات الفندقية التي تعمل على تدشين ''ماركات'' جديدة ستجد مستثمرين ومطورين متجاوبين في منطقة الشرق الأوسط في ظل هذا الوضع العالمي، وبالتالي ليس غريباً على المجموعات الاستثمارية من أوروبا وبريطانيا على وجه التحديد أن تبتعد عن الاستثمار في أوروبا وتتوجه إلى الشرق الأوسط· وأكد جيرالد لوليس الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة مجموعة جميرا أن الطريقة التي دخلت عبرها المشاريع الفندقية الجديدة في دبي مرحلة التشغيل وأضافت المزيد من الغرف التي يتطلع إليها قطاع الضيافة، تعتبر مؤشراً جيداً على مستقبل هذا القطاع في الإمارة· وقال: إن دبي تتصدر عالمياً حالياً بمتوسط أجور غرف بلغ 283 دولاراً أميركياً عام ،2007 بينما تجاوز معدل أجور الغرف في المدن الخليجية الأخرى 200 دولار أميركي، مستبعداً انخفاض الأجور رغم ارتفاع أعداد الغرف الفندقية في جميع دول المنطقة، وقد يستقر متوسط الأجور الذي نشهده اليوم ولكنه لن ينخفض· ويرى لوليس أنه يمكن المحافظة على معدلات الإشغال الراهنة في فنادق الدولة في الوقت الذي تظل فيه فرصة استثمارية جيدة وهي تتطور كوجهة حقيقية متعددة الاهتمامات مرشحة للتضاعف أكثر من مرة من حيث الحجم، بالتزامن مع النمو الكبير لشركات الطيران المحلية· وأوضح وورسلي أن نقص الموظفين أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاعي السياحة والفندقة على مستوى العالم حالياً، وتحتاج منطقة الشرق الأوسط وحدها إلى أكثر من 1,5 مليون موظف مؤهل بحلول عام ،2020 بينما يحتاج قطاع الطيران المدني إلى 200 ألف طيار إضافي خلال العقدين المقبلين·