الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نصف نمو إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط

نصف نمو إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط
17 مارس 2018 20:21
حسونة الطيب (أبوظبي) أضحت الإمارات رائدة في المنطقة وعلى صعيد العالم في تنويع مصادر الطاقة وتبني الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات، إضافة إلى تشجيع الحكومة للاستثمار في تحول الطاقة، بحسب مارك فينلي، المدير عام أسواق الطاقة واقتصادات أميركا في شركة «بي بي» البريطانية. وقال فينلي في حوار خاص مع «الاتحاد» خلال تواجده في أبوظبي أمس «تدرك الإمارات أهمية تنويع مصادر الطاقة، وشرعت بالفعل في تنويع مصادر اقتصادها وتبني الطاقة النووية والمتجددة ضمن مزيج الطاقة»، مضيفا أن «الإمارات أصبحت رائدة بالفعل في المنطقة وعلى صعيد العالم في بعض مجالات تنويع مصادر الطاقة وتبني الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات وتشجيع الاستثمار في تحول الطاقة»، مشيرا إلى أن «التغيير في مصادر الطاقة لم يقتصر على تنوعها فحسب، بل عمدت الحكومة الإماراتية للتنويع حتى داخل قطاع النفط نفسه سواء في عمليات الاستكشاف والإنتاج أو التكرير والتوزيع». وقال إن التحدي الذي يواجه «بي بي» وكذلك الإمارات في قطاع النفط، هو كيفية الاستمرار في الاستثمار، في وقت تحتدم فيه المنافسة، ما يعني أن هناك كثيرا من النفط في باطن الأرض الذي يعتمد استخراجه على مدى جدواه الاقتصادية، مؤكدا أن «الإمارات في وضع يؤهلها للمنافسة بسبب حجم الموارد وانخفاض تكلفة الإنتاج، إلا أن البيئة لا تخلو من المنافسة». وأطلقت «بي بي» مؤخراً، تقريرها السنوي عن مستقبل أسواق الطاقة في العالم، الذي تستخدمه كأداة لتصميم محفظتها الاستثمارية العالمية. ويرى التقرير، أن العالم في حاجة لمزيد من الطاقة التي سيزداد الطلب عليها في المستقبل، وسط زيادة التنافسية في ظل المزيد من تنوع الإمدادات، حيث يركز صانعو القرار والمستهلكون على الكفاءة، بجانب حدة المنافسة داخل أنواع الوقود الرئيسة المتمثلة في النفط والغاز. ويرجح التقرير، نمو طلب الطاقة في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة أسرع من بقية دول العالم الأخرى وستظل المنطقة مهمة في إنتاج وتصدير النفط والغاز. وعلى المنظور المتوسط، من المتوقع أن يجئ نصف نمو إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط، في حين يجئ النصف الأخر من أميركا. وفي حالة نجاح حكومات المنطقة في تنويع مصادر إنتاجها، ستكون لها المقدرة على المنافسة في المستقبل، ما يعني زيادة إنتاجها من النفط وفي نفس الوقت عدم الاعتماد في إيراداتها عليه. ومن المتوقع، نمو الطاقة المتجددة بسرعة ملحوظة، ألا أنه ليس من المتوقع للعالم زيادة استخدامه للطاقة بالشكل المستدام، ما يعني حاجته لمزيد من الجهد للحد من الانبعاثات الكربونية وتوفير الطاقة المطلوبة لتحسين حياة الأفراد، وفقاً للمدير العام لأسواق الطاقة العالمية في «بي بي». ويضيف فينلي، أنه وبالنسبة للسيارات الكهربائية، لا يبدو أن عدد السيارات هي المقياس الحقيقي لطلب النفط، بل عدد الكيلومترات التي تقطعها، حيث من المتوقع أن تشكل السيارات الكهربائية 15% من أسطول المواصلات بحلول 2040، حيث يتضمن ذلك السيارات الهجين والكهربائية، بيد أنها ستشكل 30% من المسافة لمقطوعة، نظراً لاستخدام هذا النوع من السيارات في أساطيل الأجرة أكثر منه في قطاع السيارات الخصوصية. كما من المتوقع توفر السيارات ذاتية القيادة بحلول 2025 خاصة لدى شركات الإيجار مثل «أوبر»، نتيجة لخفض تكلفة السائق وكذلك بالنسبة للسيارات الكهربائية التي رغم ارتفاع تكلفتها إلا أن قلة سعر الكهرباء يعوٍّض ذلك. وقطاع المواصلات ليس هو ما يؤثر على طلب النفط بل كفاءة استهلاك الوقود، حيث تستهلك السيارات 19 مليون برميل يومياً ومن المرجح مضاعفة عدد السيارات نتيجة زيادة مقدرة الناس في الهند والصين على شراء المزيد السيارات وفي حالة عدم تغيير أي شيء يتم مضاعفة طلب النفط، بيد أن التركيز سينصب على رفع كفاءة استهلاك السيارات للوقود. لذا، فإن زيادة كفاءة استهلاك الوقود تقضي على زيادة طلب النفط، ما يعني أن طلب النفط الإضافي سيظل على ما هو عليه في قطاع السيارات خلال الخمس وعشرين سنة المقبلة حتى إن تضاعف عددها. وقال فينلي «في حالة التخلص من أكبر عدد من السيارات التي تعمل بالمحركات ذات الاحتراق الداخلي، ينخفض استهلاك النفط للسيارات بنحو النصف بحلول 2040، لكن سيظل طلب النفط مرتفعاً لاستخدامه في قطاعات مثل الطيران والسفن والصناعة، ما يعني عدم انهيار طلب النفط خلال الفترة من الآن وحتى 2040». وأشار التقرير إلى أنه وقبل 150 سنة، كان الناس يعتقدون أن النفط والغاز سينضبان أو يتضاءلان بشدة، ما حدا بالشركات ورواد الأعمال، التخطيط لنشاطاتهم وفقاً لذلك، لكن تقدر كمية النفط القابلة للاستخراج بنحو 2,5 مليار برميل. ويمكن القول إنه وباستخدام كافة أنواع الاستهلاك، ليس من الممكن للعالم استهلاك نصف هذه الكمية بحلول 2050. ولا شك في أن العالم سيقدم على استغلال تقنيات أفضل لاستخراج النفط مع الوضع في الاعتبار خفض انبعاثات الكربون. وقال فينلي،:«على النحو العالمي يعتبر الغاز الطبيعي هو الوقود الأحفوري الوحيد الذي يستحوذ على حصة سوقية في مزيج الطاقة العالمي، ما حدا بشركة بي بي وضع المزيد من الاهتمام عليه في محفظتها العالمية. وتملك الشركة، استثمارات في طاقة الرياح في أميركا والطاقة الشمسية في المملكة المتحدة والوقود الحيوي في البرازيل وهي مستمرة في استثماراتها في مجال النفط، لكن ذلك الذي يتميز بالمنافسة فقط. ويتراوح السعر العادل أو الذي يمكن للشركة تحقيق أرباح عنده، بين 50 إلى 60 دولار للبرميل. وبعودة الشركة مرة أخرى لدائرة الأرباح، دفعها ذلك لبذل المزيد من الجهود للمحافظة على هذا الأداء والاستمرار في تحقيق الأرباح».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©