أمير الألفي (باريس)
تسعى شركة «ألستوم» الفرنسية لإنشاء خط ترام في إمارة أبوظبي، حيث تبحث الشركة بشكل مستمر عن إيجاد حلول نقل مستدامة ومتوافقة مع المدينة، بحسب تي مي تران العضو المنتدب لمنطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أشارت إلى أن نظام الترام أو المترو سيكون من أكثر وسائل النقل المناسبة للمدينة، من الناحية العملية والكفاءة المرورية والنقل المستدام.
وأضافت خلال جولة صحفية في مصانع الشركة في فرنسا، أن تطوير خط للترام أو المترو داخل أبوظبي سيجلب العديد من الميزات التنافسية للمدينة، خصوصاً في ظل النمو الاقتصادي وتسارع المشاريع والأعمال التجارية، والنهضة السياحية التي حققتها خلال الفترة القليلة الماضية.
وبينت أن إجمالي حجم العقود للشركة بلغت بنهاية العام الماضي أكثر من 110 مليارات دولار، منها نحو 10 مليارات دولار في منطقة الشرق الأوسط، فيما حققت الشركة نمواً في المنطقة بلغ نحو 3% بين العام 2013 و2019.
وأفادت بأن الشركة باعت حتى الآن أكثر من 720 قطاراً، تغطي أكثر من 4.5 مليار كيلومتر من الرحلات. وأضافت الشركة خلال العام 2017 نحو 296 كيلومتراً من البنية التحتية في 24 دولة حول العالم.
وتعتزم الشركة توسيع أعمالها في السوق الإماراتي من خلال الاستفادة من الفرص الاستثمارية المستقبلية المتوقعة في مشاريع النقل المستدام كالمترو والترام، والتي تمتلك فيها الشركة خبرة طويلة.
وبينت أن توسعات مترو دبي تسير وفق الجدول الزمني المحدد، والتطورات في البنية التحتية، وسرعة ونسب الإنجاز حققت معدلات جيدة، لافتة إلى أنه مع اكتمال شبكة مترو دبي، سيكون لدى الإمارة شبكة مترابطة لأغلب الأحياء والمناطق.
وأكدت أن دبي استفادت من خطوط المترو والترام بشكل كبير، حيث دعمت حركة التجارة والسياحة والأعمال، وكذلك أضافت مزيداً من القيمة المضافة لقطاع العقارات المنتعش.
وأشارت إلى أن أعمالها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا سجلت نمواً قوياً خلال السنة المالية 2016 - 2017 بنسبة 14% على صعيد الطلبيات، فيما يبلغ معدل النمو السنوي في المنطقة خلال الفترة من 2015 وحتى 2019 نحو 3.2%، وهو ما يفوق معدل النمو خلال الفترة ذاتها في الأميركتين وأوروبا، حيث نجحت دبي في تجاوز مدن أوروبية عريقة في تبني حلول النقل المستدام.
المدن الكبرى
وبينت تران أن النمو المطرد في المدن الكبرى حول العالم يصاحب العديد من التحديات، منها الحاجة لتوفير تغطية النقل عبر مساحة أكبر، والحد من الاختناقات المرورية، ومكافحة التلوث والضوضاء في المدن، وتعمير الأحياء. ويعد الترام أفضل حلول النقل النظيف وعالي الكفاءة لتلك المدن، وهناك إقبال كبير على الترام في عدد من المدن حول العالم، ومن المتوقع أن تنمو شبكات الترام، وأن يتم تجديد وإحلال العديد من وحدات الترام في الأسواق الثابتة، بينما يتزايد الطلب على الترام في الأسواق الناشئة لمواجهة الحاجة المتزايدة على النقل المصاحبة للزحف العمراني.
تقدم ألستوم أنسب الحلول لتحديات التعمير المذكورة بما يفي بمتطلبات التشغيل عبر طراز سيتاديس، وتعمل حالياً أكثر من 2500 وحدة في أكثر من 50 مدينة حول العالم.
تتابع العديد من المدن الكبرى حول العالم الحلول التي يقدمها الترام، لما يتميز به من مزايا عديدة في مواجهة تحديات الزحف العمراني وتلوث البيئة. ويمثل الترام أداة حقيقية لتحقيق التوسع العمراني وحركة النقل السريع والمستدام داخل المدن، ويعد النظرة بعيدة المدى للسياسات لما له من أثر مباشر على زيادة جاذبية الدولة، باعتباره وسيلة مواصلات حديثة وراقية.
ويمثل الترام وسيلة مواصلات سهلة وميسرة، حيث إنه يخدم محطات وخطوطاً محددة تم تخطيطها ليخفف التكدسات المعتادة على بعض الطرق المزدحمة، ويضمن خدمة نقل عالية الكفاءة؛ نظراً لأنه يحضر في الموعد المقرر، ويوفر الراحة أثناء الرحلة، ويغطي نطاقاً كبيراً داخل المدينة، ويحتل مساحة صغيرة على السطح، حيث يقل حجم وحدة الترام نحو 40% مقارنة بنظام الحافلات التقليدي.
يمثل الترام النموذج الأمثل لنقل المستقبل، حيث إنه يرشد استهلاك الطاقة، ويتمتع بعمر افتراضي طويل (متوسط 30 سنة دون الحاجة للتجديد أو الإحلال)، ويقبل المزيد من العربات الإضافية حسب عدد الركاب عند الذروة.
أسرع القطاعات نمواً
ويحقق سوق الترام حول العالم نحو 3.3 مليار يورو، وهو أكثر الأسواق الواعدة في مجال النقل بالسكك الحديدية، وتعد ألستوم من الشركات الرائدة في هذا القطاع، حيث باعت حول العالم أكثر من 2500 وحدة قطار سيتاديس، منها 1900 وحدة تحت التشغيل.
تركز المدن النامية على النقل بالترام منذ أكثر من 20 عاماً، حيث إنه أفضل وسائل النقل متوسط المستوى، ويحتل الترام نسبة 33% من سوق النقل بالسكك الحديدية، ومن المتوقع أن تزداد النسبة خلال العامين المقبلين بحوالي 10%، خاصة في المناطق سريعة النمو، ومنها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا الشمالية واللاتينية.
قامت ألستوم بتسليم أنظمة الترام المتكاملة في كل من دبي وريو دي چانيرو (البرازيل) – قوينقا (الأكوادور)، وتجري في الوقت الحالي الاختبارات الخاصة بترام سيدني، وخط جنوب الشرق الذي لا يزال تحت الإنشاء بطول 12 كم و19 محطة والذي سيشهد أول تشغيل للترام من طراز سيتاديس اكس 05.
يتضمن العقد توريد 30 تراماً مزدوجاً من طراز سيتاديس اكس 05 ومعدات توليد الطاقة، ومنها نظام توليد الطاقة أي-بي-أس من الأرض على مسافة 2 كم، وأنظمة الإشارات ونظام استعادة الطاقة (هيسوب)، ومعدات المخازن والصيانة، ومن المقرر أن يتم تشغيل الخط بأكمله عام 2019.
توفر ألستوم خدمات الصيانة والتجديد والتحديث كافة للترام.
تطور مستمر
حاز طراز سيتاديس على لقب المعيار المرجعي العالمي للترام بعد أن وصلت المبيعات إلى أكثر من 2500 وحدة في أكثر من 50 مدينة حول العالم، وتعمل حتى الآن 1900 من وحدات هذا الطراز حول العالم، وقامت بتغطية أكثر من مليار كيلومتر، ونقلت نحو 9 مليارات راكب منذ أن دخل الطراز الخدمة عام 2000.
يعود نجاح هذا الطراز للمرونة الفائقة لإعادة تشكيل الترام وقدرته على تشكيل البيئة المدنية وجعل المدن مناطق ذات جاذبية أكبر.
تعد أنظمة الترام مريحة للراكب وصديقة للبيئة واستثماراً جيداً للمدن، حيث إن دورة حياة الترام تفوق الثلاثين عاماً وهي مدة تتعدى دورة حياة الحافلات بنحو مرتين ونصف مرة، إلى جانب ترشيد الطاقة التي يستهلكها الترام.
قامت الستوم بتطوير سيتاديس تلبية لحاجة السوق المتزايدة، وأضافت ميزات عديدة مثل النمطية في التطبيقات كافة، والقدرة على تشكيل القطار والتصميم حسب الطلب، ما يمثل حلاً أمثل للنقل داخل المدن.
يتيح تشكيل القطار قدرة فائقة لنقل من 142 إلى 319 راكباً، ما يمكنه من التوافق مع حجم النقل في المدن الصغرى والكبرى على حد السواء.
يضيف طراز سيتاديس اكس 05 التكنولوجيات الحديثة، ومنها المحركات ذات المغناطيس الدائم وأنظمة التهوية والتكييف والتدفئة والإدارة الثانوية للطاقة، ما يرشد من الاستهلاك بمقدار 25%.
عدد اليوم
