إنهم رجال الأمن والأمان، وفرسان الأوطان، وحماة العرض، والعين الساهرة التي لا تنام، فلا أحد سواهم يحفظ الأمن ويقف في وجه الإجرام، ولولاهم لسادت الفوضى بين الناس وانتشر الظلم، فمن منا لم يستشعر الأمان حين رأى سيارة شرطي تمر بجواره، أو قابل في الطريق أحد رجالها بالزي الرسمي الذي يبث برسالة «نحن فداء الوطن وأمنه»، وفي الإمارات التي لا ترضى عن المركز الأول بديلاً، كانت الشرطة صاحبة إنجازات عديدة على المستوى الاستراتيجي، وتطوير جودة الخدمات الشرطية والتدريب المستمر وتحديث الأداء، بالإضافة إلى التميز الذي لا يتحقق إلا بالعنصر البشري الذي تعتبره القيادة الرشيدة حجر الزاوية في المجالات كافة، وفي المجال الأمني يجب أن نكون صفة العنصر البشري بجانب الحس الأمني العالي والكفاءة هي الأمانة والشرف.
وقد أنعم الله على الإمارات بنعمة الأمن، وحباها برجال يضعون نصب أعينهم مصلحة الوطن وأمنه هدفاً لا يحيدون عنه ورسالة سامية يتفانون في أدائها، والطرف الثاني في المعادلة الأمنية - وهو المجتمع - يتفاعل بإيجابية مع رجال الأمن، ويحترمون ويقدرون جهودهم في استتباب الأمن ورعاية حقوق الناس وحفظ أمنهم.
قرأنا مؤخراً واقعتين أبطالها من رجال الشرطة الذين يجب أن نشيد بهم، ونقدم لهما التحية، الواقعة الأولى هي شرطي المرور الذي لم تمنعه الأجواء الماطرة والعواصف التي شهدتها الدولة منذ أيام عن تنظيم المرور، ليبعث برسالة تؤكد أن رجال الشرطة لا يعرفون تقلبات جوية من مطر وحر، فهم يؤدون واجبهم رغم كل الظروف، وفي كل الأجواء.
والواقعة الثانية هي الشرطي الأمين الذي حرر لنفسه مخالفة بعدما صدم سيارة مقيم، وهي الواقعة التي تؤكد أن سياسة الأمن في بلادنا لا تعرف التمييز أو التحيز، فالجميع أمام القانون سواسية، والروح الإيجابية التي أبداها عريف الشرطة دليل شفافية وكرم أخلاق وحسن تصرف.
سوف يبقى رجال شرطة الإمارات عنوان الشرف والأخلاق الحميدة ومعلماً للقيم والمبادئ، فهم يؤدون واجبهم ورسالتهم الأمنية بضمير في حماية المجتمع، وتعزيز سلامته وأمنه واستقراره الداخلي.
أحمد فخر - أبوظبي
عدد اليوم
