الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوسائط الإعلامية المتعددة ومتعة العيش الافتراضي

الوسائط الإعلامية المتعددة ومتعة العيش الافتراضي
9 ابريل 2010 21:04
يشهد العالم تغيرات سريعة تتميز باختفاء أجهزة الكمبيوتر والهاتف التقليدية وظهور أجيال جديدة منها أصغر حجماً وأكثر قدرة على الاختفاء في الجيوب ويمكن تشغيلها بنقرات الأصابع على الشاشة. ويأتي هذا التطور نتيجة الحاجات المتزايدة للبشر للتواصل عبر المواقع الاجتماعية. ولعل الأهم من كل ذلك هو أن “الحوسبة” computing بحد ذاتها تتجه بقوة الآن لخلق حياة ثانية موازية لطريقة العيش المعتادة من خلال تسهيل الاتصال بمواقع الشبكات الاجتماعية. وأدى التطور الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات إلى تعزيز التواصل بين البشر المتباعدين الذين قد لا يكتب لهم اللقاء الحقيقي أبداً. ويفضّل المحلل مارك رولستون من مجلة “فوربس؛ أن يميز بين “الحياة الأولى” و”الحياة الثانية” للبشر؛ فالأولى تمثل الحياة الجسدية التقليدية التي لا تنتهي إلا بالموت، فيما تمثّل الثانية النشاطات الاتصالية التفاعلية مع الوسائط الإعلامية المتعددة وخاصة منها المواقع الاجتماعية مثل “فيسبوك” و”تويتير”، أو الدردشة وتبادل الرسائل الإلكترونية عبر الكمبيوتر أو عن طريق الموبايل. وبهذه الطريقة، بات في وسع كل إنسان أن يخلق من نفسه نسخة أخرى متفرّدة تمارس حياتها ضمن العالم الرقمي الافتراضي. ويقول رولستون إن الشيء الذي ينطوي على الإثارة الكبيرة في هذا التطور، يكمن في أن الشخصية الافتراضية الجديدة يمكنها أن تكون أكثر أهمية واستقامة من الشخصية الواقعية. وأغلب الناس، أصبحوا يعرفون أناساً آخرين في العالم الرقمي من الذين لم يقابلوهم وجهاً لوجه على الإطلاق. ويبدو بوضوح على أن التوازن بين هاتين الحياتين (الافتراضية والواقعية)، يزداد خللاً بشكل مطرد بسبب التطور التكنولوجي المتسارع الذي يعمل من دون انقطاع على إثراء عناصر ومكوّنات الحياة الثانية الافتراضية. ولا شك أن هذه الأهمية المتزايدة للحياة الثانية، تجعل “الحوسبة” أكثر التصاقاً بنشاطات وسلوكات الناس. ولم يعد مفهوم “الحوسبة” يقتصر على إنجاز أعمال وظيفية محددة، بل باتت تمثل امتداداً لا نهاية له لشخصيات الناس وسلوكياتهم. والشيء الذي يوجّه هذه الظاهرة إنما يكمن في التغيّرات الحاسمة لعلاقة التقابل بين البشر والكمبيوتر. وحتى الآن، لا يزال البشر يستخدمون الأساليب التفاعلية المعقدة للتعامل مع الكمبيوترات التي ابتكرت في أعوام الستينيات، إلا أننا سنشهد المزيد من مظاهر التغيرات الحاسمة في هذا المجال خلال السنوات العشر المقبلة. ويمكن القول إن تكنولوجيا الشاشات التي تعمل باللمس بالأصابع هي التي ستفتح الباب أمام هذا التطور الجديد. فاللمس بحد ذاته، يسمح للبشر بالتفاعل مع الكمبيوتر بطريقة مشابهة للتفاعل مع الأشياء المادية. وسوف توفر هذه التقنية الكثير من التعقيدات التي ما زالت ماثلة الآن وحيث يتعين على المرء أن يستخدم الكثير من الأدوات الملحقة بالكمبيوتر حتى يتمكن من أداء عمله مثل الفارة ولوحة المفاتيح والأسلاك وأشياء كثيرة أخرى. وحتى الآن، وبالرغم من كل هذا التطور، ما زال الكمبيوتر يعدّ جهازاً أعمى. وبالرغم من أنه يعد منبعاً لجبال من المعلومات، إلا أنه لا يستطيع أن يحدد مكانه، ولا أن يتعرّف على الشخص الجالس أمامه. ولو ألقى المرء نظرة استشرافية إلى المستقبل، فيمكنه أن يتوقع ظهور أجيال جديدة من الكمبيوترات القادرة على التفاعل مع العالم المادي للبشر. وعندئذ سيتحقق نوع من التجانس في العلاقة التفاعلية بين الطرفين. عن موقع« forbes.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©