الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان تشجع أكل السمك بالموسيقى والأناشيد

اليابان تشجع أكل السمك بالموسيقى والأناشيد
9 ابريل 2010 20:50
حققت صناعة صيد الاسماك اليابانية نصراً كبيراً مؤخراً حين أقنعت دولاً أخرى بالاعتراض على حظر الاتجار في تونا الأطلسي ذات الزعنفة الزرقاء، وتحظى هذه السمكة في اليابان بشعبية كبيرة لدرجة أنها تسمى التونا الحقيقية. غير أن المدافعين عن ثقافة أكل السمك في اليابان يواجهون مشكلة أكبر وهي أن الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب لا تحب أكل السمك رغم ميلها الى صيده وذلك بسبب رائحته وصعوبة نزع أشواكه. وعلى الرغم من النزاعات العالمية الناشئة من شهرة اليابان بأنها أمة شرهة لأكل السمك إلا أن اليابان تشهد جدلاً صاخباً معاكساً لذلك تماماً إذ يتراجع استهلاك السمك ومتوسط ما يأكله الفرد الواحد في اليابان عما يأكل من اللحم للمرة الأولى عام 2006. كما هبط إنفاق الأسرة على المأكولات البحرية 23 في المئة منذ عام 2000 الى 74 دولاراً في الشهر العام الماضي. لذا يلجأ التقليديون اليابانيون الى طرق عجيبة للحفاظ على ثقافة أكل السمك. وراح مغنو الروك يرتدون ملابس الصيادين ويرددون أناشيد المخلوقات البحرية في كبرى متاجر الأغذية، وراحت جمعيات ترويج السمك تصطحب التلاميذ الى الشواطئ وأسواق السمك وتصدر للكبار شهادات رعاية السمك. وذهبت جهات أخرى الى إزالة المشقة من أكل السمك من خلال تقديم قطع سمك منزوعة الشوك. إن تناقص استهلاك السمك في اليابان يعكس تغييرات أنماط المعيشة والمستجدات الديموجرافية في اليابان، فالعديد من الأطفال يفضلون حالياً أكل المعكرونة على الحبار أو سمك موسى. وهو أمر يروق أيضاً للعاملين الكبار الذين يركنون الى الراحة، بل تزايد عدد كبار السن الذين يخافون من ابتلاع أشواك السمك الحادة. هذا إضافة الى التباطؤ الاقتصادي الذي أصبح سعر السمك فيه أعلى من سعر اللحوم. وحذرت الحكومة اليابانية من عواقب عزوف الأطفال عن أكل السمك، مشيرة الى احتواء السمك السمين على عناصر شديدة الأهمية لتنمية ذكاء الطفل، كما يخشى البعض من فقدان الطفل مهارة استخدام عودي تناول الطعام إن لم يتعلم طريقة نزع الشوك من السمك. وهناك مجموعة تجارية يابانية لجأت الى فرقة موسيقى الروك تسمى جيوكو أو ميناء صيد السمك لإعادة السمك الى طاولة الطعام اليابانية. وفي الحفلات الموسيقية يسير موريتا مغني الفرقة ورئيسها على المسرح مرتدياً رأس تونة ثم يقطعها بعد ذلك الى قطع صغيرة بينما يحرك سكين صياد سمك لامع. أما هيروشي كاناتاني السماك في واكا يامي غربي اليابان فإنه يعتقد أن الطريقة الوحيدة لإعادة اكتساب الزبائن هي إزالة جميع المضايقات المقترنة بالسمك مثل تنظيفه ونزع شوكه. وبعد أن نجح في بيع شرائح سمك خالية من الشوك الى المشافي والمدارس يقدم كاناتاني حالياً أطباق السمك الشهية خلال سوبر ماركت افتراضي على شبكة الإنترنت معتمداً على عمال صينيين بارعين في استخدام الملقط للتخلص من أشواك السمك. ويقول آخرون إن المشكلة لا تكمن في صعوبة أكل السمك ولكن في عدم معرفة الناس بأنواع السمك وكيفية اختيار السمكة وطريقة طهيها. وبدلاً من تناول سمك محلي زهيد الثمن ومنتشر في موسمه يميل العديد من اليابانيين الى أغلى أنواع السمك وأشهره مثل أسماك التونا والسلمون التي تدعو منظمات ووكالات عالمية الى حظر صيدها أو تقييده نظراً للإفراط في صيدها لسنين. ولذلك افتتح يوشيكاتو تاجر سمك الجملة في سوق تسوكيجي الشهير عالمياً في طوكيو منفذ بيع بالتجزئة قريباً من ساحة السوق وهدفه هو عرض أفضل سمك في الموسم. ويسعى يوشيكاتسو الى إقناع الزبائن بتجربة أنواع مختلفة من السمك في أوان مواسمها مثل سمك المارلين المخطط وهو يقول: “الكل يطلب دائماً التونا ولكني أقول لهم إن التونا في غير موسمها حتى إن كانت من النوع أزرق الزعانف لا طعم لها لدرجة أن القطط تأنف من أكلها”. (عن: وول ستريت جورنال)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©