حليم الوحدة: تجاوزنا الخطر

منح فوز الوحدة على الشعب أمس الأول جماهير العنابي فرحة كبيرة ليست بالأهداف الخمسة التي سجلها فريقها، وإنما بالأداء القوي الذي قدمه اللاعبون الذي أعاد للأذهان ''عنابي'' مايو 2005 عندما صال الفريق وجال وانتزع درع الدوري، فكانت بداية مايو الحالي سارة للفريق مثلما ختم إبريل ايضاً بفرحة الفوز على الجزيرة وحصد العنابي ست نقاط أبعدته عن دائرة الخطر، ليؤكد للجميع استعادة مستواه وانطلاقته بقوة في المراحل الأخيرة من الموسم· الفوز على الشعب جاء بثورة عنابية قادها البرازيلي جوزيل عندما تأخر الفريق بهدف ليسجل هاتريك قبل نهاية الشوط الأول، ثم تواصل العطاء في الثاني فكان عبدالرحيم جمعة رئة الفريق على موعد مع الهدف الرابع، ليؤكد عودته القوية، واستعاد إسماعيل حاسية التهديف وسجل الهدف الخامس· أما الشعب فعلى الرغم من الأداء القوي الذي ظهر به في بداية اللقاء إلا أنه لم يصمد أمام الإعصار العنابي الذي قاده في الشوط الأول محمد الشحي الذي أحدث الفارق وأصبح يشكل علامة بارزة في مباريات الفريق الأخيرة· ومن جانبه أكد المصري أحمد عبدالحليم أن فريقه استحق نتيجة المباراة بعد أن تسيد معظم مجريات اللعب وامتلك زمام الأمور بعد أن استقبلت شباكه هدف السبق، حيث سيطر على منطقة الوسط، وهاجم الشعب بكل قوة، واستطاع أن يترجم هذه السيطرة بفوز مستحق· وقال: أثبتنا للجميع أننا وصلنا إلى مرحلة جيدة من ثبات المستوى الفني، وظهر ذلك واضحاً من خلال البدلاء الذين ظهروا بمستوى أكثر من رائع وكانوا نجوماً منذ دخولهم إلى أرضية الملعب، مشيراً إلى أن العنابي تجاوز مرحلة الخطر وسيبذل قصارى جهده خلال المباريات المقبلة من أجل تحسين مركز الفريق في جدول الترتيب· وذكر حليم أن عودة عبدالرحيم جمعة إلى صفوف الفريق أعطت إضافة قوية لخط الوسط، فهو نجم بكل ما تحمله المقاييس، ومنذ أن عاد إلى الفريق لمسنا الأداء الجيد الذي ظهر به الشحي وإسماعيل مطر وحتى جوزيل، وعبدالرحيم محط اهتمام بالنسبة لي كإنسان خلوق قبل أن يكون لاعباً· وحول المباراة التي تنتظره أمام الكرامة السوري في دوري أبطال آسيا قال: بكل تأكيد المباراة ستكون صعبة، ولكننا سنلعب من أجل الفوز ورد الاعتبار بعد الخسارة الثقيلة التي تعرضنا لها في حمص، مشيراً إلى أن الفريق سيقاتل حتى الدقيقة الأخيرة في الفرصة المتبقية له من أجل الفوز ببطاقة التأهل· واختتم حديثه مؤكداً أن مهمته تنحصر في قيادة الفريق الأول حتى نهاية الموسم، حيث أنه متعاقد مع النادي مدرباً لفريق 16 سنة وسواء استمر مع الفريق أو لم يستمر، فالهدف هو أن يعود العنابي إلى سابق عهده· وفي المقابل قال التونسي لطفي البنزرتي مدرب الشعب إن فريقه فقد الأمل في المنافسة على اللقب، مشيراً إلى أن عدم التركيز كان وراء الخسارة الثقيلة من الوحدة· وأضاف: بكل تأكيد أحمل مسؤولية الخسارة، وهذا أمر طبيعي، ولكن أعتقد أن خسارة الفريق مباراة الوصل ألقت بظلالها أمام الوحدة، حيث اهتزت الثقة في أداء اللاعبين وظهرت الأخطاء الفردية· وأشار إلى أن فريقه بدأ المباراة بشكل جيد واستطاع أن يحرز هدف السبق، ولكن بكل أسف لم يصمد الفريق، حيث سرعان ما ظهرت الأخطاء واستغل الوحدة حالة عدم التركيز وسجل ثلاثة أهداف في الشوط الأول كانت كفيلة بحسم المباراة، واختتم حديثه مؤكداً أن العنابي استحق الفوز بعد الأداء القوي الذي ظهر به· جاسم الدوخي: الحافز المادي أثر على الفريق أبدى جاسم الدوخي إداري الشعب حزنه على الخسارة الثقيلة التي لحقت بالكوماندوز وقال: بدأنا المباراة بصورة صحيحة وتقدمنا بهدف السبق وبعدها لا أجد تفسيراً لما حدث للفريق، حيث كثرت الأخطاء الفردية مما ساهم في عودة الوحدة الى المباراة وتسجيله الأهداف تباعاً· وأضاف: إنه لا يتفق مع الآراء التي تشير إلى أن الشعب فريق الدور الواحد بدليل أن إدارة النادي ركزت منذ بداية الموسم على استقطاب لاعبين من مختلف الأندية ليشكلوا صفاً احتياطياً على نفس كفاءة الأساسيين، وعلى الرغم من ذلك عاد الفريق إلى نفس السيناريو الذي يتكرر في كل موسم· واعترف الدوخي بأن الحوافز المادية أيضاً أثرت بشكل سلبي على الفريق لأن ما يحصل عليه لاعبو الشعب من مكافآت فوز لا يمكن مقارنته بما يتقاضاه لاعبو الأندية الأخرى على الرغم من أن الإدارة لم تقصر في شيء وحتى أنه في مباراة الشباب التي انتهت بالتعادل منحت اللاعبين مكافآت فوز ولكنها تقل عن نظيرتها في الأندية الأخرى، ولا يجب أن نتوقف عند هذه النقطة كثيراً لأن الفوارق موجودة في كل أندية العالم، حيث يرصد كل ناد المكافآت حسب إمكانياته وقدراته، وفي دخول عالم الاحتراف على اللاعب التأقلم مع وضع النادي الذي ينتمي إليه، مؤكداً مرة أخرى أن إدارة الشعب قدمت كل شيء للفريق من أجل الوصول إلى منصات التتويج· الشحي: ما حدث لنا هذا الموسم لن يتكرر أوضح محمد الشحي أن الفوز الذي حققه الفريق على الجزيرة في المباراة الماضية أعاد الروح وخفف كل الضغوطات التي لاحقت اللاعبين في الفترة الماضية، وبالتالي دخل اللاعبون المباراة بأريحية كبيرة فكان الناتج الفوز أداء ونتيجة· وأكد أن الجماهير العنابية أحد أهم أسباب عودة الفريق إلى لغة الانتصارات، حيث أنها لعبت دوراً أساسياً في رفع معنويات اللاعبين والشد من أزرهم في أسوأ الظروف· وقال: على مسؤوليتي، ما حدث للوحدة هذا الموسم لن يتكرر مرة أخرى، مشيراً إلى أن الفريق استفاد كثيراً من الأخطاء التي لاحقته منذ بداية الموسم وسيعمل على تجنبها في المرحلة المقبلة· وعما إذا كان ترشيحه لجائزة ماجد بن محمد لأفضل لاعب في الموسم هو سر تألقه، نفى الشحي ذلك وقال: ظهرت بمستوى جيد في الفترة الماضية، لأن المدرب أحمد عبدالحليم أرجعني إلى مركزي الحقيقي، وكل ما أقدمه في الملعب من أجل نادي الوحدة وجماهيره وليس من أجل الفوز بالجائزة، مشيراً إلى أن كل لاعب يحلم بالفوز بلقب افضل لاعب في الموسم ولكن الأهم من ذلك أن يقدم للنادي الذي يلعب له كل ما لديه· جوزيل بعد الهاتريك : أسوأ موسم لي في تسجيل الأهداف على الرغم من تسجيله هاتريك في المباراة اعترف البرازيلي جوزيل أن الموسم الذي يقدمه حالياً مع الوحدة يعد الأسوأ له في التسجيل، وقال: السبب في ذلك يعود إلى أنني كنت غير موفق في الكثير من المباريات التي لعبتها، وهذا أمر طبيعي يمر على أي لاعب هداف، بالإضافة ايضاً الى أن اللعب في منطقة الخليج يختلف كلياً عن الدوري البرازيلي، فكرة القدم هنا تحتاج إلى وقت كاف من أجل التأقلم عليها، مؤكداً أنه طوال الفترة الماضية تدرب بشكل مضاعف من أجل العودة إلى حاسية التهديف وقد كان موفقاً في التسجيل أمام الشعب، إلا أن ذلك لا يكفي وعليه أن يزيد من تسجيل الأهداف في المباريات المقبلة· علي سامره: لن أتردد في الرحيل من الشعب ذكر الإيراني علي سامره محترف الشعب أن فريقه لعب 15 دقيقة فقط، ومن ثم بدأ بتقديم الهدايا لفريق الوحدة الذي استغل هذه الهدايا وسجل خمسة أهداف كانت كفيلة بفوزه بالمباراة، وقال: لا أستطيع التحدث عن المشاكل التي يعاني منها الفريق والتي أبعدته عن المنافسة ليس فقط هذا الموسم وحتى في المواسم السابقة، وبكل تأكيد المشاكل ليست فقط داخل الملعب بل خارجه، وحول ما إذا كان سيستمر مع الشعب للوسم المقبل أكد أنه حتى هذه اللحظة لم يخاطبه الشعب في هذا الجانب، مشيراً إلى أنه في حالة تلقيه عرضاً جيداً من خارج الشعب فإنه لن يتردد في الرحيل· حكاية قميص أبوظبي - أكد عبدالرحيم جمعة أن عودة إسماعيل مطر للتسجيل أهم مكسب للعنابي في المباراة، مشيراً إلى أن إسماعيل يبقى علامة بارزة في الوحدة وابتعاده عن التسجيل سيؤثر على الفريق سلبياً· وتحدث عبدالرحيم عن الهدف الذي سجله حيث قال: سعدت كثيراً حين سجلت حتى أنني خلعت قميصي، ولم أهتم للإنذار الذي تلقيته ففي تلك اللحظة كنت أريد أن أذكر جماهير العنابي برقم القميص الذي افتقدوه من الملاعب طويلاً مشيراً إلى أنه سيعرف كيف يتعامل مع المباريات المقبلة حتى لا يتم إيقافه· وعن عودته القوية أكد أنه كان في تحدٍ دائم مع نفسه فلاعب كرة القدم يجب أن يحافظ على اسمه ويستعيد مستواه بأسرع وقت ممكن· وحول اشتياقه للعب مع الأبيض ذكر عبدالرحيم أن المنتخب لديه نخبة من اللاعبين الجيدين وبكل تأكيد هو يطمح للرجوع من جديد لتمثيل الأبيض في الاستحقاق المقبل، مشيراً إلى أن ميتسو مدرب المنتخب اكثر الناس معرفة بعبدالرحيم· المشهد الحزين أبوظبي- تكرر هذا المشهد الحزين لحارس الشعب رمضان مال الله بعد الأهداف الخمسة التي هزت شباكه أمام فريقه السابق، وجلس رمضان بجوار المـــــرمـــــى حزينـــــاً، وهــــــو لا يصدق أن كل هذه الأهداف كانت من نصيبه· وبالطبع الخسارة بالخمسة لا بد أن تتجه بالأنظار إلى حارس المرمى الذي لا يسأل رغم ما حدث عن هذه الأهداف وإنما يسأل عنها المدافعون الذين تركوا منطقة مرماهم لمهاجمي الوحدة·