«يد السيدات»..الحلم الضائع

رضا سليم (دبي) أزمة حقيقية يعيشها دوري السيدات لكرة اليد في غياب الأندية، بعد أن تحولت النسخة الثانية من الدوري التي أسدل عليها الستار مؤخراً بفوز فريق الجزيرة إلى ما يشبه البطولات الودية التي تقام بين 3 فرق، حيث شارك في الدوري على مدار الموسم فرق الشباب والجزيرة وبلدية دبي، رغم أن لجنة المسابقات بالاتحاد تقيمه بنظام الذهاب والعودة من أجل زيادة عدد المباريات، في الوقت الذي ترفض بقية أندية الدولة دخول اللعبة والمشاركة لأسباب كثيرة، رغم المخاطبات المستمرة من جانب اتحاد اليد للأندية من أجل تكوين فرق للسيدات. بعض الأندية ترفض المبدأ بسبب الأعباء المالية، والبعض الآخر يبحث عن المبررات التي تعرقل تأسيس فرق للسيدات، وهو ما دفعنا لطرح القضية على اتحاد اللعبة والأندية لمعرفة الأسباب، خاصة أن المنتخب الذي تولد من مخاض الدوري، يستعد للمشاركة في بطولة الخليج الثانية لرياضة المرأة التي ستقام في مسقط خلال الفترة من 8 إلى 18 مارس. وكشف محمد حسن السويدي، أمين عام اتحاد اليد المشاكل، وقال: «هناك عقبات كثيرة أمام انتشار كرة اليد للسيدات في الأندية، في مقدمتها تقاليدنا وعاداتنا الاجتماعية وصعوبة ظهور البنات في الملاعب، ونحن نواجه مشاكل كبيرة من جانب أولياء الأمور، في الوقت الذي تتأثر اللعبة في غياب الإعلام عنها، وعدم الاهتمام بها، بجانب التكلفة المالية ورفض الأندية تحمل أعباء مالية أخرى»، وواصل: «من المعوقات أيضاً عدم وجود مدربات في الأندية التي تمارس اللعبة، بالإضافة إلى أن البنت الإماراتية تختلف عن الجزائرية أو التونسية وغيرها من البنات في معظم البلدان العربية والتي تمارس اللعبة». وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة الجزيرة للألعاب الرياضة: «الاتجاه الآن في أبوظبي وطبقاً لتوجه مجلس أبوظبي الرياضي إلى المدارس من أجل نشر اللعبة وجذب البنات لها، فوجود 3 أندية في الدوري لا يمكن أن يحقق النجاح ولكننا نتعامل معها على أنها بداية وليست تجربة للحكم عليها بالنجاح والفشل، وطالما بدأنا فقد نجد فرقاً أخرى تنضم إلى الدوري في المواسم المقبلة». ونوه إلى أن وجود 3 أندية في الدوري يؤثر بالسلب على اختيار اللاعبات المشاركات في المنتخب، خاصة أن منتخبنا مقبل على المشاركة في الدورة الخليجية الثانية لرياضة المرأة، ورغم عدم التفاؤل بتحقيق نتائج إيجابية إلا أن المشاركة مهمة من أجل اكتساب اللاعبات الحاليات الخبرة من المشاركات، وطالما ارتضينا بخوض التجربة فعلينا أن نسير للنهاية على أمل تحقيق الحلم وتصبح يد السيدات مثل الطائرة تتزعم الخليج». وقال نبيل عبدالكريم رئيس لجنة الألعاب الجماعية، عضو مجلس إدارة نادي الوصل: «تأسيس فريق كرة يد سيدات يحتاج إلى عمل كبير وجهد مشترك، خاصة أن الأندية تعاني من صرف أموال كثيرة في ألعاب مختلفة وهناك أعباء مالية كبيرة عليها، ويأتي في مقدمة المشاكل التي تواجه الأندية عندما تفكر في تأسيس لعبة جديدة هي الدعم المالي لها، والميزانية أهم في النادي لأنها تدفع الإدارة إلى التعاقد مع مدربات وترصد مكافآت شهرية للاعبات من أجل تحفيزهن للعب، ولو أن مجلس دبي الرياضي حفز الأندية بميزانية لهذه الألعاب فمن المؤكد أن كل نادٍ سيسعى لتأسيس فريق طالما أن هناك ميزانية يتم من خلالها الإنفاق على النشاط». ونوه عبدالكريم بأن النادي به فريق كرة الطائرة سيدات لا يلقى أي دعم من مجلس دبي الرياضي، وبالتالي نواجه صعوبات كثيرة، مشيراً إلى أن نادي الوصل دائماً سباق لتأسيس الفرق في السابق، لكن الأمر ليس سهلاً في ظل غياب الدعم المالي الذي يساعد الأندية في الصرف على النشاط، الآن هناك رواتب للاعبين وعقود للمدربين وسكن وسيارة وأمور كثيرة مكلفة في لعبة واحدة ولو أن النادي لديه 5 ألعاب فمن المؤكد أنه يحتاج إلى ميزانية ضخمة. وأضاف: «الهدف ليس تكوين فريق بقدر ما هو تأسيس قاعدة، وعندما تبدأ اللعب لابد أن تبدأ من القاعدة والمراحل الصغيرة والتدرج للفريق الأول والطبيعي أن يحصل منتخبنا لكرة اليد للسيدات على المركز الأخير، لأن هناك ناديين فقط يمارسان اللعبة والدوري 3 فرق، ولا يمكن أن ننتظر دعما وتوجها من الهيئة العامة للشباب والرياضة لأن الأمر سيحتاج إلى سنوات طويلة وبشكل عام أتعهد بأن أسس فريقاً في النادي في حالة الحصول على ميزانية له». ترويسة 6 يبدأ منتخبنا منافسات بطولة الخليج بمواجهة قطر في الجولة الأولى، ثم يلتقي عمان، صاحب الأرض، ثم يلتقي الكويت، ويختتم بالمواجهة الأخيرة أمام البحرين. الظفرة ينضم للدوري دبي (الاتحاد) وافق نادي الظفرة على تكوين فريق كرة يد للسيدات بداية من الموسم المقبل لينضم إلى فرق الدوري مع الشباب والجزيرة وبلدية دبي، وتمت المراسلات خلال الفترة الماضية وإدارة نادي الظفرة، ومن المنتظر أن يتم ذلك بشكل رسمي مع بداية الموسم الجديد. وتمنى محمد حسن السويدي أن تحذو كل الأندية حذو الظفرة في تشكيل فرق سيدات لكرة اليد، موجهاً شكره لإدارة النادي على سعيها للمشاركة في اللعبة، وقال: «بالتأكيد هي خطوة مهمة نتمنى من الأندية أن تقبل عليها ليزداد عدد فرق الدوري وترتفع معها درجة المنافسة، بما يجعل المنتخب المستفيد الأول، علينا أن ندرس التجربة التي سبقتنا إليها بعض الدول الشقيقة لتعميمها في أقرب وقت لنصل باللعبة إلى ما نصبو إليه». الحمادي: صالة الأهلي لا تتحمل أنشطة جديدة دبي (الاتحاد) قال محمد الحمادي رئيس لجنة الألعاب الجماعية بالأهلي: «إن الصعوبات في تأسيس فرق في النادي تتمثل في أن مجتمعنا يرفض ممارسة البنات للألعاب الجماعية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد، فضلاً عن أننا في النادي الأهلي لدينا صالة واحدة وهذه الصالة مكدسة بالأنشطة، ودائماً ما نستضيف أنشطة اليد والطائرة والسلة، لدرجة أننا نستأجر صالات، لتدريب فرقنا في الوقت الذي يرفض أولياء الأمور تدريب البنات على صالة الرجال، وتحتاج إلى صالات خاصة للتدريب». وأضاف: «الصعوبات كثيرة خاصة في الأعباء المالية التي تتكبدها الأندية حيال تأسيس فريق، في أية لعبة، ولم يعد الأمر سهلاً مثلما كان في السابق، بل إن هناك ميزانية يتم رصدها في البداية من أجل التعاقد مع مدربين وأجهزة طبية وغيرها من الأمور بجانب مكافآت اللاعبين وتحفيزهم للعب، وهذه الأمور مؤثرة بالسلب، وكانت مضاعفة في حال تكوين فريق للبنات». الشدادي: الأندية لا تتعاون مع الاتحاد دبي (الاتحاد) قالت أنيسة الشدادي رئيس لجنة اللجنة النسائية باتحاد اليد: «بذلنا جهوداً كبيرة من أجل دخول اللعبة إلى الأندية، وعمل مجلس إدارة الاتحاد السابق من أجل بدء الدوري، وكان الأهلي لديه فرق بنات وألغيت الفكرة، ورغم أننا خاطبنا الأندية على مدار دورتين من عمل الاتحاد، إلا أن الاستجابة كانت ضعيفة، وكان مبرر الرفض عدم وجود الميزانية». وطالبت الشدادي بفرض الألعاب النسائية على الأندية وبالتحديد كرة اليد للسيدات، خاصة أن هناك أندية لديها السلة والطائرة، وهناك أندية لها تاريخ، مثل الوصل والنصر والأهلي والشارقة ولا تضم اللعبة، وقالت:«كرة الطائرة للسيدات الآن تتصدر الخليج ومن الممكن أن تتصدر كرة اليد القمة أيضا على مستوى الخليج لو أن هناك أندية كثيرة، ويكون خيار اختيار لاعبات المنتخب من قاعدة أكبر وأوسع، ولكن للأسف الأندية لا تتعاون مع الاتحاد، الأمر الذي يهدد باستمرار انتشار اللعبة وتحقيقها للنمو المنتظر». 6 مباريات في تونس دبي (الاتحاد) يواصل منتخب سيدات اليد معسكره الذي بدأه في تونس قبل يومين، استعدادا للمشاركة في بطولة الخليج لرياضة المرأة في نسختها الرابعة، التي ستقام في مسقط الشهر المقبل، ويستمر المعسكر حتى 5 مارس يعود بعدها المنتخب إلى دبي، على أن يتوجه يوم 7 مارس إلى مسقط، ويدشن المنتخب مشاركاته في البطولة 9 مارس المقبل. ويخوض المنتخب 6 مباريات ودية مع أندية تونسية طوال فترة المعسكر، على أن تبدأ المباريات الودية اليوم مع أحد فرق الدوري التونسي.