الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانقلابيون و«القاعدة» و«الإخوان» ضد الشعب اليمني

الانقلابيون و«القاعدة» و«الإخوان» ضد الشعب اليمني
14 مايو 2016 20:39
حسن أنور (أبوظبي) كثر الحديث في مناسبات عديدة على المستوى اليمني، وأيضاً الإقليمي والدولي، عن وجود علاقة قوية تربط بين المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح والجماعات الإرهابية التي تعمل خلاياها على بث الرعب، وفرض حالة من عدم الاستقرار في المحافظات المحررة باليمن. وما شهده هذا الأسبوع من أحداث إنما يؤكد هذه العلاقة، بل إن هذه العصابات الإرهابية ما هي إلا سلاح المتمردين في وجه الشرعية. ولعل أبرز مثال على ذلك هو المتعلق بإعلان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تعليق إحدى الجلسات المشتركة المباشرة، وذلك في أعقاب معارضة وفد المتمردين الحوثيين وصالح بشدة استمرار العملية العسكرية التي تقودها قوات التحالف العربي، وقوات يمنية ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد. وجاء ذلك بعد تعرض ما يسمى بتنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» لضربات موجعة، خلال الأسابيع الماضية، من جانب قوات التحالف العربي بقيادة السعودية جواً، وقوات المقاومة الشعبية براً، ضد مناطق تمركزه في المكلا وعدن باليمن، ما أسفر عن سقوط المئات من أعضاء التنظيم. ومن المعروف أن صالح والحوثيين كانوا يزعمون، وعلى مدار سنوات، محاربتهم لتنظيم القاعدة، بل كان صالح يسعى للحصول على المساعدات من أموال وأسلحة لمحاربة هؤلاء «الإرهابيين»، غير أنه في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، وتستضيفها الشقيقة الكويت لبحث سبل إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الأمن والاستقرار لربوعه بعد النيران التي سببها انقلاب الحوثيين وصالح على الشرعية، ترك الانقلابيون كل الموضوعات المطروحة على مائدة التفاوض من أجل الدفاع عن الإرهاب والإرهابيين، بل واشتراط وقف العمليات التي تستهدفهم من أجل الدخول في التفاوض. لقد تبنى صالح والحوثيون مبدأ وقف محاربة تنظيم القاعدة الإرهابي، ورفض في المقابل تنفيذ أجندة المحادثات التي أعلنتها الأمم المتحدة أواخر مارس، ونصت أولاً على انسحاب الميليشيات ونزع السلاح. وطالب عضوان في الوفد الحوثي، وهما حمزة الحوثي ومهدي المشاط، بوقف الهجمات الجوية والعسكرية ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وحضرموت، مقابل وقف الجماعة المسلحة قصفها على مدينة تعز المنكوبة، وهو ما يعني وقف محاربة الإرهاب تساوي منع الموت عن الشعب اليمني. وتبرهن الخطوة الجديدة من قبل المتمردين اليمنيين على دعمهم للتنظيمات الإرهابية في اليمن، وفي الوقت نفسه تواصل ميليشياتهم قصفها للمدنيين في تعز ومأرب. فالمشاورات اليمنية تأتي على وقع الخروق والهجمات الحوثية المستمرة، ولعل تعز هي الشاهد الأبرز على تلك الانتهاكات، وذلك مع استمرار الحوثيين في حشد مقاتليهم وآلياتهم العسكرية في مداخل مدينة تعز، استعداداً لاقتحامها، على الرغم من أن خطة مبعوث الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى الأطراف اليمنية ترتكز على 5 محاور، وهي وقف إطلاق النار، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، وإعادة مؤسسات الدولة، وبحث ملف الأسرى والمعتقلين. وفي الإطار نفسه، قامت عناصر حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) في تعز، بتقديم أسلحتها لتنظيم القاعدة في المكلا بحضرموت، في تأكيد جديد على علاقة التنظيمات الإرهابية بإخوان اليمن. وقالت وسائل إعلام محلية يمنية: «إن مفاجأة من العيار الثقيل تم الكشف عنها حين تمكنت قوات الجيش الوطني والتحالف من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة كانت مخصصة لدعم جبهات تعز التي تئن تحت وطأة حصار وعدوان وقصف الحوثيين، لكن للأسف اكتشف أنه تم تسليمها من قبل بعض القيادات في تعز للقاعدة في المكلا، في أبشع صور المتاجرة بأرواح ومصير أبناء الشعب اليمني». وكانت قيادات يمنية وأخرى في التحالف العربي أكدت وجود علاقة وتنسيق بين «الإخوان» و«القاعدة» في حضرموت وعدن. يأتي ذلك فيما تواصل قوات شرطة عدن حملاتها الأمنية، حيث تم ضبط عدد كبير من العناصر الإرهابية التي تنتمي لتنظيم القاعدة في المدينة الخضراء شمال مدينة عدن. وجاءت هذه العمليات عقب معلومات استخباراتية عن أماكن وجود عناصر الجماعات الإرهابية في المدينة، حيث تم مداهمة عشرات الأوكار وضبط أسلحة ومتفجرات فيها. وكانت معلومات قد حصلت عليها الأجهزة الأمنية تؤكد وجود مخططات إرهابية للقيام بعمليات عدة، من بينها الهجوم على مواقع أمنية وحيوية في المدينة، ويعتقد أن ذلك جاء بإيعاز وتمويل من المخلوع صالح وأعوانه رداً على المكاسب التي حققتها قوات الشرعية في الفترة الأخيرة، ونجاح هذه القوات في توجيه ضربات قوية ضد الإرهاب في المكلا، وغيرها. فشل الإرهاب في المكلا فشلت محاولات إعادة الإرهاب والعنف إلى مدينة المكلا التي تم تحريرها مؤخراً من تنظيم القاعدة. فعلى الرغم من وقوع التفجير الانتحاري الذي استهدف معسكراً هذا الأسبوع في المدينة، إلا أن ذلك لم يؤثر على سير الحياة الطبيعية فيها، كما لم يؤثر على زيارة رئيس الوزراء وأهدافها. وكان 10 جنود قتلوا، وأصيب آخرون، بتفجير انتحاري بسيارة ملغومة، استهدف معسكراً للجيش في منطقة خلف شرق المكلا، وتبناه في وقت لاحق تنظيم «داعش» الإرهابي. وعلى الرغم من الهجوم قام رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بزيارة المدينة في يوم الهجوم نفسه، وعقد اجتماعات مع القيادات بالمدينة، في دليل واضح على عدم نجاح العملية الإرهابية في تحقيق أهدافها، بإعادة الذعر والخوف بين المواطنين. وقد تحدثت مصادر يمنية عن اعتقال السلطات الأمنية أربعة أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيمات إرهابية، وضبط شاحنة محملة بمتفجرات، في منطقة «شحير» في ضواحي المكلا. المراوغــــــات مستمـــرة يواصل الانقلابيون مراوغاتهم وعدم الجدية في تنفيذ إجراءات بناء الثقة والمنصوص عليها في القرار الأممي 2216، وذلك خلال اجتماعات لجان المشاورات الثلاث التي شكلها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك بالتوافق بين وفد الحكومة ووفد مليشيا الحوثي وصالح، والتي استأنفت جلسات عملها، بعد أن توقفت يومين بسبب تعنت الحوثيين وصالح، ورفضهم الحضور. وباستثناء الاتفاق المعلن من قبل لجنة المختطفين والمعتقلين والأسرى بشأن المبادئ العامة والأساسية التي تضمنت إطلاق المعتقلين كافة من اليمنيين، ممن قيدت حرياتهم، إلا أن اجتماعات لجنة استعادة الدولة والتحضير لاستئناف الحوار السياسي، التي قدم خلالها الوفد الحكومي رؤيته الشاملة لاستعادة الدولة وآليات تنفيذها، وكذا التحضير للعملية السياسية التي ستبدأ من حيث توقفت، لم تحرز أي تقدم نتيجة تعنت الحوثيين وصالح وإصرارهم على الالتفاف على قرار مجلس الأمن، من خلال تقديم رؤية سياسية سموها بالشاملة، والتي تتحدث عن ضرورة سلطة تنفيذية جديدة. وعلى الصعيد ذاته، فشلت اللجنة الأمنية في تحقيق أي تقدم، بعد رفض الانقلابيين النقاش في المحاور التي حددها الإطار العام، ورسالة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ المتعلقة بمحور الانسحاب، ومحور تسليم الأسلحة. وفي الوقت نفسه، تواصل ميليشيات الحوثي وصالح خروقاتها لقرار وقف إطلاق النار في معظم جبهات القتال في اليمن، وكثفت قصف مواقع المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني في محافظة تعز المنكوبة، كما استهدفت الأحياء السكنية في المدينة. كما هاجمت الميليشيات المتمردة بالمدفعية الثقيلة بلدات محافظة البيضاء وسط البلاد، وقصفت بصواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية بلدة عسيلان في محافظة شبوة جنوب غرب اليمن. كما استمرت خروقات المتمردين لاتفاق وقف إطلاق النار في بلدة نهم شمال شرق صنعاء، وبلدة صرواح غرب محافظة مأرب شرق البلاد، بالتزامن مع إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية في اتجاه منطقة حريب نهم وبلدة حريب القراميش غرب مأرب. إرهاب الحوثيين في صنعاء وذمار تواصل ميليشيات الحوثيين وحليفهم صالح عملياتهم الانتقامية من أبناء الشعب، حيث يواصلون جرائمهم في مختلف المناطق التي يسيطرون عليها، ومن بينها الاغتيال والخطف، وهو ما يزيد من سخط أبناء الشعب اليمني عليهم، وبات يهدد بقيام ثورة عارمة ضدهم. وفي هذا الإطار، أكد شهود عيان قيام الميليشيات الانقلابية باعتقال وخطف المئات من المدنيين في العاصمة صنعاء، وأخفتهم قسريًا. وقامت هذه الميليشيات بتنفيذ حملة واسعة من الاعتقالات التعسفية والإخفاءات القسرية طالت مئات المدنيين في عموم المناطق التي يسيطرون عليها، في انتهاك جسيم لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وفي الإطار نفسه، ارتكب متمردو الحوثي والمخلوع صالح عشرات الجرائم من القتل والاختطاف، في محافظة ذمار وسط اليمن، خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأشارت تقارير دولية إلى ارتكاب الانقلابيين أكثر من عشر عمليات اغتيال، فضلاً عن اختطاف واعتقال المئات خلال الأسابيع القليلة الماضية. كما اقتحموا منازل العديد من أبناء الشعب اليمني في المحافظة، ونهبوا محتوياتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©