«الهلال» تطلق صندوقاً لرعاية وعلاج الأطفال المصابين بمرض القلب في الدولة

أطلقت هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع المجموعة الإيطالية لجراحة القلب المفتوح “ساندوناتو” صندوق رعاية الأطفال المصابين بمرض القلب في مبادرة تضاف إلى مجموعة من الجهود التي تصب في خدمة ومساعدة مرضى القلب من الفئات المستهدفة بجهود الهيئة على الساحة المحلية. وتهدف الخطوة الى تحسين فرص المرضى في الحصول على أفضل مستوى من الخدمات الصحية والعلاجية وإجراء عمليات القلب المفتوح للأطفال مجاناً بتمويل من التبرعات المالية التي يتم إيداعها في حساب الصندوق بدعم المحسنين وأهل الخير من كبار المحسنين والمؤسسات والشركات والأفراد. وتم الإعلان عن تدشين الصندوق في مؤتمر صحفي عقد بمقر هيئة الهلال الأحمر في أبوظبي أمس، حيث تم تحويل حالتين الأولى لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات تعاني من الإصابة بثقب في القلب بين الأذنين ويجري الإعداد لإجراء الجراحة اللازمة لها لإغلاق الثقب بواسطة مظلة يتم تركيبها عن طريق عملية قسطرة علاجية في مستشفى دبي. أما الحالة الثانية لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات يعاني من ضيق في الصمام المترالي تستدعي حالته السفر لتلقي العلاج في إحدي المستشفيات التابعة للمجموعة الإيطالية لجراحة القلب المفتوح للأطفال في ميلانو خلال أسبوع. إلى ذلك، وجه محمد خليفة أحمد القمزي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر مناشدة إلى أهل الخير من المحسنين في الدولة للإسهام بتقديم التبرعات المادية دعماً لأهداف صندوق رعاية مرضى القلب من الأطفال بالتعاون مع المجموعة الإيطالية لجراحة القلب المفتوح للأطفال، مشيراً إلى أنه تم تخصيص حساب بنكي للصندوق في بنك دبي الإسلامي برقم 03520572169501. وشدد على نبل الأهداف التي يسعى الصندوق لتحقيقها من خلال تحمل كافة التكاليف المترتبة على قيمة العمليات الجراحية للحالات التي يتم تبني علاجها من الأطفال أبناء الأسر محدودة الدخل التي لا يغطي الضمان الصحي تكاليف علاجها دون تمييز على أي أساس فيما بينهم حرصاً على البعد والغاية الإنسانية الذي أسس على أساسها صندوق رعاية الأطفال المصابين بمرض القلب. وقال إن تلك المبادرة تضيف حلقة جديدة في سلسلة الجهود الرامية للإسهام في تحسين ظروف الشرائح غير القادرة على تحمل تكاليف العمليات الجراحية اللازمة لها وخصوصاً عمليات جراحة القلب المفتوح للشرائح الهشة في المجتمع وتحديداً شريحة الأطفال. وأشار إلى مستوى الرعاية الطبية الدقيقة التي سيحظى بها الأطفال المستفيدون من تلك الجهود على ضوء الشراكة القوية بين الهيئة والمجموعة الإيطالية العالمية لجراحة القلب المفتوح للأطفال بإشراف جراح القلب الإيطالي العالمي أليساندروا فريجيولا الذي يعد من أفضل الأطباء العالميين المتخصصين في جراحة القلب للأطفال. خفض التكلفة وذكر أن الآلية المتفق عليها بشأن تسيير خطط عمل صندوق رعاية الأطفال المصابين بمرض القلب يتم بمقتضاها خفض تكلفة العمليات الجراحية اللازمة إلى نسبة 50% في المستشفيات التي يتم تحديدها ضمن إطار عمل المشروع داخل الدولة ويتحمل الصندوق القيمة المتبقية عن التكلفة. وأضاف أن الحالات التي سيتم إدراجها ضمن المستفيدين بدعم الصندوق ستصنف حسب نوع كل حالة بحيث تجرى العمليات الجراحية التي تتوافر الإمكانات اللازمة لعلاجها داخل الدولية في بعض المستشفيات يتم تحديدها بالتنسيق عبر الفريق الطبي من المجموعة الإيطالية لجراحة القلب المفتوح للأطفال موضحاً أن الحالات الدقيقة التي لا تتوافر الإمكانات لعلاجها في الدولة سيتم نقلها لإجراء الجراحة اللازمة لها في المستشفيات التابعة لمجموعة ساندوناتو الإيطالية في ميلانو. وأوضح أن الصندوق الذي تم تدشينه عملياً أجرى إحصاء بقوائم تضم 20 حالة من الأطفال الذين يعانون أوضاعاً صحية تتطلب العون الإنساني لما هم فيه متاعب نتيجة الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض القلب لها أبعاد وتأثيرات صحية ومضاعفات تتطلب العون والمساندة خاصة أن جزءاً كبيراً من تلك الحالات لا يغطيها الضمان الصحي. فريق طبي بدوره، أكد جراح القلب الدكتور عبد الله راوح عضو المجموعة الإيطالية لجراحة القلب المفتوح للأطفال خلال المؤتمر الصحي على البعد الإنساني في الشراكة القائمة بين المجموعة الإيطالية وهيئة الهلال الأحمر منذ العام 2004 من خلال مذكرة تفاهم بين الطرفين على ضوئها تم تأسيس فريق طبي مشترك أجرى العديد من العمليات الجراحية في كل من اليمن وسوريا ومصر والكاميرون وأثيوبيا وكوسوفو والعراق والسنغال. وأوضح أن العمليات الجراحية التي أجريت في تلك الدول تم تقديمها بأيادي أطباء وجراحين على مستوى عالمي من الخبرة والكفاءة عملوا تحت مظلة تطوعية إنسانية وتكفلت هيئة الهلال الأحمر بتكاليف تلك العمليات مجاناً للمرضى غير القادرين على تحمل تكلفة تلك العمليات. كما قدم الفريق الطبي خبراته العلمية إلى الكوادر الطبية المحلية في الدول التي زارها من خلال تنفيذ برامج تدريبية للأطباء والجراحين في مجال جراحة القلب ونقل أحدث التكنولوجيا والمستجدات العلمية الحديثة في هذا المجال لهذه الكوادر بصورة تسهم في دعم قدراتهم وإمكاناتهم لتوفير أفضل خدمات علاجية ممكنة لمرضى القلب في تلك الدول. وأضاف أن جهود التعاون بين الجانبين شهدت نماذج فعالية من الجهود الرامية لضمان استمرارية تحسن مستوى الخدمات الطبية في الدول التي تفتقر الإمكانات والوسائل التقنية اللازمة لعلاج الحالات المرضية المصابة بأشكال مختلفة من أمراض القلب حيث تم العمل على تأسيس مراكز لعلاج أمراض القلب في عدد من الدول الشقيقة والصديقة آخرها تم تدشينه في الكاميرون ويجري الإعداد لمشاريع وبرامج طموحة خلال المرحلة القادمة لتقديم الواجب الإنساني لمرضى القلب في دول تعاني عدم توافر الإمكانات العلمية والكوادر البشرية المطلعة على أحدث التطورات والابتكارات العلمية في هذا المجال. عمليات لأطفال غزة أكد الدكتور صالح موسى الطائي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع في هيئة الهلال الأحمر خلال المؤتمر أن الهيئة حريصة على مواصلة تعاونها مع المجموعة الإيطالية العالمية لجراحة القلب المفتوح للأطفال وتفعيل تلك الجهود من خلال تدشين صندوق رعاية الأطفال المصابين بمرض القلب باعتباره مبادرة فريدة من نوعها لعلاج أبناء الأسر محدودة الإمكانات والمستوى المعيشي الذي لا يغطي الضمان الصحي تكاليف علاجهم في الدولة. كما سيتم تنفيذ برامج علاجية لمرضى القلب في الدول الشقيقة والصديقة وسيتم لاحقاً الإعداد ضمن خطة العمل القائمة بين الهيئة ومجموعة ساندوناتو الإيطالية لتنفيذ برنامج إنساني لإجراء عمليات جراحة القلب للأطفال المصابين بمرض القلب من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة. وقال إن المرحلة القادمة من جهود الهيئة الإنسانية على المستوى الطبي ستشهد تنفيذ برامج تثقيفية للتوعية بين مختلف الشرائح والفئات للحد من فرص الإصابة بأمراض القلب. وأشار إلى دور هيئة الهلال الأحمر في دعم جهود السلطات الرسمية بالدولة لتوفير الرعاية اللازمة للمواطنين والمقيمين بالدولة والذي من خلاله سيتم تدشين حملة صحية لأهالي وسكان جزيرة دلما الأسبوع المقبل. وأشار إلى أن تعاون الهيئة مع المجموعة الإيطالية كان واحداً من أبرز تلك المبادرات لخدمة الأطفال المصابين بمرض القلب وتم مؤخراً تأسيس فريق طبي لمكافحة الصمم بالتعاون مع طاقم طبي بإشراف الطبيب الإماراتي الدكتور مازن الهاجري ويجري العمل على تنفيذ برامج مستقبلية لعلاج الحالات المصابة بالصمم إيماناً بقيمة الرسالة الإنسانية للهيئة في هذا الجانب.