الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفينج شوي» يضفي التوازن والتناغم على المكان ويجلب السعادة والرضا

«الفينج شوي» يضفي التوازن والتناغم على المكان ويجلب السعادة والرضا
28 فبراير 2011 19:08
الفينج شوي علم صيني قديم يهتم بطاقة المكان الذي يقوم على خلق التوازن والتناغم في كل ما يحيط بالمرء، من خلال ترتيب البيت وتصميمه ووضع أثاثه، بموازنة الطاقة من حول الإنسان وتعديلها، وتحويلها إلى طاقة إيجابية ونجد أن المبدأ العام لهذه الفلسفة، تتشابه من نواح عديدة مع الفيزياء الحديثة، التي تجد أن كل شيء في الوجود يحتوي على الطاقة، بدءاً من الإنسان ومختلف الأشياء التي تحيط به وحتى النباتات. الكل يحتوي على طاقة حيوية تسمى”تاي شي”. وإذا ما تم استقطاب وجذب هذه الطاقة بشكل جيد من خلاله تهيئة مفردات الأثاث وتوزيعة في نواحي المنزل بشكل جيد ومدروس لتقوم هذه الطاقة الحيوية بدورها الإيجابي على أكمل وجه فإن البيت يتحول إلى واحة مريحة للأعصاب، وبيئة صحية للمرء. حول هذه الفلسفة التي تدعو إلى التناغم والتوازن في بيئة المحيط بنا حتى ينعكس كل ما يحيط بنا بشكل إيجابي على حياتنا، يطلعنا الدكتور يوسف البدر المتخصص في طب الطبيعة في الكتاب الذي تناوله حول حلول الفينج شوي العملية. «تاي شي» يوضح البدر أن علم الفينج شوي يهدف إلى مساعدة المرء على إحداث بعض التغييرات البسيطة والإيجابية فيما يتعلق بنظم توزيع الأثاث، مما يساعد ذلك على تغيير تدفق الطاقة الحيوية بشكل يخلق نوعا من التوازن في محيط البيت، الأمر الذي سنعكس بشكل إيجابي على المرء. حيث يقوم الفينج شوي على مبدأ القوة الكهرومغناطيسية والتي تسمى طاقة (التاي شي) وهي الطاقة الحيوية فهي تتدفق حول جسم الإنسان وعبر أنحاء العالم عن طريق الرياح والماء والهواء وطاقة الشمس، وكلمة فينج شوي علم صيني تعني الرياح والماء وهي تعكس الطريقة التي تتحرك بها الطاقة الحيوية. فطاقة الفينج شوي التي يتعرض لها المرء تؤثر على أفكاره ومشاعره وصحته فإذا كان المرء في أفضل المواقع التي تلائم أهدافه يمكنه بذلك أن يحقق مبتغاه بشكل أكثر سهولة وسلاسة وهذه هو الهدف الأساسي للفينج شوي. وتتطرق البدر إلى تأثير هذه الطاقة المتدفقة في محيط منازلنا موضحا أن تدفق الطاقة الحيوية حول الجسد فعندما يشعر المرء بالسعادة والرضا والإيجابية فهذا دليل على أن جسده محاط بالطاقة المفعمة بالحيوية والقوة، أما إذا شعر المرء بالاكتئاب والحزن فذلك يعني أن الطاقة تتدفق ببطء، فالطاقة التي تحيط ببيئة كل شخص يجب أن تكون متوازنة وذلك كي تمر من حولنا هذه الطاقة بكل حرية وبدون جهد، تماما كالهواء، وتمر عبر النوافذ والأبواب بطريقة سلسة. ولتغيير الطاقات داخل المنزل يجب بداية أن يتم إعادة ترتيب المفروشات والتحف وغيرها من الموجودات كي تطفو الطاقة وبشكل متعرج وبكل سلاسة، وهذا أفضل من أن تمر الطاقة بسرعة وبشكل مستقيم. تأثير الطاقة وحول تأثير الطاقة المنبعثة من هندسة المباني وتصاميمها على شخصية المرء، أشار البدر إلى أن الطاقة الحيوية المتمثلة في المباني نجد أن لها تأثيرا واضحا على المرء والتي تختلط بالطاقة الشخصية الحيوية له وتؤثر عليه حيث تسمح الأسقف العالية للطاقة الحيوية على الحركة الراسية وخاصة إذا ما كانت هنالك أضواء مرتفعة ونوافذ طولية، فهذا المناخ يولد للمرء طاقة تساعده على الابتكار والاستقلالية، في حين الغرف ذات الأسقف المنخفضة، فتنطلق الطاقة فيها بحركة أفقية، خاصة أثناء وجود الأبواب والنوافذ المواجهة لبعضها البعض في كل جانب، مما يؤدي إلى أن تعمل الحركة الأفقية للطاقة الحيوية على تعزيز التلاحم والترابط الاجتماعي. أما المبنى الذي يضم مدخلا واسعا أو يضم قبة أو يتم تخطيط المساحة بشكل دائري، فإن ذلك يجعل الطاقة الحيوية أكثر تركيزا وهو ما يساعد على تركيز الطاقة واستجماع القوة. أما الغرف التي تحوي الكثير من النوافذ فهي تعمل على تفريق الطاقة الحيوية بسهولة أكبر. كما نجد أن الأركان البارزة في الغرف يمكن ان تخلق تيارا سريع الحركة من الطاقة الحيوية مما يؤدي إلى تشتت كل من يجلس أو ينام في الغرفة، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بوضع نبتة كثيفة كي تبطأ سرعة الطاقة الحيوية. وفي حال وجود ممر طويل وضيقا في المنزل، يمكن طلاء جدرانه باللون الأبيض، مع وضع إنارة جيدة وذلك حتى لا نفقد الحيوية في هذا المكان. أما الغرف ذات الأثاث المفرط والتي تشمل الستائر السميكة والأقمشة المطرزة والأغطية وغيرها من الأنسجة الناعمة، إنما تولد تيارا بطيئا من الطاقة الحيوية وعادة ما تتحول هذه الطاقة من بطيئة إلى راكدة مما يتسلل إلى أعماق المرء إحساس بالكآبة والوحدة، ولتغيير هذا الإحساس يجب التخلص من المفروشات ذات الأنسجة الناعمة. الحلول الممكنة ويتطرق إلى الحلول الممكنة للاحتفاظ بالطاقة الحيوية الإيجابية في ردهات المنزل بدءاً من غرفة المعيشة وهي محطة هامة لاجتماع أفراد العائلة، حيث يجب ان يوزع الأثاث بطريقة تتدفق فيه الطاقة الحيوية، من خلال إزالة قطع المفروشات والتخلص من الأثاث القديم، وإعادة توزيع المفروشات بحيث تحدد سير الطاقة بخطوات متعرجة وسلسة في الوقت ذاته. مع وضع نبتة كبيرة بجانب التلفاز أو أي مصدر لموجات كهربائية وذلك للتخلص من الطاقة السلبية المنبعثة من خلاله. أما غرف النوم وهو المكان الذي يجد فيه المرء راحته واسترخاءه لا بد أن تكون الطاقة متوازنة فيه، حتى لا يكون المرء عرضة للأرق، من خلال عدم وضع السرير في اتجاه باب الغرفة، ويفترض أن يكون موضع السرير في مكان يسهل الوصول إليه من الجانبين. و أن لا يوضع السرير تحت النافذة أو أن تكون الغرفة عرضة لأشعة الشمس المباشرة، حتى لا تنتج الطاقة السلبية التي من شأنها أن تؤثر تزرع القلق في نفس المرء. المرايا كما تلعب المرايا دورا مهما في تسريع تدفق الطاقة الحيوية مما يخلق جوا أكثر ديناميكية ونشاطا فهي إحدى الادوات المفيدة في تطويع الطاقة الحيوية إلا أن الإفراط في وجودها ينعكس على راحة المرء. حيث تعمل المرايا على تغيير الطاقة الحيوية بنفس الطريقة التي ينعكس فيه الضوء في مختلف الاتجاهات، ونظرا لكون المرايا تقوم بعكس الضوء مرة أخرى، فلابد ان توضع في المساحات التي لا تكثر فيها الإضاءة، كما تعمل المرايا على علاج العيوب الهندسية كضيق الغرف والمساحة فتمنح المكان الاتساع الوهمي المطلوب، وللعمل على تدفق المزيد من الطاقة الحيوية عبر الأروقة، يمكن وضع إحدى النباتات أو أقمشة مطرزة بمواجهة كل مرآة من المرايا حيث يعمل ذلك على إبطاء تدفق الطاقة الحيوية. وأن وضع إحدى المرايا بالقرب من المدخل يساعد على تدفق الطاقة الحيوية إلى الداخل ويسهل انتشارها في محيط المنزل. ومن الضروري جدا أن لا توضع المرايا بمواجهة أحد الأبواب أو النوافذ المباشرة، حيث يؤدي ذلك إلى ارتداد الطاقة الحيوية التي تدخل المكان، كما لابد ان لا توضع مرآتان في مواجهة كل منهما الأخرى مما يؤدي ذلك إلى خروج الطاقة الحيوية وارتدادها مرة أخرى مما يخلق جوا يشوبه نوع من التوتر. النباتات وللنباتات أيضا دور مهم حيث تعتبر النباتات التي تنمو بالطرق السليمة من المعالم الفريدة للفينج شوي لأنها تجلب الطاقة الحيوية الطبيعية المفعمة بالحياة إلى داخل المنزل. وتمثل النباتات إحدى الحلول الجيدة للحفاظ على تدفق الطاقة الحيوية. فإذا كان هنالك عدد من الأبواب الممتدة على خط واحد عبر أحد الأورقة أو وجود بعض الأبواب والنوافذ المواجهة لبعضها البعض فإن ذلك يزيد من حركة الطاقة الحيوية مما يقلل من الإحساس بالاسترخاء، وللتقليل من حركة الطاقة الحيوية يمكن ترتيب ووضع النباتات في الممر مع وضع النباتات كثيفة الأوراق بالقرب من النوافذ والأبواب مما يؤثر على سرعة تدفق الطاقة الحيوية ويكبح سرعتها، عندها يمكن أن يستفاد من وجود هذه الطاقة في محيط المنزل. جذب الطاقة الحيوية القيام ببعض التعديلات الطفيفة على عملية توزيع قطع الأثاث من شأنه أن يجذب الطاقة الحيوية الإيجابية في المنزل، كما أن إضافة القطع البسيطة كالنباتات واللوحات، مع التهوية الجيدة المستمرة للمنزل، ونشر الروائح العطرية، إنما تخلق التوازن والتناغم في روح المكان، وفي المقابل يجب الابتعاد عن الخلافات الأسرية فكثرة الصراخ والمشاجرات تترسب في الجدران مما تسبب ثقلا في المكان، فلابد من التخلص من هذه الترسبات من خلال تنظيف المكان وتهويته، ومحاولة التخلص من الأثاث الفائض أو القديم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©