الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ راشد بن حمد: لا زالت الفجيرة تتشكل ثقافياً

الشيخ راشد بن حمد: لا زالت الفجيرة تتشكل ثقافياً
5 مارس 2014 21:29
الفجيرة (الاتحاد) ـ ما هي أهم الإنجازات الثقافية في الفجيرة؟ ماذا ينقص الثقافة في الفجيرة حتى تحقق المزيد من الإشعاع والتميز؟ هل هناك رؤية استراتيجية واضحة المعالم للمستقبل من خلال برامج معينة ومخططات؟ أسئلة توجهنا بها إلى سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، الذي أبى إلا أن يجيبنا بصراحته المعهودة ورؤيته الواضحة التي لا تقتصر على الحديث عما تحقق في إمارة الفجيرة في المجال الثقافي بل تجاوزته إلى تبني مشاغل المثقفين في المنطقة، والتفكير في آليات محدثة ومشاريع مختلفة من شأنها أن تحقق لهذه الإمارة نهضة ثقافية وفكرية وفنية وإعلامية، من ِشأنها أن تساهم في إثراء المشهد في الإمارات عموما. لقد شهدت الإمارة العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية والإعلامية الكبرى التي جعلت من الشأن الثقافي والإعلامي أولوية، وكرست تقليدا جديدا في المنطقة يرتكز أساسا على النوعي قبل الكمي، وكان من نتائج ذلك أن خرجت العديد من الفعاليات من المحلية الضيقة لتحلق عاليا وبعيدا في سماء العالمية، فطموح الشيخ الدكتور الشاب المتخرج حديثا من جامعة ميتروبوليتان بلندن، والذي سيصدر كتابا مرجعا في الأيام القليلة القادمة حول «الصناديق السيادية في الإمارات» (باللغتين العربية والإنجليزية) لم يقف عند حدود تطوير الملتقيات والمهرجانات الموجودة، وإنما تعداه لوضع اللبنات الأولى لعمل ثقافي جاد، يقوم على رؤية استشرافية وتخطيط واضح لمستقبل الفجيرة الثقافي، وهي الإمارة التي عرفت خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية في المجالات كافة. لم تبق الملفات الثقافية بين الرفوف، وإنما انطلقت المسيرة بخطى واثقة، ورؤية واضحة، وأفكار مبتكرة تقوم على الارتقاء باسم الفجيرة في المحافل العربية والدولية، من خلال التعاون البناء مع أعرق المؤسسات الإعلامية والثقافية في مختلف أنحاء العالم، ومن خلال استضافة كبار المبدعين. والحقيقة أن هذا الجهد الذي يتكلم بنفسه عما تحقق وسيتحقق يؤشر لدخول الفجيرة ساحة الفعل الثقافي في الإمارات والمنطقة العربية والعالم من أوسع الأبواب، فالأفكار وحدها لا تكفي إذا لم تجد العزائم الصادقة، والطاقة الإيجابية من طرف المجموعة التي لا ترهقها الصعاب البتة، فقد آمن الشيخ الشاب بأن الفعل الثقافي لا ينظر إليه بعدد السنين أو عدد الفعاليات، بل بما بقي عالقاً في أذهان الناس وما ساهم في الفعل المتميز بالرسوخ والتغيير والتنمية، وهي معادلة استطاعت الفجيرة من خلالها أن تفتح نوافذ مشرعة على من حولها، وأن تخلق لنفسها شخصيتها الثقافية المتفردة في المنطقة العربية. وفيما يلي الأجوبة التي خص بها سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد «الاتحاد الثقافي»، لإبداء رأيه في هذا الملف. نذهب إلى الجمهور يقول الشيخ راشد: الحركة الثقافية في أي مكان لا يمكن اختصارها على ما تحققه المؤسسات الحكومية والخاصة فحسب، فهي في النهاية مثل نهر جار يحتضن التراث وتفاصيل الحياة اليومية والسلوك والإبداعات الفردية المتخفية في الظل، والموروث القديم الفاعل في أسلوب العيش حتى يومنا هذا. وفيما يتعلق بهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام فمنذ تأسيسها دأبت على الاشتغال في نشر الآداب والفنون من خلال الملتقيات والمهرجانات والفعاليات الفنية الكبرى مثل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما الذي وصل إلى دورته السادسة هذا العام، والذي أصبح علامة فارقة في خارطة المهرجانات المسرحية العربية والعالمية، وهناك جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي التي أكملت دورتها الرابعة، ولا زالت تحفز المبدعين سنويا في مجالات التصوير، فضلا عن ملتقى الربابة، ومهرجان المسرح المدرسي، والمسابقة الدولية لنصوص المونودراما، ومؤخرا انتهت بنجاح الدورة الأولى لجائزة الفجيرة الدولية للتصوير الصحفي، والتي عقدت بالتعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، وهناك العديد من الفعاليات الفنية على مدار العام موسيقية وشعرية وأدبية وفي مجال الفنون التشكيلية. ولا شك أن هذه المسيرة اليوم بحاجة إلى المراجعة من أجل اكتشاف المزيد من عناصر الإبداع، والوصول إلى الجمهور في الإمارة بدل انتظار قدومه إلينا، ولهذا هناك مبادرة متخصصة للقراءة والكتابة تهتم بالجيل الجديد سيتم إطلاقها قريبا، كما أن هناك مواصلة للعمل على تعميق دور الملتقى الإعلامي وإيجاد شراكات فاعلة مع الجانب الإعلامي في إمارة أبوظبي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المهتمين عربيا ودوليا. مجلة الفجيرة الثقافية ويتابع: سينطلق منتدى الفجيرة الفكري الأول مع نهاية هذا العام ليحتضن النقاشات المعمقة حول ما تواجهه أمتنا اليوم من تحديات ثقافية وفكرية، ونأمل أن يشارك فيه نخبة من المفكرين العرب ليخرجوا بحصيلة مفيدة، وستكون مجلة «الفجيرة الثقافية» قد انطلقت لتشكل إضافة نوعية إلى المجلات الثقافية الأخرى ضمن منظومة من الحركة الفاعلة في الحياة العربية اليوم. الفجيرة لا تزال تتشكل ثقافيا، وتشهد سنويا تبدلات فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات، من أجل أن تؤسس لنفسها مكانة محلية وعربية، إضافة بالطبع إلى البعد الدولي، ونظرا للحراك الثقافي والإعلامي في الإمارات الأخرى فإننا نحاول أن لا نبحث عن فعاليات خاصة غير مكررة، ولها خصوصية، وبالتالي هناك دائما ما هو جديد ومختلف. التكامل قبل التنافس ويوضح: إننا لا نبحث عن التنافس مع الإمارات الأخرى بل التكامل والعمل معا في منظومة ثقافية لها بعد عربي ودولي تحت مظلة صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، إضافة إلى العمل الدؤوب وفق التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة وولي عهده الأمين. العمل الثقافي حالة مستمرة، كما أشرت، وبالتالي هناك دائما ما يمكن الاشتغال عليه واستكماله، فهناك حاجة إلى مكتبة عامة للقراءة ومركز للتوثيق، إضافة إلى ضرورة إيجاد قاعة متعددة الأغراض أي للعروض المسرحية والأمسيات الأدبية وأيضا للمعارض التشكيلية والعروض السينمائية، وهذا مشروع طموح وضعنا خططه منذ فترة، وبانتظار أن يخرج إلى حيز التنفيذ قريبا، حيث نطمح بإنشاء المبنى الخاص بهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، والذي سيكون مركزا ثقافيا يحتوي كل العناصر الموجبة لنجاح أي فعل ثقافي من مسارح وقاعات وأماكن عرض متعددة الاستخدامات. كلية للفنون والموسيقى ويختم سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد، بالقول: كما أعلنا مؤخرا عن تأسيس كلية الفجيرة للفنون والموسيقى التي أطلقت رسميا بمرسوم أميري، والعمل جار على الانتهاء منها لتبدأ بقبول الطلبة. أما الجانب المهم برأيي فهو ضرورة العمل على استكمال الكتب التوثيقية الخاصة بتاريخ الإمارة الاجتماعي والسياسي وعناصر تطورها سواء في خلال الأربعين عاما الماضية في عهد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الفجيرة أو في الفترة التي سبقتها، وبالطبع ستكون الإصدارات باللغتين العربية والإنجليزية من أجل إيصال الفائدة للجاليات الكبيرة من الوافدين الذين لا يتقنون العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©