الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدني.. السابقون إلى الحداثة

المدني.. السابقون إلى الحداثة
25 فبراير 2015 21:12
محمد عبدالسميع أحمد أمين المدني شاعر يكتب الشعر بلغة الواثق من المشاعر، يجسّد الصورة الخيالية ليدعها تتحدث عن خلجات ذاته، فمن منا لم تخاطب قصائده أحاسيسه، ووجدانه، فيطرب لها تارة، ويحزن معها تارة أخرى. هو شاعر الموقف، والمكان، والعاطفة، والنصيحة، غزير الفكر، واسع الخيال، بليغ الوصف، قوي المعنى. عاش المدني بين فترتين، الأولى ما قبل ظهور النفط وما قبل الاتحاد، والثانية بعد ظهور النفط وبعد قيام الاتحاد، واطلع على حركة الشعر في الإمارات ودول الخليج العربي والوطن العربي والعالم الغربي أيضاً. ولد في منطقة ديره بدبي عام 1931م، درس في المدرسة الأحمدية وفق النمط التقليدي، خرج من بلده إلى البصرة، ثم بغداد حيث المدارس والجامعات مكملاً دراسته الثانوية وملتحقاً بكلية الشريعة، ليحصل على إجازة في علوم الشريعة واللغة العربية، وبعد مرحلة بغداد التحق بجامعة أدنبرة في بريطانيا ليدرس التاريخ الحديث، ثم جامعة كامبردج ليحصل على شهادة الدكتوراه وكان أول طالب إماراتي يحصل على مثل هذه الشهادة عام 1967م، ودرس أيضاً الفرنسية وآدابها في السوربون. استفاد مدني من فترة وجوده في بريطانيا، فتواصل مع كبار الشعراء والفلاسفة والمؤرخين والنقاد والأدباء البريطانيين، مثل: المؤرخ الكبير ارنولد توينبي، والشاعر ت.س.ايليوت، والفيلسوف برتراند راسل والناقد فورستر. تقلب المدني في وظائف عدة، حيث عمل مدرساً في بغداد، ثم مدرسا في المدرسة الصناعية بالشارقة، ومذيعاً في أول إذاعة تفتح في الإمارات وهي إذاعة صوت الساحل، من منطقة المرقاب بالشارقة، ثم أمينا للمكتبة العامة التابعة لبلدية دبي، وفيها فتح أول فصول محو الأمية عام 1970م، ثم انتقل إلى وزارة الدفاع في عام 1972م، كما عمل أيضا في مجلة الأمن التي تصدرها قيادة شرطة دبي، وفي القسم الثقافي بجريدة الاتحاد والقسم الثقافي بجريدة الخليج. تأثر المدني بالعديد من الشعراء الرواد الذين كانت تربطه بهم صلات مباشرة، أمثال: مبارك العقيلي، احمد بن سليم، عبدالله الصانع، خليفة بن سعيد المطروشي، الشيخ راشد بن بطي آل مكتوم، والشاعر خلفان بن يدعوه. وأصدر عددا من الدواوين الشعرية: حصاد السنين عام 1968م، وأشرعة وأمواج عام 1973م، وعاشق لأنفاس الرياحين عام 1990م. ويعتبر المدني رائد التحديث في شعر الإمارات، أدرك أهمية الحداثة شكلاً ومضموناً، باعتبار أن هذه الحداثة من حيث اللغة تحول الكلمة من السكونية إلى عوالم الحركة والديناميكية والنشاط، ومن حيث المضمون تنقل المعاني إلى فضاءات أوسع، ومن حيث الشكل تمد جسور الانتباه والإثارة إلى مدى بعيد من الإدهاش. لم يتوقف نشاطه على الشعر فقط، وإنما كان له مساهماته الكثيرة في البحث والأدب والمجتمع، ومن مؤلفاته: فكرة التوحيد في الإسلام، شعراء الإمارات المعاصرون، دراسات في الشعر الأندلسي التركيب الديني والاجتماعي، دراسات في الفلسفة، دراسة عن الشعر النبطي بالإمارات باسم: الشعر الشعبي في دولة الإمارات. استمد ثقافته من فهمه لواقعه ومن دراسته للأدب العربي والإنجليزي، وتأثره بشعراء كبار مثل السياب وجبران وإيليا أبو ماضي. وكان حريصاً على الاطلاع على تجارب الشعراء المبدعين في الوطن العربي ليخلق لنفسه عالماً إبداعياً فيه من الاتساق والتناغم النفسي الكثير، وفيه من الاندفاع نحو التقاط المهم وتجسيده في شعره. وكانت كلها روافد استقى منها مادة أولية لصياغة قصيدته الشعرية، ميزت لغته الشعرية بالخصوصية الشديدة في ترجمة الحياة والعمق في استبطان واكتشاف الأشياء والطاقات الكامنة، والحث على التفكير بإثارة المشاعر وتبني إيحاءاته تهز الأعماق وتدفع المتلقي إلى الحركة والفعل والتفاعل. وقد تناول مدني مواضيع تتعلق بواقعه الذاتي وواقع وطنه وأمته، وحاول أن يبعث الحياة في قصيدته لتكون مقنعة وصادقة في آن معاً... هنا مقتطفات من قصائده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©