الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواطنات يعترضن على إلزام من تتعدى أعمارهن 40 عاماً بفحص «سرطان الثدي

مواطنات يعترضن على إلزام من تتعدى أعمارهن 40 عاماً بفحص «سرطان الثدي
14 يونيو 2009 02:25
حملت مواطنات على قرار هيئة الصحة بأبوظبي بإلزام من تزيد أعمارهن عن 40 عاما بإجراء الفحص التصويري الإشعاعي للثدي بغية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، كشرط لتجديد بطاقة ثقة، مطالبات بأن يكون الخضوع لهذا الفحص اختياريا. وانطلقت المواطنات بتسجيل اعتراضهن من الجدل الدائر في الأوساط الطبية من تأثير الأشعة على السيدات ممن يخضعن للفحص، فيما الرأي الطبي في الدولة يؤكد أن الفحص يرتب التعرض لكميات لا تذكر من الأشعة، إضافة إلى أن الفحص يفيد في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وبالتالي العلاج من المرض حال اكتشافه. وبتحليل هيئة الصحة في أبوظبي للمعطيات المحلية، تمكنت من تقدير أن لكل 600 سيدة يقمن بإجراء فحص المامو جرام، تُنقذ حياة سيدة واحدة من سرطان الثدي، ومن خلال دعوة السيدات لحجز موعد لفحص المامو جرام قبل تجديد بطاقة ثقة، فإنه يتم إنقاذ حياة العديد من النساء. وتعتقد أم محمد مواطنه تبلغ من العمر 45 عاما أن كمية الإشعاع التي يتعرض لها جسم المرأة نتيجة إجراء الفحص الإشعاعي الماموجرام وإن كانت قليلة فهي لا بد وأن يكون لها تأثير في الجسم، ولو أن الفحص أجري ولو لمرة واحدة فقط في العام. واستغربت آمنه الشامسي (48 عاما) من ربط هيئة الصحة بين تجديد بطاقة ثقة الصحية وإجراء هذا الفحص، مطالبة أن يترك خيار إجرائه للمرأة. واعتبرت فاطمة المزروعي أن إلزامية إجراء الفحص خطوة إيجابية من قبل هيئة الصحة لما في ذلك من تحقيق مصلحة المواطنات، وتحديداً اللواتي لا تجد الكثير منهن ممن تبادر لإجراء فحص الماموجرام بعد سن الأربعين. وقالت المزروعي لا أجد أن هناك ضرراً من إجراء الفحص بل على العكس فهو يحمي السيدات من ضرر أكبر يتمثل في سرطان الثدي، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة الشفاء من المرض تصل إلى 90% إذا ما اكتشف في مراحله المبكرة. ورأت المزروعي في اقتران تجديد بطاقة ثقة مع إجراء الفحص تحفيزا للنساء على الفحص المبكر لسرطان الثدي الذي يعتبر أكثر أنواع الأورام شيوعاً بين النساء في الدولة حيث يشكل 22.8% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان. من جانبها، طالبت أمل القبيسي أن يكون الفحص اختيارياً وليس الزامياً على أن يرافق ذلك توعية السيدات بالفحص الذاتي في المنزل وزيارة الطبيب عند الإحساس بأي مشكلة صحية لمن وجد في عائلتها تاريخ مرضي أو تنطبق عليها ظروف ترفع احتمالات إصابتها. فرصة للنجاة من جانبها، هيئة الصحة في أبوظبي أوضحت أن سرطان الثدي يعتبر المسبب الرئيسي للوفيات الناتجة عن السرطانات بين النساء في أبوظبي، حيث إنه يصيب سيدة واحدة من بين كل 8 سيدات خلال فترة حياتها. وأضافت الهيئة أنه في الوقت الراهن 44% من السيدات لا ينجين من سرطان الثدي، ولكن من خلال الكشف بالتصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام) تصل فرص النجاة والشفاء لدى السيدات المصابات بسرطان الثدي إلى 98%. وأكدت الهيئة أن فحص الماموجرام يبقى أدق وسيلة وبمثابة المعيار الذهبي، للحد من معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي وفقاً للدراسات الطبية، حيث تؤكد الجمعية الأميركية للسرطان أن الكشف بواسطة جهاز الماموجرام هو التدخل الوحيد القادر على خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنسبة تصل إلى 16 -32%. وعن خطورة الأشعة الناتجة عن فحص الماموجرام، أوضحت الهيئة أن فحص الماموجرام آمن، وفوائد الفحص تفوق، وبشكل كبير مخاطره كتلك الناجمة عن الإشعاع. كما أن أجهزة الماموجرام الحديثة تصدر صورا للثدي عالية الجودة، ولكن باستخدام كمية منخفضة من الإشعاع. وأكدت الهيئة أنه في الماضي كانت هناك مخاوف من مخاطر الإشعاع في الماضي، أما اليوم فالخطر ضئيل للغاية، علاوة على ذلك، فقد تم وضع معايير صارمة لضمان أن أجهزة الماموجرام المستخدمة آمنة، وتستخدم أقل كمية ممكنة من الإشعاع. وطمأنت الهيئة الجمهور العام، بتأكيدها أن مستوى الإشعاع الذي يصدر عن الماموجرام عند تصوير الثدي لا يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل ملموس، وذلك وفقاً للدراسات الدولية، حيث إن كمية الإشعاع الناتج عن الماموجرام الذي تتعرض له المرأة خلال الفحص، هي تقريباً نفس معدل كمية الإشعاع الذي تتعرض لها خلال فترة 3 أشهر في المحيط الطبيعي كتلك الإشعاعات الصادرة من شاشات التلفزيون، و شاشات الكمبيوتر، والبيئة المحيطة بها وذلك وفقا للدراسات الأميركية. كميات أشعة من جانبه، أوضح الدكتور نعمان حبيب الطبيب الاستشاري ورئيس قسم التصوير السريري في مستشفى المفرق، أن أخذ صورة الماموجرام يمكن من خلالها اكتشاف سرطان الثدي قبل الشعور بوجوده، ويعطي مؤشرات استباقية وتعطي للطبيب معلومات مهمة لا يمكن اكتشافها بالفحص الذاتي أو من خلال زيارة الطبيب. وخلال عملية أخذ الصورة، بين حبيب أنه بالعادة يتم أخذ صورتين ماموجرام لكل ثدي، واحدة للثدي من الجانب وأخرى صورة فوقية للثدي، مؤكداً أن الفحص بأكمله يصدر كميات قليلة من الأشعة. وأكد أن كل المؤسسات الصحية أوصت النساء البدء بعمل فحص الماموجرام عند بلوغ سن الأربعين من العمر، والاستمرار في ذلك مرة سنويا حتى عمر السبعين، إضافة إلى عمل الفحص الذاتي مرة في الشهر. وأكد حبيب أن فحص الماموجرام هو أفضل وسيلة لتحديد سرطان الثدي مبكرا، وبالتالي تحقيق الشفاء التام. وتشير الدراسات إلى أن سنوات معدل البقاء على قيد الحياة بالنسبة للمرأة التي وجدت المرض قبل تفشيه بلغت 98 % ولكن إذا كان المرض قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية فإن معدل البقاء على قيد الحياة انخفض الى 84 % وانخفض الى 27 % بين النساء اللواتي انتشر المرض لديهن إلى مكان بعيد مثل الرئة أو الدماغ. وأضاف حبيب أن هناك فوائد إضافية لفحص الماموجرام تتمثل ليس فقط باكتشاف سرطان الثدي، وإنما أيضا تحدد كثافة الثدي الحميدة وأمراض الثدي، وكلاهما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. وأفاد أن المخاطر الإشعاعية المحتملة في فترة تصوير الثدي بالأشعة لسرطان الثدي ضئيلة جدا، ولا تقارن بالفوائد الممكن تحقيقها من خلال إجراء الفحص. وقال إن مستوى الأشعة السينية المستخدم لإجراء فحص الماموجرام محدود جدا، ونظرا لانخفاض نسبة الأشعة يمكن أن يفيد في الكشف عن وجود أي كتل سرطانية عند السيدات من يفوق عمرها الأربعبن، أما من هن دون هذا العمر لا ينصح بإجراء فحص الماموجرام لهن إلا إذا كان لديهن خطر الإصابة بالمرض كمن لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض أو كتل مشبوهة. وأكدت الهيئة أنها مستمرة في مشروعها لفحص جميع مواطني دولة الإمارات، بالإضافة إلى توفير التأمين الصحي المجاني في إطار برنامج «ثقة»، حيث كان فحص «وقاية» في سنته الأولى للكشف عن عوامل الخطورة لأمراض القلب والأوعية الدموية، فيما هذا العام تم توسيع مظلة فحص «وقاية» ليشمل الكشف المبكر لسرطان الثدي بواسطة التصوير الإشعاعي للثدي (الماموجرام)، حيث يعد سرطان الثدي واحداً من أهم أولويات الصحة العامة في إمارة أبوظبي. فئة الإصابة تشير الأرقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن 87 % من الإصابات بسرطان الثدي تحدث من سن الأربعين عاماً، وقد سُجِل أكبر عدد من الإصابات ضمن الفئة العمرية 45 - 54، ومن أجل حماية النساء حتى في سن أصغر، فقد تم اعتماد توفير هذا الكشف للسيدات بدءاً من سن الأربعين عاما في إمارة أبوظبي بدلاً من سن الخمسين المعتمد في بعض أنحاء العالم. وفي دراسة لسجل السرطان الوطني في مستشفى توام بالعين للأعوام 1998- 2007 أظهرت إصابة 2121 امرأة بسرطان الثدي 76 منهن كن دون سن الثلاثين. ومن خلال هذه المبادرة أفادت الهيئة أنه حتى الآن تم حجز أكثر من 2500 موعد لفحص الماموجرام، وباستخدام البيانات المحلية يمكن تقدير أن هذا العدد من فحوصات الماموجرام سينقذ حياة 4 سيدات من سرطان الثدي، ومن خلال دعوة السيدات لحجز موعد لفحص الماموجرام قبل تجديد بطاقة ثقة فإنه يتم إنقاذ حياة العديد من النساء. إلى ذلك طالبت هيئة الصحة السيدات المؤهلات لفحص الماموجرام التجاوب مع مكالمات مندوبيها أو الدعوات الموجهة عبر رسائل الهاتف النصية، والعمل مع الهيئة لضمان صحة جيدة، علما أن الحجز المسبق للماموجرام يعد شرطاً للحصول على بطاقة ثقة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©