الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارتباط الإماراتيين بالإبل يفرض حضورها في المهرجانات والمناسبات

ارتباط الإماراتيين بالإبل يفرض حضورها في المهرجانات والمناسبات
28 فبراير 2011 19:04
تسجل الإبل حضوراً كبيراً ومدهشاً في فعاليات الدولة سواء كانت مهرجانات وملتقيات تراثية، أو مؤتمرات ومعارض معاصرة، تأكيداً على أنه للصحراء ذاكرتها وسفينتها التي تنثر ذهب الأرض تحت قوائمها. وصار مألوفاً وجود الإبل في المناسبات المختلفة، حيث تمر أمام الزوار والسياح ليتعرفوا إليها وإلى أدوارها في حياة ابن الإمارات قديماً، فالنهضة الحضارية التي تعم إمارات الدولة لم تحل دون تأكيد وجود الإبل وتعزيز مكانتها كرمز يشير إلى الماضي العريق والأصالة، فضلاً عن كونها دليل وفاء ابن الإمارات، فيما يعكس حضورها في المهرجانات التراثية أهميتها في التراث والبيئة المحلية حيث يتم تعريف فتيان الإمارات إلى أنواعها وأسمائها وأدوارها وكل ما يتصل بها. حول ارتباط ابن الإمارات بالإبل، يقول زايد المنصوري، استشاري البيئة البرية في “نادي تراث الإمارات” “تتجلى مكانة الإبل التي ورد ذكرها في قوله تعالى “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”. كذلك في قوله تعالى “قل هذه ناقة لها شرب ولكم شربَ يوم معلوم ولا تمسوها بسوءٍ فيأخذكم عذاب يوم عظيم”. لذا يستمر حب الإبل والاعتزاز بها إلى يومنا الحالي تكريماً لها ولدورها في حياتنا وحياة الآباء والأجداد، حيث تلازمت بمناحي حياتنا ووقائعنا اليومية، إذ كانت وسيلة تنقلنا وترحالنا ونقل متاعنا، نشرب من حليب نوقها، ونتغذى على لحمها، ونحيك وبرها ونلبسه، عدا عن أنها بصبرها وثباتها شجعت أهلنا على الثبات وتحدي ظروف الصحراء القاسية فاهتموا بها كثيراً ورفعوا من مكانتها لديهم فأصبحت اليوم في عصرنا الحالي محل مباهاة وإشادة بجمالها وامتلاك أعداد منها، وخوض سباقات السرعة ومسابقات مزاينة الإبل في إشارة إلى وفائنا وتكريمنا لها”. وللإبل حضورها العريق تاريخياً، إذ يقول بشير يونس، أستاذ جامعي في التاريخ، “يشير علم التكاثر عند الإبل إلى أنه تم ترويض الإبل العربية قبل حوالي 5000 سنة في مناطق شبه الجزيرة العربية كحضرموت وجنوب اليمن، وخلال فترة قصيرة أصبحت جزءاً مكملاً للحضارة والثقافة البدوية التي انتشرت عبر التاريخ من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا ومن الصحراء الكبرى إلى الأطراف الصحراوية ودول أفريقية أخرى”. ويتابع “أدخلت الإبل في التاريخ الحديث إلى الولايات المتحدة وأستراليا سنة 1800، وقد تم ترويض الجمل ذي السنامين الآسيوي في وقت قصير بعد الجمل ذي السنام الواحد العربي حوالي 2500 قبل الميلاد في شمال إيران، وقد استخدم في عام 300 قبل الميلاد كوسيلة للنقل، وشكّل مع سلالته المهجنة مع الجمل العربي، أساساً لمعظم القوافل التجارية التي كانت تستخدم طريق الحرير المشهور”. ويضيف يونس “كانت الإبل ومازالت ذات أثر كبير في حياة إنسان البادية، فهي لم تكن مطيته فقط، بل شريكة أيامه، خيرها له وكذلك وفاؤها وصبرها وتفانيها. لذا تناول الرواة أخبارها في أشعارهم وأمثالهم، بحيث شكّلت عموداً مهماً من أعمدة الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى الإسلام وما بعده، بل استمرت الإبل تخب بين صفحات ودواوين شعراء البادية المخضرمين والمعاصرين. بل يأتي فن “الحُداء” أو الحدوة، الخاص بالجمال كأحد أشهر الفنون الشعبية في الوطن العربي -وكذلك الإمارات- إذ يعدّ الأقدم لأنه فن معروف من زمن بعيد، وقوامه أغانٍ شعرية متعددة يرددها القوم وهم مرتحلون على ظهور ركائبهم من الجمال، يحدون أي يغنون لها كي تسير”. وبحسب إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية- جامعة الدول العربية لعام 2008، تقدر أعداد الإبل في الوطن العربي بحوالي 18 مليون رأس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©