السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوم اللغة العربية» مبادرة وطنية لإنقاذ لسان العرب من الغربة والتهميش

«يوم اللغة العربية» مبادرة وطنية لإنقاذ لسان العرب من الغربة والتهميش
28 فبراير 2011 19:03
ليس هناك أعظم شأناً ومكانة ـ للغة يكرمها الله تبارك وتعالى ويجعلها لغة للقرآن الكريم ولسان أهل الجنة ـ من اللغة العربية، اللغة الأم لأكثر من 275 مليون عربي، واللغة المرجعية لأكثر من 1.57 مليار مسلم يشكلون قرابة 23% من سكان العالم. وهو ما حدا بمنظمة اليونسكو بالأمم المتحدة لأن تقرع أجراس الخطر، اتساقاً مع هذا التوجس أعلنت المنظمة العالمية للتربية والتعليم والثقافة “اليونسكو” أن يكون 21 فبراير من كل عام يوماً عالمياً للغة العربية. كما تحتفل الإمارات وسائر الأقطار العربية في الأول من مارس بيوم اللغة العربية، مع الاحتفاظ بالتاريخ الذي أعلنته الأمم المتحدة، في الوقت الذي تواجه فيه “لغة الضاد” تحديات عديدة في عقر دارها من جراء العولمة والثورة الرقمية والتكنولوجية التي تجتاح العالم. تتمثل أهمية الاحتفاء بلغة الضاد في إحياء دورها ومكانتها التي تراجعت إلى المرتبة الرابعة من بين عشر لغات ينتشر استخدامها في الدولة بحسب تقرير مركز الإمارات للدراسات والإعلام، على الرغم من اتخاذ الحكومة في التاسع من مارس 2008 قراراً باعتماد اللغة العربية لغة رسمية في المؤسسات والهيئات الحكومية استناداً إلى المادة السابعة من الدستور الإماراتي التي تنص على عروبة الدولة وعلى أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد. وتزايدت الشكاوى من إغفال اللغة العربية، وتراجع المناهج الدراسية، وعدم إقبال الجاليات الأجنبية الموجودة في الدولة على تعلمها والتحدث بها. استطلاع «الاتحاد» وفي استطلاع للرأي “للاتحاد”ـ سبق نشره في فبراير الماضي ـ أكد 96% من أولياء أمور الطلاب من عينة عشوائية قوامها “مائة حالة” غير راضين عن واقع حال تعليم اللغة العربية، ووصفوه بعدة صفات سلبية تتضمن: “سيىء- ورديء - ومتدن - وضعيف - مؤسف - في أزمة حقيقية- تحتضر- خطير جداً”، كما وردت لفظاً في إجاباتهم المباشرة، وأعربوا عن استيائهم الشديد لتراجع مستوى أبنائهم الدراسي. بينما أجاب 4% المتبقية بأنه “دون المستوى”! وعزا 66% منهم إلى أن السبب يرجع إلى محتوى ومضمون المناهج الدراسية “كسبب أول”، بينما أشار20% منهم إلى أن السبب الأول هو “ضعف مستوى معلمي اللغة العربية”، بينما أرجع 14% منهم السبب الأول يكمن في أن اهتمام الأبناء باللغة العربية اهتماماً ثانوياً، ولمصلحة اللغة الإنجليزية لعوامل وأسباب متعددة. بينما أشار 37% منهم إلى عدم الاهتمام والمتابعة الأسرية الفاعلة، نظراً لعدم إمكانية الأب أو الأم تقديم الدعم اللازم لأسباب متعددة.لكن لوحظ أن العامل الأسري لم يرد كسبب أول رئيسي على الإطلاق من بين أفراد العينة. وأشار 48% من أولياء الأمور أن أبناءهم أضطروا إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية في مراحل تعليمية مختلفة لتحسين مستواهم في مادة اللغة العربية. بينما أشار “جميع” أولياء الأمور “22 حالة” ضمن العينة المختارة” ممن يتلقى أبناؤهم تعليمهم في مدارس يعتمد التدريس فيها باللغة الإنجليزية أن هؤلاء الأبناء يستعينون بالدروس الخصوصية في مادة اللغة العربية!. أهمية التعليم كما يصف محمد الكعبي “موظف” حال اللغة العربية بالقول: “اللغة العربية تمر بحالة احتضار حقيقية، ويمكن تشبيهها بالمريض الذي يرقد في غرفة الإنعاش، ولا يجب أن نبكي على اللبن المسكوب، فاللبن المسكوب لا يمكن إعادته إلى الكوب، والسبب من وجهة نظري يبدأ من نظام التعليم، والمناهج التعليمية، وتراجع الاهتمام باللغة العربية أمام عوامل عديدة فرضتها العولمة، وحاجة سوق العمل، وغزو الثقافة الأجنبية، ولابد من صحوة حقيقية لتصحيح الأوضاع واصلاح ما يمكن إصلاحه، ولنبدأ في المدارس بتعديل المناهج وتطويرها وتحديثها، وإعادة الهيبة للغة العربية من خلال استراتيجية وطنية شاملة، وفرض اللغة العربية في التعامل الرسمي والحكومي والمؤسسي، وإيجاد حالة من الوعي المجتمعي لعدم الانسياق خلف اللهجات الركيكة المشوهة التي تفرضها فئة معينة أفسدت لغتنا الأم في بيوتنا”. ويضيف خالد بن هويدن “موظف”: “لماذا تتمسك شعوب معينة بالحديث والتعامل بلغتها في بلدانها؟ أعتقد أن اللغة عنوان للهوية الوطنية، وهناك من فرطوا في هويتهم بالانجرار وراء الوجاهة والعولمة دون وعي أو إدراك، فاللغة العربية لغة القرآن الكريم، وهي رمز لهويتنا العربية، ولتحسين الصورة القائمة علينا أن نبدأ من الصفر، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، لكن علينا أن نبدأ بالمدارس”. الخدم واللغة ويشير عبد الله حسين الهندي” موظف” إلى خطورة تأثير الخدم على اللغة العربية، ويقول:” أصبحت ظاهرة الاعتماد على المربيات الأجنبيات والخدم من أهم المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربية، لما لها من آثار سيئة على تربية الأطفال وعلى لغتنا الأم. وقد كشفت الكثير من الدراسات مدى خطورة المربيات الأجنبيات على تربية وثقافة الطفل لاعتماده على لغة المربية الأجنبية في إشباع حاجاته وبما ينمي لديه الاعتماد على هذه اللغة، كما ينمي لديه الاتكالية والاعتماد على الآخرين طلباً للمساعدة ، مشيرا إلى أن هذه المربية تحمل معها ثقافة بلدها ومعتقداتها الدينية والفكرية، التي يتم نقلها للطفل الصغير، فضلاً عن أن تحدثه بلغتها يجعله مشوشًا بين لغتين، لغته الأصلية ولغتها هي، وتختلط لديه المكونات الثقافية وأهمها اللغة. فالثقافة نتاج تفاعل اللغة مع الإنسان باعتباره الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله الأشياء الجديدة، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادرا على التواصل مع الماضي والحاضر والمستقبل”. التأسيس المبكر رافدة السهلي “مدرسة لغة عربية برياض الأطفال” تشير إلى أن مشكلة اللغة العربية تبدأ منذ الصغر اذا إن لم يتم التأسيس المبكر للتلميذ الذي يجب ان يراعى في إعداده بكل اهتمام مرحلة الصفين الأول والثاني الأساسيين، فهي مرحلة تأسيس المهارات القرائية والكتابية، ثم مرحلة الصفين الثالث والرابع وهما مرحلة تثبيت مهارات القراءة والكتابة، ومن الصف الخامس تبدأ مرحلة الانطلاق في القراءة والكتابة ثم أن عملية اغفال تجريد الحروف وضبط الحركات سبب رئيسي في بداية المشكلة الحقيقية للقراءة كما أن اغفال التركيز الكافي على التدريبات اللغوية والنحوية في الصفوف الأولى يمثل بداية العقدة من قواعد اللغة في النحو والصرف في المراحل اللاحقة. ومن ثم يجب اعتماد المناهج الحديثة في التربية من خلال توفير الكوادر المؤهلة والقادرة على ترغيب وتحبيب وتحفيز الأطفال للغة العربية، والاستعانة بالوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة في التعليم، والاعتماد على صيغ تربوية فاعلة بتشجيع الأطفال على التحدث بلغتهم الأم، والاستعانة باللعب وبمسرح العرائس وتشجيع لعب وتمثيل الأدوار والحوار والتحفيز على الاكتشاف والنطق الصحيح بالفصحى”. .. وتضيف فاطمة القدومي “منسقة اللغة العربية بمدرسة النهضة الوطنية”:” “من الأهمية إعادة النظر في المناهج المدرسية للغة العربية، بدءاً من رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية، وتطوير وتحديث هذه المناهج بما يحقق حلة من حب اللغة العربية والإقبال عليها من قبل الصغار، وزيادة الحصص المقررة في المدارس الأجنبية، ورفع كفاءة معلمي اللغة العربية، وتطوير وتفعيل الأنشطة المدرسية اللاصفية، وإيجاد سبل وطرق أكثر إيجابية لتفعيل التواصل والمتابعة بين المدرسة والأسرة. ويتساءل جمعة سعيد الهاملي “موظف”: “كثير من الشعوب تتمسك بالحديث والتعامل بلغتها في بلدانها؟ واللغة عنوان للهوية الوطنية. أما شويكار عبد الله قورة “منسقة اللغة العربية للصفوف الابتدائية”، فتقول: “إن مخرجات التعليم ترتبط بسوق العمل، وهذه الحالة انعكست على نظام التعليم ومناهجه وثقافته، فتراجعت اللغة العربية في المدارس الأجنبية بحكم ثانوية تعليم العربية فيها، وانتقلت الأزمة والعدوى إلى المدارس الحكومية، وتراجع دور مدرس اللغة العربية، والمناهج عاجزة، لأنها مناهج “تلقينية’’ سواء أكان التلقين في الكتب أو في أسلوب التدريس، ونجد الطالب يضطر إلى الاستعانة بالدروس الخصوصية حتى ليتعلم العربية بشكل سليم، والأسرة تتعامل بلغة أو لهجة مكسرة ومشوهة، والإعلام يكرس نفس الثقافة، ومن ثم نكتشف أننا ندور في حلقة مفرغة، ونستسلم للأزمة، ونجد كثيرا من الناس ينجرف وراء هذا الوضع الخاطئ ويعتبر أن مقياس ثقافة الأسرة هو مدى تعلم أبنائها اللغات الأجنبية على حساب اللغة الأم، بل والتحدث بها واهمال اللغة الأصلية، فلماذا لا نجعل من تركيا وألمانيا وفرنسا قدوة في التمسك بالتحدث بلغتهم الأصلية؟ لماذا نعتمد الإنجليزية كلغة رئيسية في قطاع الاتصالات والبنوك والبريد والمستشفيات وغيرها من الدوائر الخدمية التي تتعامل مع كافة شرائح المجتمع وجميع فئاته العمرية حتى من خلال أقسام خدمة العملاء الصوتية عبر الإجابات المبرمجة آلياً ويضطر كثير من الأمهات والآباء إلى الاستعانة بالسائق أو الخدم للتحدث إلى هذه الجهات بالإنجليزية المكسرة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©