الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي تراث الإمارات يستقبل 2000 مشارك في ملتقى السمالية

نادي تراث الإمارات يستقبل 2000 مشارك في ملتقى السمالية
14 يونيو 2009 02:21
تسبقنا العيون إلى المدى الأخضر والأفق اللازوردي، بينما نترجل من السيارة التي قطعت نحو 25 كيلومتراً، لنقف في فسحة رملية أشبه بميناء صغير بانتظار وصول الطراد أو القارب الذي يقلنا إلى جزيرة «السمالية» أو كما يطلق عليها «جزيرة الأحلام» التي بمجرد ركوبنا البحر مدّت يديها عبر الموج وشرّعت أحضانها سريعا لاستقبالنا وإدخالنا إلى عالم مغاير وعصر آخر مضى عليه نحو 100 عام، حيث الأجداد ووقائع أيام عنوانها الثبات والصبر الجميل. لم تكن يافطة «السمالية» وحدها ترحب وتبتسم لنا، كانت الوجوه تلاقينا بابتسامات لا تسبقها سوى أيادٍ تصافحنا بترحاب وتدعونا للتحليق في أجواء «ملتقى السمالية الصيفي» الذي ذاع صيت نجاح فعالياته ليس في الدولة فقط بل في الخليج والوطن العربي. الاعتزاز بالتراث يعود التألق المدهش والنجاح الكبير الذي تلقاه دورات الملتقى عامة، ودورة هذا العام خاصة، المرتبطة بتكريس الثوابت الوطنية وتعزيز ثقافة التراث في نفوس أبناء وبنات الدولة، إلى الاهتمام الشخصي والتوجيهات السديدة لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس النادي، بضرورة تقديم أنشطة وبرامج تتوازى وطموحات المشاركين ومواهبهم وتعزز الهوية الوطنية والانتماء لديهم بما يحقق الأهداف العليا للنادي في بناء جيل وطني مثقف ومسؤول. فضلا عن تنوع البرامج وثراء الأنشطة وتطورها بما يتناسب وكافة الفئات العمرية من الجنسين. وانطلاقا من رؤية النادي لترسيخ تراث الأجداد والهوية الوطنية وتجسيدهما أفعالا في الحياة اليومية لدى الناشئة من طلاب وطالبات مراحل التعليم العام، وتعزيز القيم والمهارات والمعارف التراثية لديهم لتمكنهم من إدراك مبررات الاعتزاز بالتراث الوطني والالتزام به، تتواصل فعاليات الملتقى بمشاركة 2000 طالب وطالبة جاءوا من مختلف مراكز النادي، ومن كافة أنحاء الدولة، لمعايشة التراث وإحياء تظاهرة شبابية تسجل نجاحاً نوعياً لملتقى هذا الصيف. أنشطة يومية أسوة بالدورات السابقة من الملتقى غطت الفعاليات كافة تفاصيل البيئتين البحرية والبرية، عبر تخصيص عدة مواقع تستقبل أنشطة الملتقى، أهمها: جزيرة السمالية، ومخيم الطويلة، وحصن الشباب، ومراكز ومرافق النادي المتميزة بخدماتها والمنتشرة في إمارة أبوظبي. تضمن برنامج الملتقى الذي يستمر لغاية 17-7 أنشطة تغطي خمسة أسابيع، ففي «السمالية» اكتشفنا مع الطلبة في رحلتنا إليها «أسرار أنشطة البحر» ورأيناهم يخوضون عدة ورش لاكتساب معارف ومهارات (السباحة والتجديف والصيد والغوص وفلق المحار) إلى جانب ميادين أخرى تتعلق بمهن عالم البحر، يشرف على أنشطتها اليومية مجموعة من كبار الاستشاريين والنواخذة في مقدمتهم الوالد حثبور بن كداس، ومساعداه في الغوص والبحر سعيد الرميثي وأحمد عبدالله. بينما انطلق الفتيان خلال متابعتنا معهم أنشطة البيئة البرية؛ لممارسة سباقات الهجن وفنون الفروسية والرماية والمبارزة لاكتساب قدرة التحمل ودقة التركيز، وكذلك تعلم الفنون الشعبية وأهمها «اليولة»، ودخلنا وإياهم إلى المجلس لتلقي الحكمة والموعظة من فعالية «العادات والتقاليد» التي يشرف على التدريب والإرشاد فيها مجموعة من كبار الاستشاريين، من بينهم الوالد بن يولة، والشاعر بن يعروف، حيث يشرحان للفتيان أصول وآداب المجالس واحترام كبار السن والعطف على الصغار، وإعداد القهوة واستقبال الضيوف، فيما رفعت الفعاليات شعار «لتبقى عاداتنا راسخة في العقول والنفوس» وكذلك شعار «اليولة ميدان إرث يزهو به الحاضر». جولة اللجنة بينما شارك بعض المشاركين في تدريبات مشروع التوعية البيئية، المتخصص في الطيور والمنحل. وتعرفنا معهم عن كثب إلى حياة أشجار القرم التي تنتشر بكثرة في الجزيرة وتزين ساحلها، بينما تركض الغزلان أمام مرأى العيون كما لو أنها ترحب بنا. وفيما كانت الجولات الميدانية للجنة المنظمة تتواصل وتتفقد الفعاليات وتقف على آراء الاستشارين التراثيين وتلبي طلبات المشاركين، وتبذل جهودا جبارة لتسيير شؤون الملتقى على أمثل حال دون تقاعس أو إهمال، أشارت إلى تخصيص أيام في «السمالية» للفتيات ليحضين بدورهن بمجموعة من الأنشطة والدورات، ومنها: الأزياء الشعبية، التي ترفع شعار «عناق الحشمة والجمال». وعروض لاكتساب مهارات (الطبخ الشعبي)، وأخرى لاكتساب فنون نقش الحناء، إلى جانب ميادين أخرى متصلة بالحِرف النسائية القديمة. كما خُصصت لهن مجموعة من الأنشطة الترفيهية عبر فعاليات «ألعاب الفتيات الشعبية» في البيئتين البحرية والبرية التي تحاكي زمن الجدات. بهجة النفوس هذا بعض مما نشرته السمالية من بهجة في نفوس المشاركين وكذلك أمثالنا من الزائرين، فضلا عن فعاليات «مخيم الطويلة» والعديد من مرافق النادي، التي تشكّل للفتيان والفتيات من كافة إمارات الدولة بوابات يطلون منها على تاريخنا وتراثنا وحياة أجدادنا بكل ما فيها من قيم أصيلة وأخلاقيات وسلوكيات حميدة تحضر بشكل مؤثر عبر 15 نشاطاً تراثياً تحتضنها ميادين الملتقى. بينما يعز على بهجة النفس ركوب «الطراد» في رحلة العودة من «السمالية» لأن مغادرة «جزيرة الأحلام» هو خروج من عالم المتعة والفائدة والمسرّة والجمال والدهشة الموصولة بشغاف القلوب.. تلك القلوب التي نشاركها الامتنان لجهود ورعاية حارس التراث الأمين سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس «نادي تراث الإمارات»
المصدر: السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©