السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجال يلجأون إلى «النهضة النسائية» هرباً من زوجاتهم

9 ابريل 2010 00:57
لم يجد أبو عبدالله بداً من التوجه إلى جمعية النهضة النسائية بدبي، بحثاً عن حل لمشكلته المزمنة مع زوجته، بعد أن وصلت علاقاته الزوجية إلى حافة الانهيار. ولا يجد الرجل، الذي يمارس أعمالاً حرة، غضاضة في الشكوى من العنف البدني والنفسي الذي يقع عليه من زوجته، وفشله المتكرر في التعامل مع هذا العنف الذي وصل في بعض الأحيان إلى الضرب، وسط مخاوفه من أن ينعكس على أولاده إذا انفصل عن زوجته. ويروي الزوج تصرفات زوجته العصبية للغاية، والتي تتصرف بشكل يبتعد عن أي سلوك قويم في حالة نشوب أي خلاف ولو بسيط. وأكد أن وساطة الأهل لم تكلل بالنجاح، فتحول البيت إلى حلبة مستمرة لصراع بين الطرفين. وأبو عبدالله مثال لظاهرة بدأت بالتشكل في دبي، وهي ظاهرة عنف الزوجات، حيث إن أكثر من 35% من مراجعي مركز النهضة للاستشارات والتدريب التابع للجمعية من المتعرضين للعنف الأسري من الرجال، بحسب عفراء الحاي مديرة المركز. ويتعامل المركز يومياً مع عشرات الحالات التي تعاني من مشاكل مجتمعية وأسرية، عبر الخط الساخن أو عن طريق التواصل المباشر في مقر الجمعية. وتتنوع الحالات التي يتم التعامل معها بين عنف أسري وخيانة وتعامل مع المراهقين وربما تتطرق إلى الحالة المادية في بعض الأحيان كسبب لانهيار كيان الأسرة، حيث إن لدى المركز آلية واضحة للتعامل مع هذه المشاكل من خلال قسم خاص بتقديم الاستشارات الأسرية بكل أنواعها الشرعية والصحية والقانونية وذوي الإعاقات. ويضم المركز عدداً من الخبراء والمرشدين الأسريين، وقسماً خاصاً بتمكين المرأة والأسرة، وهو جانب تأهيلي، وآخر خاصاً ببناء المشاريع الاجتماعية التي تهتم بقطاعات اجتماعية معينة، كتأهيل المرشدين الأسريين من الجنسين. وتضيف الحاي أنه منذ بدايات المركز في العام 2004 كان التركيز على المرأة فقط، لكن الاهتمام بدأ في الفترة الأخيرة بالتركيز على الأسرة بوجه عام، بما في ذلك الرجل بطبيعة الحال، مؤكدة أن النسبة الضخمة من المراجعين من الرجال، ولذا قررت الجمعية التوجه إلى الرجال والنساء حتى في مقار عملهم لتقديم توعية أسرية. ويقوم المركز بتنظيم ورش العمل والندوات، خاصة بالنسبة للمقبلين على الزواج، ويحضرها الرجال بنسبة تصل إلى 30% في بعض الأحيان. وتشير فاطمة الكندي رئيس قسم الأمن الأسري بشرطة دبي والمرشدة الأسرية بجمعية النهضة النسائية، إلى أنه يجب على المرشد الأسري الفصل الكامل بين عمله وحياته الخاصة؛ حتى لا ينعكس الكم الضخم من المشكلات التي يتابعها يومياً على نسق حياته الاجتماعية، وهو ما تحاول أن تدرب المرشدات الجدد عليه بحكم خبرتها، بعدما رأت بعضاً منهن يبكين بحرارة انفعالاً بسرد بعض السيدات لمشكلاتهن.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©