الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«سفينة» السلع الفاخرة اليابانية تتجاوز «عاصفة الزلزال» وترسو في «ميناء» الأرباح

«سفينة» السلع الفاخرة اليابانية تتجاوز «عاصفة الزلزال» وترسو في «ميناء» الأرباح
27 فبراير 2012
بينما أُدخلت كارثة الزلزال الذي ضرب اليابان في مارس الماضي البلاد في دائرة الكساد وتسببت في تراجع إنفاق المستهلك لأدنى مستوياته منذ أكثر من 10 سنوات، نجحت بعض الشركات العالمية المتخصصة في صناعة السلع الفاخرة في زيادة عائداتها بأكثر من 10% في العام الماضي. لكن يُخفي هذا الانتعاش بعض العوامل السلبية الأخرى، حيث ساعد ارتفاع الين بنحو 7,7% مقابل اليورو في السنة الماضية على زيادة عائدات شركات السلع الفاخرة العاملة في اليابان مثل “لويس فيتون” و“جوتشي”. وفي حين لقي هذا الارتفاع ترحيباً بعد سنوات من تراجع المبيعات اليابانية مقارنة بمعدل النمو في دول آسيا الناشئة المجاورة، لا يتوقع مراقبو القطاع أي زيادة كبيرة في سوق اليابان الداخلية للسلع الفاخرة على المدى البعيد. وذكرت “لويس فيتون”، أكبر شركة للسلع الفاخرة في العالم، أن عائداتها في اليابان ارتفعت بنحو 10% إلى 1,97 مليار يورو (2,59 مليار دولار) في العام الماضي. لكن وبوضع سعر الصرف الأجنبي في الاعتبار، تتضح صورة مغايرة تماماً. وأكدت الشركة أنه بالاعتماد على عملات ذات أسعار ثابتة وفي حالة عدم وجود أي عمليات استحواذ، كان من الممكن لعائدات الشركة من اليابان أن تتراجع بنحو 1%، بالأخذ في الاعتبار أن اليورو بدأ في السنة الماضية عند 108,57 مقابل الين، وتراجع إلى 100,25 بنهاية ديسمبر. وأصبحت اليابان في ما يتعلق بالمبيعات العالمية في الوقت الراهن، أقل أهمية بالنسبة لشركات السلع الفاخرة. وتشكل البلاد نحو 8% من عائدات “لويس فيتون” التي بلغت 23,7 مليار يورو في العام الماضي، مقارنة بالنسبة الكبيرة بنحو 27% لدول آسيا الناشئة الأخرى التي يجد فيها مثل هذا النوع من السلع إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين المتعطشين مما يبشر بمستقبل نمو أفضل. وكانت اليابان وقبل خمس سنوات تشكل نحو 13% من عائدات “لويس فيتون”، بينما شكلت بقية الدول الآسيوية 17%. وينطبق هذا التحول على معظم عائدات شركات السلع الفاخرة الأخرى في اليابان. ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في زيادة عائدات هذه السلع في اليابان التي تقدر بنحو 18,5 مليار يورو في العام الماضي، عودة عمليات الاستحواذ الكبيرة. وقامت “لويس فيتون” خلال 2011 بشراء “بولجاري” لتجارة المجوهرات التي تملك حضوراً قوياً في السوق اليابانية، مقابل 4,3 مليار يورو. وفي العادة، لا تكشف الشركة عن عائداتها لكل علامة تجارية على حدة، لكن حققت “بولجاري” عائدات قدرها 200 مليون يورو في اليابان التي تمثل أكبر أسواقها العالمية في العام الماضي وذلك قبل الاستحواذ عليها. وكشفت شركة “بي بي آر”، التي تملك عدداً كبيراً من العلامات التجارية الفاخرة الكبيرة مثل “جوتشي” و “إيف سان لوران”، عن ارتفاع في عائداتها بنحو 12% إلى 983,5 مليون يورو في اليابان في 2011. لكن، أيضاً وباستثناء التأثيرات الناجمة عن تحركات العملة والعمليات التجارية الأخرى، لن يتجاوز النمو أكثر من 5,6% مدعوماً بانتعاش مبيعات “بوما” الرياضية. وشكلت اليابان في العام الماضي 12% من عائدات “جوتشي” البالغة 3,14 مليار يورو، بينما شكلت دول آسيا الأخرى نحو 37%، أي أقل من ما سجلته في 2006 بنحو 19%، مقابل 22% لدول آسيا الأخرى. ويقول فرانسوا هنري، المدير التنفيذي لشركة “بي بي آر”،: “نحن محظوظون بأن نعمل في حقل يتمتع بشعبية عالمية. وتشهد أسواق آسيا نمواً هيكلياً في الوقت الراهن مما يؤكد حقيقة النمو على مدى العشر سنوات المقبلة”. ولا يقل بيرنارد أرنولت، مدير “لويس فيتون” تفاؤلاً حيث يقول: “بغض النظر عن وقوع الكوارث الطبيعية والمشاكل الاقتصادية المعقدة التي تعيشها دول أوروبا، لا يزال الاقتصاد العالمي يحقق شيئاً من النمو ليزيد بذلك طلب السلع الفاخرة يوماً بعد يوم”. لكن ومع ذلك، ربما لا تستمر النتائج على هذا النحو في اليابان في وقت يعمل فيه “بنك اليابان” على خفض توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى قضية العملات. وفي حين لا يزال الوقت مبكراً، فإن تحرك “بنك اليابان” مؤخراً للتخفيف من حدة السياسة النقدية وتحديد هدف واضح في ما يخص التضخم، ربما يمثل حداً فاصلاً في محاولات اليابان الهادفة إلى التقليل من قوة الين. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©