السكرابل لعب بالكلمات

لعبة ''السكرابل'' أو لعبة تكوين الكلمات لعبة عالمية شهيرة ساهمت ولسنوات في الاهتمام والتبحر في مفردات اللغات الأجنبية كالانجليزية والفرنسية وغيرها· وتقوم على إيجاد الكلمات بالاعتماد على القاموس وغيره من المصادر· وتعد من الطرق المثلى لتعلم اللغات والتمكن منها بكل سهولة ويسر· مؤخراً، انطلقت هذه اللعبة بثوبها العربي من دولتنا الغالية، لتكون رافداً من روافد اللغة العربية في مختلف مجالاتها، ولتنتشر بين صفوف الشباب بصفة خاصة، وبين مختلف شرائح المجتمع بصفة عامة، ذلك أنها من أفضل الألعاب الهادفة والمفيدة لجميع أفراد العائلة، وهي تقدم بأسلوب ممتع بعض ما تقدمه القراءة والمطالعة من منافع· أصلها وفصلها يقول فرج بن جمعة بوزيان المدير التنفيذي لـ ''الرابطة الإماراتية للسكرابل'' والمشرف على تدريب أعضائها: صممت هذه اللعبة من قبل المعماري ''ألفريد بوتس'' الذي كان عاطلا عن العمل بسبب الكساد الكبير في العام ·1929 وقام بإطلاق أول نسخة للعبة سنة 1931 باسم ''لكسيكو'' ولأن الاسم كان قريبا من اسم لعبة منافسة تدعى''لكسيكون''، فقد تم اعتماد لوح اللعبة الحالية في سنة 1938 وسجلت رسمياً باسم ''سكرابل'' سنة ،1948 لكن اللعبة عرفت أول نجاح لها في سنة 1952 عن طريق ''جايمس برونو'' صاحب محال ماركيز الشهيرة في نيويورك في تلك الفترة· ومن هناك انتشرت ''السكرابل'' لتصل إلى أوروبا وبقية العالم· وللعبة عدة أنواع منها: ''سكرابل'' السفر، و''سكرابل'' الناشئة، و''السكرابل'' الكلاسيكي، وهو الأنسب لأفراد العائلة، إلا أنه يعتمد على الحظ لأن الحروف التي يتم سحبها تكون مختلفة من لاعب إلى آخر· وأفضلها هو السكرابل ''المتماثل'' وسمي متماثلا لأن جميع اللاعبين لهم نفس الحروف وليس للحظ فيها نصيب، حيث يعتمد كل لاعب على مهارته الشخصية وذكائه وما يملكه من معلومات لغوية· وتعتبر ''السكرابل'' لعبة عالمية شائعة، ويمارسها الملايين بعدة لغات، إلا أنها تأخرت في الوصول إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي· ولم تترجم إلى اللغة العربية إلا في يناير الماضي، عندما انتبهت الدولة إلى أهميتها وفوائدها على أكثر من صعيد خاصة لترسيخ ''لغة الضاد'' حيث تتنافس فيها العقول لاستكشاف كنوز المفردات اللغوية· وتسهدف اللعبة الأفراد من سن 10 سنوات فما فوق، وهي تنمي الجانب اللغوي والابتكاري· وتعتبر من أفضل الألعاب التي يمكن أن تستمتع بها العائلات لملء أوقات الفراغ· ويضيف فرج بوزيان: عندما أتيت إلى دولة الإمارات العربية حاولت بمجهود فردي أن أنشر اللعبة بين قطاع الشباب إلى أن وفقت أخيراً بلقاء السيد إبراهيم سعيد الظاهري مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بعجمان الذي تحمس للفكرة، ورفعها إلى سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس الدائرة الذي اقتنع هو بدوره بأهميتها وما يمكن أن تلعبه من دور في النهوض باللغة العربية، وكان له الفضل في إشهار ''الرابطة الإماراتية للسكرابل'' في العاشر من يناير ،2008 وبهذا تكون أول رابطة من نوعها في العالمين العربي والإسلامي· وستسعى الرابطة لنشر اللعبة في أنحاء الوطن العربي، من خلال طرحها في اجتماعات وزراء الشباب والرياضة أو وزراء التربية العرب لتبنيها كمشروع رافد للنهوض باللغة العربية في الوطن العربي· وعن كيفية ممارسة هذه اللعبة يقول فرج بوزيان: يقوم منشط اللعبة بسحب سبعة حروف عشوائيا حرفاً وراء حرف من الكيس المخصص لحفظ الحروف، وينتقي المتبارون فرقا كانوا أو أفراد نفس الحروف التي يسحبها المنشط، ثم يطلب المنشط من المتبارين تكوين أفضل كلمة و وضعها في أفضل مكان على شبكة ''السكرابل'' المتوفرة لدى كل لاعب، في وقت لا يتجاوز دقيقتين· ويحاول كل متبار الاستفادة إلى أقصى الحدود من المربعات ذات القيمة العددية العالية على اللوحة، وتكوين كلمات عربية فصيحة بأكبر قدر ممكن من الحروف· وعندما ينتهي الوقت يتم اختيار أفضل كلمة نالت أكبر عدد من النقاط وتوضع لى جميع لوحات المتبارين، ويتم تدوين كلمة كل واحد من المتبارين مع النقاط التي حصل عليها، وفي حالة الاحتجاج على صحة الكلمة من عدمها، يكون الفيصل بالرجوع إلى قاموس اللغة العربية أو إلى لجنة التحكيم· ويواصل المنشط سحب الحروف عشوائيا معوضا الحروف التي تم استعمالها بعد تكوين كل كلمة· وتستمر هذه اللعبة إلى أن يعلن المتبارون عدم تمكنهم من تكوين أو إضافة كلمة جديدة· ويكون الفائز النهائي هو الحاصل على أكبر عدد من النقاط·