الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب ضد «طالبان»: تكتيكات حدودية جديدة

الحرب ضد «طالبان»: تكتيكات حدودية جديدة
13 يونيو 2009 02:13
في جنوب أفغانستان الذي يمثل ساحة جبهة واسعة من جبهات القتال ضد حركة «طالبان»، بدأت القوات الغربية تغير تكتيكاتيتها الحربية بإعطاء اهتمام أكبر للحدود المشتركة بين أفغانستان وباكستان. ففي كل يوم تقريباً يعبر الخط الحدودي المشترك مع محافظات قندهار وهلمند ونمروز وزعبول، الممتد نحو 800 ميل، ما يزيد على 25 ألف شخص. والمؤكد أن بعض هؤلاء العابرين ينشط في تهريب الأسلحة والمقاتلين المنضوين تحت لواء «طالبان» الأفغانية من باكستان. وهناك من ينشط منهم في تهريب المخدرات التي تستغلها الحركة في تمويل عملياتها وأنشطتها. وفي مواجهة هذا الخطر، بدأت الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء ودعم جهود قوة شرطة الحدود المسؤولة عن وقف هذه الأنشطة، مع العلم أن هذه القوة لا تزال في بدايات تأسيسها وتوليها لمسؤولية خفر الحدود. فلم يتم حتى الآن سوى تدريب عدد محدود جداً من ضباط شرطة الحدود، على أمل إضافة أعداد أكبر من الضباط الذين أكملوا برامج التدريب خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويعترف القادة الأميركيون المشرفون على برامج التدريب هذه بأن الفساد و«اللامهنية» هما صفتان سائدتان بين قوات خفر الحدود، إلا أنهم يصرون على القول بإمكانية تحسين هذا السلوك السلبي بتوفير مزيد من الموارد والاستمرار في التدريب. وخلال شهر مايو المنصرم، تخرج 200 ضابط أكملوا البرنامج التدريبي الذي يمتد لستة أشهر، وهي ثاني مجموعة من الضباط الذين خضعوا لهذه البرامج التدريبية في جنوب أفغانستان. على أن العدد الكلي المطلوب تدريبه من الضباط هو 3200 ضابط على أقل تقدير. وأكد ناطق رسمي باسم القوات الأميركية أن الجيش يأمل في رفع عدد قوة خفر الحدود الجنوبية المشتركة مع باكستان إلى حوالي 4400 فرد. ورغم أن هذه القوة لا تزال بحاجة إلى وقت طويل قبل أن تباشر المهمة الموكلة لها كما ينبغي -بما في ذلك تخلصها من ممارسات الفساد بالطبع- إلا أن التدريبات بدأت تؤتي أكلها. والدليل أن المجموعة الأولى التي أكملت برامج التدريب أوقفت شاحنتين حاولتا عبور الحدود إلى داخل أفغانستان، وكانتا محملتين بشحنة من أسلاك وأغطية المتفجرات التي يستخدمها متمردو «طالبان» في صنع القنابل والمفخخات ضد جنود القوات الغربية المرابطين في مختلف أنحاء أفغانستان. ووفقاً لمسؤول الشرطة الأفغانية الذي يتولى التحقيق في القضية، فقد تم توقيف سائقي الشاحنتين مع احتجاز المركبتين، لكن دون توجيه أي اتهامات لمالكيها. وقد تم تجنيد عدد كبير من جنود خفر الحدود من بين صفوف قوة الشرطة الوطنية الأفغانية، غير أنه يصعب تجنيد أعداد كبيرة من ضباط الشرطة الذين أحسن تدريبهم بسبب الاختلاف في الرواتب والامتيازات. فحتى الآن يتقاضى جنود وضباط قوة خفر الحدود راتباً وامتيازات أقل من غيرهم من الجنود والضباط العاملين في وحدات البلديات المحلية، رغم خطورة وصعوبة المهام التي تؤديها قوات خفر الحدود. ذلك ما أكده الكولونيل «بيل هيكس» الذي يتولى قيادة قوات التحالف المسؤولة عن تدريب قوات الأمن الأفغانية في جنوب البلاد بقوله: هؤلاء الضباط والجنود يعملون في وحدات وفرق صغيرة في «اللامكان» تقريباً في مواجهة الخطر اليومي على حياتهم. أما العميد «سيف الله حكيم» الذي يشرف على تدريب قوة خفر الحدود لجنوب أفغانستان من قاعدة عسكرية في «سبن بولدك» القريبة من قندهار، فمن رأيه أن من بين النتائج المترتبة عن ضعف رواتب ومخصصات قوات خفر الحدود، تدني مستوى تعليم العدد الأكبر من أفراد القوة، بل إن الكثيرين منهم أميون. ولذلك فعليك أن تكرر لهم المعلومة الواحدة مائة مرة ومرة، على أمل أن يفهموها في المرة الواحدة بعد المئة! وبالمقارنة يقول مسؤولو الأمن الأميركيون والأفغان على حد سواء إن برامج تدريب قوات خفر الحدود بدأت مبكراً جداً في الجزء الشرقي من أفغانستان. من بين هؤلاء قال الكولونيل «هيكس»: فنحن لم نبدأ تسليط الاهتمام على إنشاء وتدريب قوات الشرطة في جنوب أفغانستان المضطرب إلا قبل تسعة أشهر فحسب. ثم إن الموارد لا تزال شحيحة جداً لتدريب العدد الكافي من قوات خفر الحدود. وأوضح «هيكس» أن التأخير في بدء تدريب هذه الوحدات في جنوب أفغانستان يعود إلى عدم ربط القادة العسكريين الأميركيين للقتال الدائر في هذا الجزء بتحركات وعبور الأفراد والمركبات للشريط الحدودي المشترك بين باكستان وأفغانستان. وخلافاً للجزءين الشرقي والشمالي من أفغانستان، فإن عدد المتمردين المحليين في جنوب أفغانستان يفوق بكثير عددهم في بقية المحافظات والأنحاء الأخرى. ليس ذلك فحسب، بل إن الأفغان يواجهون مشكلة أكبر مما هي عليه في جنوبها مع باكستان. قال الكولونيل «هيكس» ذلك في إشارة منه إلى مناطق القبائل التي يتمتع فيها المتمردون بملاذات آمنة وحرية أكبر في التنقل والتسلل إلى داخل أفغانستان. أما في الجنوب، فيعتبر معظم مقاتلي الحركة من السكان المحليين. ويعتمد هؤلاء المقاتلون على الدعم العسكري واللوجستي الذي توفره لهم العناصر الموالية لهم في باكستان. أما فيما يتصل بانتشار ممارسات الفساد بين قوات الشرطة، فإن من رأي الكولونيل «هيكس» أن التهريب سوف يستمر وعلينا أن نتوقع حدوثه واستمراره اليوم وغداً مثلما كان مستمراً دائماً هنا وفي أي دولة أخرى من دول العالم. ورغم التسليم بهذه الحقيقة، فقد حدثني مراقبو قوات التحالف عن أن ممارسات الفساد والسرقات التي تحدث من قبل أفراد قوات الشرطة في جنوب أفغانستان، تعد أقل بكثير مما يحدث في مداخل العبور الحدودية الواقعة في المحافظات والأنحاء الأخرى من البلاد. بي. جي. توبيا - أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©