ارتفاع أسعار الأغذية يسيطر على اجتماع بنك التنمية الآسيوي

طغت قضية الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية وما يمثله ذلك من تهديد بزيادة حدة الفقر الذي يعاني منه ملايين الفقراء على الاجتماع السنوي لبنك التنمية الآسيوي الذي بدأ أمس· وقال راجات ناغ المدير العام للبنك: إن الارتفاع الحاد لأسعار الأغذية يؤثر على مليار فقير في آسيا ينفقون قسماً كبيراً من رواتبهم على الغذاء، وأضاف قبل بداية الاجتماع الذي يستمر أربعة أيام: ''أعتقد أن المؤتمر سيشهد كثيراً من النقاش حول الوضع الغذائي''· وقدم البنك العام الماضي قروضاً تزيد عن عشرة مليارات دولار (6,4 مليار يورو)، وعرض تقديم القروض إلى عدد من الحكومات الآسيوية لتمكينها من دعم أسعار الأغذية الرئيسية المقدمة للفقراء· ويسعى البنك على المدى الطويل إلى تعزيز الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية الزراعية مثل بناء الطرق في المناطق الريفية وأنظمة الري التي ستساعد على زيادة الإنتاج الزراعي وتسهيل وصول البضائع إلى السوق· وعشية الاجتماع، أعلن البنك في بيان أن المانحين تعهدوا بالتبرع بمبلغ 11,3 مليار دولار (7,3 مليار يورو) للبنك بحلول عام 2012 للمساعدة في مكافحة الفقر ومواجهة الأزمة الغذائية، وقال البنك في البيان الذي أصدره في وقت متأخر من الجمعة عشية اجتماعه السنوي في مدريد: إن هذا المبلغ يزيد بمقدار 60% عن المبلغ الذي تبرع به المانحون للبنك خلال السنوات الأربع الماضية والذي بلغ سبعة مليارات دولار· وتساعد هذه المساهمة المالية البنك في تقديم المنح والقروض منخفضة الفائدة إلى أفقر الدول الآسيوية لمساعدتها على بناء الطرق وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وبناء شبكات الكهرباء وغيرها من البنى التحتية الضرورية للزراعة· وأفاد هاروهيكو كورودا رئيس البنك ''نظراً لاستمرار انتشار سوء التغذية لدى الأطفال في آسيا، فإن أزمة الغذاء العالمية تهدد بالقضاء على الإنجازات التي حققتها هذه الدول في خفض نسبة الفقر ودعم البنية التحتية في المناطق الريفية والتمويل الريفي، وهو ما يعد مهماً للغاية''· وبلغ سعر الأرز التايلندي الذي يعد غذاء أساسياً في معظم أنحاء آسيا نحو ألف دولار للطن أي ثلاثة أضعاف سعره منذ الاجتماع السابق للبنك والذي عقد في اليابان قبل عام، ويؤدي الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية إلى زيادة التضخم في أنحاء العالم كافة، وتنبأ بنك التنمية الآسيوي أن يصل التخضم إلى نسبة 5,1% في أنحاء آسيا هذا العام وهو أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية الآسيوية قبل عشر سنوات، ويثير ذلك مخاوف من اندلاع احتجاجات شعبية· والقيت المسؤولية في الأزمة الغذائية على الجفاف، واستخدام المنتجات الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي وارتفاع الطلب على الأغذية خاصة في الصين والهند مع ارتفاع مستويات المعيشة· وفرض عدد من أكبر الدول المصدرة للأرز مثل الهند وفيتنام قيوداً على صادرات هذه المادة الغذائية الضرورية في محاولة لتوفيرها لسكان البلاد· ويعارض البنك اتخاذ مثل هذه الإجراءت ويقول إنها ترقى الى مستوى احتكار الغذاء على مستوى البلاد، كما أنها تحدث اضطرابات في السوق· كما سيجري خلال الاجتماع بحث مستقبل البنك وسط جدل داخلي متزايد بين أعضائه حول خطته الاستراتيجية الطويلة الأمد· واتخذت الولايات المتحدة، أكبر مساهم في البنك، إضافة إلى اليابان، الشهر الماضي خطوة غير مسبوقة بالتصويت ضد الخطة التي تحدد سياسات البنك حتى عام 2020 لأنها ترغب في التركيز أكثر على الدول الأكثر فقراً في المنطقة· يشار إلى أن بنك التنمية الآسيوي تأسس عام 1966 وتملكه 67 دولة من بينها 48 من دول المنطقة· وكانت باكستان أكبر متلق لمساعدات البنك العام الماضي تليها فيتنام، والهند، والصين، وإندونيسيا· ومنذ تأسيسه، انتقل البنك من مساعدة الحكومات الآسيوية على تطوير مشاريع البنى التحتية إلى دعم دور القطاع الخاص في التنمية· ويشارك نحو ثلاثة آلاف شخص من بينهم رجال أعمال وقادة حكوميون وأكاديميون وممثلون لمنظمات غير حكومية، في المؤتمر السنوي للبنك الذي يعقد في إسبانيا للمرة الأولى· ويعقد البنك اجتماعه السنوي خارج آسيا مرة كل عامين·