الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لوحات تخدش وتشوّه

لوحات تخدش وتشوّه
16 مارس 2018 23:12
محمد نجيم (الرباط) يواصل الفنان التشكيلي المغربي ماحي بين بين، في معرضه المنظم في مراكش، استحضار قلق الذات، وبؤس المصير الإنساني وتيهه وبؤسه وتشظِّيه، وصراعه مع نفسه ومع الآخر، بلوحات قوية تقوم على بث الصدمة الجمالية في نفس المتلقي. فبأسلوب متفرد لا تخطئه عين العارف بخريطة الفن التشكيلي المغربي، يقدم بين بين لوحات تحتفظ ببصمتها التي انْحَفَرت وتجذَرت بعمقٍ وقوة في أسلوبه، ومنحته العناصر الفنية، ورؤيته الفلسفية التي تميز أعماله عن سواها من اللوحات التي تعرض على طول السنة، في أروقة ومعارض المملكة المغربية. يستعمل الفنان ماحي بين بين أسلوب الخدش والتشويه، لإيصال رسالته الفنية، حيث نرى في بعض لوحاته العين المفقوءة والوجوه المشوهة الملامح التي ترسم تعابير الموت أو المرض أو المعاناة، وقلما نجد في لوحات هذا الفنان ملامح الطفولة أو الطبيعية أو ما يشير إلى الفرح والألفة والمحبة والصفاء، بل هي لوحات تنبعث منها رائحة الألم والتيه والغربة والحزن، وتصور صراع الإنسان ذاته ومع الآخر، وتحمل توهجاً معبراً عن دمار داخلي يسكن الإنسان، ويرافقه أينما حل وارتحل. إنها لوحات نابعة من مصير الإنسان الذي فقد بوصلة العقل والإنسانية والبراءة، تكشف عن مأساته في مزيج فني يراوح بين التشخيص والتجريد، وهي لوحات تكاد تقربنا من منهج فنان التعبيرية الاجتماعية الألماني الشهير ماكس بيكمان. إنسان الفنان ماحي بين بين، في لوحاته تحمل تقاسيم غريبة، نرى الوجوه بعيون مجوفة وأعضاء مبتورة كأنها جنود فقدوا أعضاءهم في حروب لا رحمة فيها، أجساد تنطق بالخوف، وتعيش تحت رحمة الإذلال، وهذا ما توحي به لوحة من لوحات المعرض، حيث الوجه البشري يحمل آثار التعذيب وأسلاك شائكة تحيط به وتكبله من كل جانب، وصاحبها يعيش الحيرة بملامح مطموسة تحيل على إنسان يعيش في الخوف والعزلة واللاجدوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©