4 مايو 2008 01:18
اعتاد ابني الذي قارب على العشرينيات من عمره الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر، لا يكل ولا يمل من هذه الشاشة حتى كاد بصره يضعف، ويشعر أحيانا كثيرة بالآم في ظهره وكتفه· وفي يوم قلقت وفارق جفوني النوم وذهبت لأطمئن عليه، وإذ به يدخل المواقع الخليعة والتي بعضها تكون محظورة ولكن يخترقها الشباب لمعرفتهم وبحثهم الدائم عن أساليب الدخول لهذه المواقع·
هذه الواقعة جعلتني أرفع درجات المراقبة على الشاب الذي ما زال في مقتبل العمر وبدأت أتعامل معه بشدة تارة وبالنصح تارة أخرى· فالشباب بدون خبرة ويحتاجون الى من ينصحهم ويوجههم ويوجه طاقاتهم إلى ما هو مفيد ونافع بدلا من الانزلاق في هذه المتاهات الخطيرة وانقاذهم من السموم الفكرية التي تبثها مثل هذه المواقع·
لم أستطع منع إبني من الجلوس أمام الكمبيوتر لأن كل ممنوع مرغوب، وأحاول جاهدة تبيان سلبيات هذا الأمر، وأن الكمبيوتر وجد للفائدة وليس لإفساد الأخلاق· وعلى ذلك، وعدني بأنه لن يقوم باختراق هذه المواقع المحظورة ليس خوفا مني بل خوفا من الله ومن أن تقع عيناه على أمور محرمة· وبالفعل بعد المراقبة عن كثب اتضح لي أنه صادق ولم يخلف الوعد الذي قطعه على نفسه، ففي هذه الأمور والمواقف على الوالدين التصرف بعقلانية كي لا يعاند الشاب·
وأخيرا، أقول إن الكمبيوتر سلاح ذو حدين وعلينا أن نستخدمه الاستخدام الصحيح كي لا ندمر أنفسنا·
نهلة هاني
عدد اليوم
