الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الحقن الجوفي» يعزز مخزون المياه في دبي بكلفة 15 مليون درهم سنوياً

13 يونيو 2009 01:54
تنفذ بلدية دبي منذ عامين مشروعاً مائياً يعرف باسم «الحقن الجوفي»، هدفه الحفاظ على المخزون الاستراتيجي للمياه في الإمارة، من خلال تحسين نوعية المياه الجوفية التي باتت غير صالحة للاستخدام لارتفاع ملوحتها جراء استنزافها في السنوات الماضية. ويتمثل المشروع، وهو الأول من نوعه في المنطقة العربية، في استغلال 40 مليون متر مكعب سنوياً من مياه الصرف الصحي المعالجة والفائضة عن الاحتياجات الزراعية التي يتم التخلص منها في مياه خور دبي. وتقول النتائج الأولية للمشروع التي بلغت كلفته 15 مليون درهم سنوياً والتي كشف عنها محمد أبو كف خبير الصحة والبيئة في بلدية دبي، إنه تم إيقاف استنزاف الخزان الجوفي، وارتفاع منسوب المياه فيه بمعدل 0.8 متر سنوياً بناء على القياسات التي تتم من خلال آبار المراقبة التي تم حفرها في مناطق الحقن. ووفقاً لدراسة وضعتها مؤخراً بلدية دبي، فإنّ قلة مصادر المياه العذبة المتاحة في دولة الإمارات العربية المتحدة وانخفاض معدل هطول الأمطار، دفع بسكان المنطقة خلال العقود الماضية للاعتماد على المياه الجوفية كمصدر رئيس للشرب، ولاحتياجاتهم المنزلية والصناعية والزراعية. ونظراً إلى محدودية المخزون الجوفي للمياه في المنطقة الذي كان قد تجمع على مر الزمن، وعملية التجدد التي يعيقها الاستنزاف وقلة مصادر التغذية، فإن نوعية المياه الجوفية قد تغيرت تدريجياً بعد أن ازدادت نسبة الملوحة فيها، ما جعل المياه المستغلة من الآبار الجوفية غير صالحة لأي استخدام. ويقول التقرير إن هذا الأمر دفع بحكومة دبي إلى التوجه نحو تحلية مياه البحر لغايات الشرب، والتوقف عن استخدام المياه الجوفية لهذه الغاية. ولكن استخدام المياه الجوفية بقي قائماً في المناطق الريفية لغايات الزراعة، فأدى ذلك إلى استنزاف مخزون تلك المياه سواء بإحداث التصحر الجوفي (النضوب) أو بارتفاع تركيز العناصر الكيماوية الذاتية (التملح) فيها، وكلا الحالتين تشكلان اختلالاً في الميزان الطبيعي لمخزون المياه الجوفية. ويضيف التقرير أن ذلك دفع بلدية دبي إلى انتهاج خطة سميت بـ»الحقن الجوفي» هدفها من ناحية تغذية المياه الجوفية اعتماداً على ما تنتجه محطة معالجة مياه الصرف الصحي من مياه منقاة بدرجة عالية طبقاً لأفضل المواصفات والمعايير العالمية، بحيث لا يشكل استخدامها أي أضرار صحية أو بيئية، إضافة إلى تزويد المزارعين بهذه المياه لأغراض الري. مراحل تنفيذ المشروع وبناء على دراسة هيدرولوجية لمسح المياه في إمارة دبي والوقوف على مناسيب المخزون الجوفي فيها، تبين بأن المياه الجوفية التي يمكن الاستفادة منها تتركز في منطقة الصحراء الداخلية قبل اختلاطها بالترسبات الملحية، وتم تحديد أكثر من 12 موقعاً للمياه الجوفية في الفقع، مرغم، المرقب، الهباب، العوير وهي مناطق ريفية زراعية تعتمد على المياه الجوفية في عمليات الري. وشكلت هذه الدراسة المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع الحقن الجوفي. أما في المرحلة الثانية، فتم إجراء فحوص كيماوية وفيزيائية على عينات من مياه الآبار الجوفية في تلك المناطق أظهرت نتائجها ارتفاعاً حاداً في تركيز العناصر الذائبة وصلت في بئر المراقبة (HB-1) بمنطقة الهباب من 1927 ملغرام/ لتر العام 2000 إلى 6024 ملغرام/ لتر العام 2005، وارتفاع نسبة الملوحة فيها بدرجة كبيرة وصلت إلى 10 أضعاف ما كانت عليه قبل عقدين، ما جعلها غير صالحة للري أو لأية استخدامات أخرى. وفي المرحلة الثالثة، تمّت دراسة كيفية تنفيذ عملية الحقن الجوفي، والأماكن المناسبة لهذه الغاية، إضافة إلى تنفيذ شبكة أنابيب لنقل مياه الصرف الصحي المعالجة للمزارعين لغايات الري كمصدر بديل للمياه الجوفية، وتمّ ربط معظم المزارع بهذه الشبكة بأسعار رمزية تقدّر بـ0.5 درهم للمتر المكعب من المياه. فوائد اقتصادية وبيئية يقول التقرير إن لمشروع الحقن الجوفي فوائد جمة بيئية واقتصادية. إذ يوفر حوالي 150 مليون درهم سنوياً تكاليف مياه الري في حال تمّ استخدام مياه الشرب المنتجة من قبل هيئة كهرباء ومياه دبي لغايات الري، وتوفير تكاليف استخدام السماد العضوي، حيث تعمل مياه الصرف الصحي المعالجة في أعمال الري على توفير العناصر الغذائية اللازمة للنباتات في التربة، وتوفير مورد مالي دائم للبلدية من أسعار مياه الصرف الصحي المعالجة التي يتم تزويد المزارعين بها. أما التأثيرات الإيجابية للمشروع مقارنة بتكاليفه المادية فهي أن استراتيجية تخزين مياه الحقن تقدر بقيمة 15 مليون درهم سنوياً، بمعدل (0.5 درهم/ للمتر المكعب) من المياه التي يتم تخزينها. ومن الناحية البيئية، تتمثل فوائد المشروع بالحفاظ على المخزون الجوفي الاستراتيجي للمياه بدبي، وحماية المياه الجوفية من التملح والاستنزاف. وتنتج محطة معالجة مياه الصرف الصحي بدبي حوالي 100 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة يستخدم منها 60% لغايات الري. مكافحة التصحر ويعمل المشروع على مكافحة التصحر، حيث ساهمت مياه الصرف الصحي المعالجة في تخضير مدينة دبي حيث بلغت مساحة المسطحات الخضراء في المدينة ما يزيد على 450 هكتاراً، إضافة إلى آلاف الأشجار المتنوعة تروى جميعها بمياه الصرف الصحي المعالجة، كما أن تنفيذ مشروع الحقن الجوفي ساهم في توفير مياه الصرف الصحي المعالجة للمزارعين بعد أن أصبحت المياه الجوفية غير صالحة للزراعة، مما حقق المزيد من المساحات الخضراء في الإمارة. ومن فوائد المشروع البيئية أيضاً تحسين التربة. فالتربة بإمارة دبي رملية منفذة غير حافظة للمياه، وفقيرة بالعناصر الرئيسية لتغذية النباتات وأهمها النايترات والفوسفات، وهذه العناصر متوفرة في مياه الصرف الصحي المعالجة المستخدمة للري مما يخصب التربة ويحسن نوعيتها، ويجعلها أفضل للزراعة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©