يقول إعلان نشر في نيويورك «مقبرة للبيع مساحتها 5,3 هكتار». إنها مقبرة «كانارسي» في حي بروكلين الفقير والتي لا تزال قادرة على استيعاب 3000 شخص إضافي، ما يعد فرصة مهمة لقطاع المقابر. لكن بيعها يواجه مشاكل جمة. وليس من مهام بلدية نيويورك عموماً إدارة شؤون المقابر، ولا تملك البلدية إلا مقبرتين هما مقبرة «كانارسي» التي آلت اليها ملكيتها عبر السنين، ومقبرة «هارت آيلاند» في جنوب المدينة حيث تدفن جثامين مساجين وأشخاص لم يطلب أحد دفنهم.
ويقول مارك دالي مسؤول الشؤون الإدارية في بلدية نيويورك «نريد ان نتخلص من العقارات التي لا تدخل في صميم مهام البلدية»، مضيفاً «لقد بعثنا برسائل الى 40 مشترياً محتملاً ونظمنا زيارة للمكان الأسبوع الماضي ولدينا 4 أشخاص مهتمين «دون الإشارة إلى المبلغ المتوقع من بيع المقبرة». ويحكم البيع قانونان ملزمان ومتعارضان، الأول يحتم البيع في مزاد علني لجهات متخصصة في شؤون دفن الموتى، والآخر يمنع الاتجار بالمقابر. ولاحترام القانونين، على الشاري أن يقوم بصيانة المقبرة مجاناً وألا يتقاضى أجراً دائماً بعد بيع جميع الأماكن الفارغة في المقبرة والتي تقدر قيمة كل منها بثمانية آلاف دولار. ولتيسير عملية البيع يقول دالي إن أشجار الدلب والسنديان تنتشر في هذه المقبرة «الهادئة»، ويشدد على طابعها «غير الطائفي»، إذ تتجاور فيها الصلبان مع نجوم داوود فضلاً عن المسلات التي تخلد ذكرى مقاتلين في الحرب الأهلية الأميركية. ريتشارد مويلن أحد المهتمين بشراء المقبرة ورئيس مقبرة «جرين وود» إحدى أكبر المقابر في نيويورك والتي تضم 600 ألف مقبرة فردية، كما أنها تصنف معلماً تاريخياً. ويقول مولين «حاولت شراء كانارسي قبل 25 عاماً عندما عرضت للبيع للمرة الأولى دون نجاح». وأضاف «لم يعد هناك أمكنة في مقبرة جرين وود وتبدو مقبرة كانارسي مثيرة للاهتمام لأن فيها 1,7 هكتار غير مستثمرة». وتبدو عملية شراء كانارسي مربحة إذ لا تزال المقبرة قادرة على استيعاب 3000 مدفن فردي بسعر خمسة آلاف دولار للمدفن الواحد في المتوسط. وقال مويلن «هناك مشاكل يجب حلها، لأن المياه الجوفية تطفو إلى سطح الارض أحيانا، وهناك أساطير عن جثامين تطوف على سطح الأرض». وخلص إلى القول بأنه «يقوم بالدراسات اللازمة وإذا ما اشترى المقبرة فسيحولها إلى مكان جذاب جداً»
عدد اليوم
