الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن يولة:سأستمر في خدمة التراث «دامني أثور على عصاتي»

ابن يولة:سأستمر في خدمة التراث «دامني أثور على عصاتي»
13 يونيو 2009 01:26
في مجلس يستلهم هيئته من حياة الأجداد قبل مئات السنين ويبعث الحنين إلى زمانهم وأيامهم الخوالي، يضم مستلزمات البيت القديم من حصير ومساند ومصنوعات سعف النخل وفخاريات ومحفر لنار المعاميل والمحماس ودلال القهوة، تتوزع تلك المستلزمات على مجموعة حجرات داخل البيت- الخيمة الكبرى، فهنا موقع المجلس، وهنا مكان النوم، وهنا «الطوى» بئر الماء قبالة البيت، ويتربع في صدارة المجلس الوالد عبد الله بن يولة القمزي (استشاري التراث منذ 37 عاما وأكثر) يلقي إرشاداته ونصائحه في مجال «العادات والتقاليد الأصيلة» على الفتيان المشاركين في «ملتقى السمالية الصيفي». فقد عمل منذ 50 عاما في مهن البيئة البرية بمختلف فروعها، خاصة المتصلة بالهجن وأحوالها. العين أبوظبي وبالعكس يتجاوز عمر بن يوله 65 عاما، ولديه من الأبناء 15 بينهم 7 بنات، ولديه أيضا 21 حفيدا، يعلمهم تراثيات المنطقة ويشرف على تدريبهم أسوة بفتيان الملتقيات والمهرجانات التراثية العديدة التي تقام في إمارة أبوظبي ويشارك بها استشاريا ومدربا للفتيان. وبينما يقيم الآن في «السمحة» بإمارة أبوظبي، ويستقر فيها مع أسرته، يعود بذاكرته إلى ما قبل 50 عاما، حين كان يعمل منذ ريعان شبابه في نقل النسوة على الإبل، يقول: «كان أهلي يعملون في «الكريات» قبل قيام الاتحاد بنحو 25 سنة، و«الكريات» تعني نقل الحريم فوق الإبل.. ثم حين بلغت 15 عاما من عمري صرت أنقل أهلي وباقي النسوة في المنطقة، خلال تنقلهن من العين إلى أبوظبي والعكس كذلك، في رحلات قافلة قليلة العدد، وكنا «ندوّر الإبل» أي نسوق الإبل الهادية الرصينة، نسير نحو 20 كيلومترا ثم نقيل قليلا ونتابع المسير، وفي الشتاء نسير أكثر من تلك المسافة و«نروّح» ثم نعاود الانطلاق ونظل على هذه الحال حوالي 10 أيام أو أكثر لنبلغ أبوظبي». ويشير بن يوله إلى أن «الكريات» كوسيلة نقل آنذاك لم تكن تعرف الغرفة الخشبية الصغيرة «الهودج» التي تنصب فوق سنام الجمل، أسوة ببعض البوادي العربية، بل كانت توضع أغطية أو فرش صغيرة ووسائد فوق بعضها تجلس عليها النسوة خلال رحلة القافلة. المعلم الأول عاصر بن يولة الوالد زايد -رحمه الله- منذ الفترة القريبة التي سبقت جلوسه على حكم أبوظبي، وكان بن يولة حاضرا حين قيام اتحاد الإمارات، فاستدعاه بعد ذلك الوالد زايد -رحمه الله- ليعمل في تضمير الهجن ورعايتها، يقول بن يولة في ذلك: «كان الوالد زايد هو من ربانا ووجهنا وكان معلمنا الأول، إذ عزز حب التراث في قلوبنا وضمائرنا، فقد كان رحمه الله يعرف كل وقائع وتفاصيل حياة الآباء والأجداد، وعلمنا عبر توجيهاته ونصائحه كل كبيرة وصغيرة في تراثنا.. ومع توالي الأعوام مارست عدة مهن أو مجالات تتصل بالبيئة البرية بكل تفاصيلها». يسترسل بن يولة ويقول: «في مطلع التسعينيات كنت أعمل في قطاع حكومي (موظف) فطلبني للعمل سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، رئيس «نادي تراث الإمارات» أثناء تأسيس النادي، لأقدم معلوماتي وخبرتي في البيئة البرية بما فيها السنع والعادات والتقاليد الحميدة، كي يستفيد منها الطلبة الذين يشاركون في مهرجانات وفعاليات النادي (قبل انطلاق ملتقى السمالية). فلبيت فورا والحمد لله لم أتوان عن تقديم كل ما أعرفه تلك فترة عملي كاستشاري تراثي، وسأستمر في خدمة تراث وطني دامني أثور على عصاتي». مهرجانات وملتقيات من المهم في عصرنا الحالي أن يحافظ الإنسان على تقاليده وتراثه ويصونها، لذا يدرب اليوم بن يولة أبناء الدولة على مجمل تفاصيل التراث التي تخص «العادات والتقاليد» لتتكرس السلوكيات الطيبة فيهم ويستفيدوا من معلوماته عن ماضي الأجداد، يقول: «أبناؤنا وبناتنا هم بناة المستقبل وعماده، ومن هذا المنطلق توفر حكومتنا وشيوخنا الكرام كل ما من شأنه تكريس الهوية الوطنية لديهم، ويوجهنا سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس «نادي تراث الإمارات» إلى سبل تعزيز التراث في نفوس الأبناء. فالمهرجانات التراثية والملتقيات الشتوية والصيفية وميادين السباقات طوال العام، مجال رحب لصغارنا يمنحهم الفائدة والمتعة وبناء الشخصية، وهم أذكياء يستوعبون الدروس والتدريبات ويقومون بمهارات عديدة في مجال البيئة البرية خاصة التقاليد والسلوكيات الحميدة، بما فيها استقبال الضيوف والقهوة والكرم». ابحث عن السمالية يحرص بن يولة على الإشادة بداية بأخلاق وسلوكيات الأبناء المشاركين في «ملتقى السمالية الصيفي» الذي يقوم فيه بدوره الاستشاري على أكمل وجه من خلال فعالية «العادات والتقاليد». ويؤكد أن الملتقى وجِد لتعزيز ما ينشأ عليه ابن البلاد في بيته من أخلاق حميدة يكتسبها من توجيهات والديه وممارسة عائلته لها، لكن ثمة أهداف لفعالية «العادات والتقاليد» في الملتقى يشير إليها بن يولة، ويقول: «تهدف الفعالية إلى تكريس ما يتلقاه الأبناء في بيوتهم من تربية صالحة وسلوكيات ومعلومات تراثية. لذا نقوم كمستشارين بتقديم المعلومات والنصائح لهم ونقرنها مع التطبيق كي ترسخ بعقولهم ونفوسهم». ويضيف: «ينضم إلينا الصغار ضمن الفئة العمرية (6- 16) سنة، بهدف إثراء ثقافتهم ومعلوماتهم التراثية الاجتماعية، فنعمل على تشجيعهم للتعرف إلى تاريخ وحياة أجدادنا بكل الأخلاقيات والممارسات الطيبة التي تدل على صمودهم في الحياة وعلى كرمهم وشجاعتهم وفروسيتهم، بما فيها من عادات جيدة تدل على الكرم وحسن الضيافة «القهوة العربية» ،كذلك الفنون الشعبية «اليولة والحربية» وغيرهما من الفنون وكيفية ممارستها وفي أي المناسبات، فضلا عن آداب المجلس واحترام كبار السن وكيفية إلقاء التحية والتخاطب، والتعامل مع الضيوف، والقيام بواجب الضيافة كما تقتضي الأصول». ويعبر بن يولة عن سعادته بالدور والواجب الذي يؤديه نحو الأبناء لأن من شأنه تعميق انتمائهم الوطني، وغرس القيم والأخلاقيات النبيلة في أعماقهم، بما يحقق الغايات الوطنية والتربوية والتثقيفية
المصدر: السمالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©