الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صديق المنشاوي.. «الصوت الباكي»

13 مايو 2016 01:49
أحمد مراد (القاهرة) يعد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي من أبرز أعلام قراء القرآن الكريم في القرن العشرين، ورغم رحلته القصيرة في الحياة إلا أنه كان له أثر وتراث عظيم ما زالت الأجيال تتوارثه وتستفيد وتتعلم منه. في العشرين من يناير سنة 1920، ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في قرية البواريك بمركز المنشأة التابع لمحافظة سوهاج في صعيد مصر، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وقد نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فوالده هو القارئ الشيخ صديق المنشاوي الذي علمه القرآن الكريم، وقد وضع أبوه أسس مدرسة قرآنية منفردة، ويطلق عليها البعض اسم «المدرسة المنشاوية»، والتي أخذ منها الشيخ محمد أسلوبه فصار علماً من أعلام القرآن الكريم. أحكام التلاوة في فترة صباه درس الشيخ محمد صديق المنشاوي أحكام التلاوة على يد الشيخ محمد أبو العلا، والشيخ محمد سعودي بالقاهرة، وبعد ذلك اتجه إلى تلاوة القرآن الكريم في المناسبات الإسلامية المختلفة، ويوماً بعد يوم أصبح للشيخ المنشاوي جمهوره من المحبين لصوته، وذاع صيته ولقي قبولاً حسناً لعذوبة صوته وجماله. وجاءت بداية الشيخ محمد صديق المنشاوي مع الإذاعة المصرية متأخرة بعض الشيء، وحدث ذلك عندما كانت الإذاعة تجوب المحافظات المصرية خلال شهر رمضان المعظم العام 1953، وكانت تسجل من محافظة سوهاج، وكان الشيخ المنشاوي ضمن من قرأوا القرآن الكريم، وكانت قراءاته هذه هي التي أدت إلى اعتماده في العام التالي مباشرة قارئاً بالإذاعة المصرية، ومع انضمامه لها ذاعت شهرته، واحتل مكانة مرموقة بين كوكبة القراء، وقد تميزت قراءاته بقوة الصوت وجماله وعذوبته، إضافة إلى تعدد مقاماته وانفعاله العميق بالمعاني والموسيقى الداخلية للآيات القرآنية الكريمة. أسلوب شجي وتميز الشيخ محمد صديق المنشاوي بأسلوب شجي في تلاواته، وقد استمد من المدرسة المنشاوية الكثير، وكان ذلك سبباً في نجاحه بعد صوته الخاشع، حتى أنه لقب بـ «الصوت الباكي». ولم تقتصر شهرة الشيخ محمد صديق المنشاوي على مصر، بل امتدت لتشمل مختلف دول العالم، من خلال الرحلات القرآنية التي زار خلالها عشرات الدول الأجنبية والإسلامية والعربية، وقد حظي بتكريم كبير، حيث منحته إندونيسيا وساماً رفيعاً في منتصف فترة الخمسينات، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية من سوريا العام 1965، وزار باكستان، والأردن، وليبيا، والجزائر، والكويت، والعراق، والسعودية. رحلة عطاء تزوج الشيخ محمد صديق المنشاوي مرتين أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي الحج قبل وفاته بعام، وفي العام 1966، أصيب الشيخ محمد صديق المنشاوي بمرض دوالي المريء، ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في العشرين من يونيه سنة 1969، بعد رحلة عطاء كبيرة، وقد ترك تراثاً عظيماً من التسجيلات القرآنية بلغ أكثر من مئة وخمسين تسجيلا بالإذاعة المصرية والإذاعات الأخرى، وله تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلاً، وله العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى، والكويت، وسوريا، وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي، وفؤاد العروسي، وما زالت تسجيلاته تذاع بإذاعة القرآن الكريم في مصر وغيرها من الإذاعات العربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©