الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: تطوير التعليم الشرعي بوابة تجديد الخطاب الديني

13 مايو 2016 02:04
حسام محمد (القاهرة) أكد عدد من العلماء أن تطوير وإصلاح التعليم الديني لا بد أن يأخذ اهتماماً واسعاً من المجتمعات الإسلامية بحيث يصبح لدى معاهدنا وجامعاتنا الشرعية القدرة الحقيقية لتخريج دعاة شباب مثقفين ومؤهلين بالعلم الشرعي المعبر عن الإسلام الصحيح والفقه المعتبر وبحيث يقومون بأداء دورهم في توعية المسلمين بصحيح الدين دون إفراط أو تفريط. وأشار العلماء إلى أن تطوير التعليم الشرعي والديني لا بد أن يقوم به علماء ينتمون للمؤسسات الدينية المعتبرة، وهي كثيرة في العالم الإسلامي بحيث لا يتصدى له أشباه العلماء، فنفاجأ بمناهج مشوهة لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد. أحكام الدين يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق: لا بد أن نؤكد بداية على أهمية التعليم الشرعي لأنه البوتقة التي يتخرج منها كل رجال الدين، حيث يخرج لنا المعهد الشرعي في كل مكان دعاة متمكنين من أحكام دينهم وتراثه ويملكون مفردات اللغة ونواصيها وبجانب هذا لا بد أن نسعى كي يمتلك خريجو الكليات والمعاهد الشرعية الإدراك الكامل لمجريات العصر وتحدياته ومن هنا، فلا بد من ضخ مناهج جديدة داخل المناهج الحالية بحيث تساهم في خلق الوعي الكامل بالواقع لدى كل طالب من أبناء المسلمين بحيث يتخرج لنا أجيال من الدعاة علماء فقهاء دعاة قدوة يصلحون المجتمع ويرسخون فقه الائتلاف وأدب الاختلاف في المدارس الشرعية، ولا بد من العناية بتطوير التعليم الشرعي منهجاً، وبرامج ومقررات ومعلماً وطالباً، لأن التعليم المشوه أو المنقوص أو القائم على الفكر التكفيري يؤدي إلى اضطرابات في الفكر والسلوك وفوضى في العلاقات الاجتماعية. وأضاف الشيخ عاشور: لا بد ونحن نتصدى لتطوير التعليم الديني أن نعترف أن الإرهاب أو التطرف الموجود في عالمنا الإسلامي لن تتم معالجته بصورة كاملة وجذرية إلا من خلال تعليم شرعي متطور متجدد وسطي معتدل، ومن خلال مواجهة الفكر المتشدد بفكر إسلامي معتدل، وأن الشباب العرب والمسلمين اليوم عانوا لفترات طويلة من غياب المعرفة الدينية لهذا نشأوا والجهل الديني يسيطر عليهم وأصبحوا أسهل في الاختراق، فلا بد إذا أردنا أن نحصنهم أن نسعى لإيجاد منظومة تثقيفية موحدة تصل للشباب في أماكن تجمعاتهم وتخاطبهم بطريقة سهلة، ولا بد على الجانب الآخر من النظر بعين الرعاية لأطفالنا فهم شباب الغد لا بد من تحصينهم بشدة حتى لا نواجه نفس المعضلة عندما يكبرون. الفهم الخاطئ يقول الدكتور سالم عبد الجليل الوكيل الأسبق لوزارة الأوقاف المصرية وأستاذ الشريعة بجامعة مصر الدولية: ونحن نناقش كيفية تطوير التعليم الشرعي ننطلق من ثوابت أهمها الحفاظ على هويتنا وثقافتنا وقيمنا الدينية وحمايتها من التشويه من جانب الإرهابيين تارة أو من جانب المفرطين في الدين يبدأ بالمحافظة على نشر التعليم الديني الوسطي المستنير بكل الوسائل التعليمية من ناحية وفي المعاهد الشرعية بشكل خاص من ناحية أخرى بحيث تساهم تلك المعاهد في تخريج أجيال من الخطباء ومعلمي مادة التربية الدينية الذين يقومون بدورهم في تثقيف النشء في كل المراحل، بالإضافة إلى دور خريجي المعاهد الشرعية والجامعات التي تدرس التعليم الديني في إحياء الدور الدعوي والمجتمعي والتثقيفي للمساجد والابتعاد بها عن السياسة بمفهومها الحزبي الضيق والاستقطاب الديني والسياسي لها، موضحاً أن إمام المسجد لا بد أن تكون لديه القدرة على التواصل مع الناس بمختلف أعمارهم لتحصينهم في مواجهة الفكر المتطرف وكذلك الفكر المنحرف. ويضيف: لابد أيضاً من الاهتمام بالطالبات الدارسات في مجال التعليم الديني بحيث ننجح في تدريب العنصر النسائي على أدوات وفنون الدعوة بطرق حديثة لجذب النساء بمختلف أعمارهن حتى يكن نواة صالحة لإنبات ذرية طيبة في المجتمع، وكذلك لتحصين المرأة التي تلعب دوراً كبيراً في تحصين كل أفراد أسرتها من الأفكار البعيدة عن صحيح الدين، فلا بد أن تكون المناهج الدينية مواكبة لروح العصر ومتطلباته والعمل على استيعاب المتغيرات ومعالجة المشكلات دون أن نتخلى عن الثوابت التي تتمثل في أن القرآن والسنة هما المرجعان الأساسيان لكل المسلمين، فتجديد وتطوير التعليم الديني هو السبيل الأمثل لتجديد الخطاب الإسلامي بوصفه ضرورة ملحة لعبور الفجوة بين العالم العربي والإسلامي والعالم المتقدم. إعداد الدعاة الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة حلوان يقول من جانبه: إن التعليم الديني يحتاج فعلاً لنوع من التطوير بعد الجمود الذي أصابه والذي ساهم في تشدد بعض خريجيه نوعاً ما، ولكن التطوير الذي نبحث عنه لا بد أن نقوم به نحن من داخل البيت بحيث تقوم كل مؤسسة دينية بالعمل على تطوير المعاهد والمدارس التابعة لها والتي تقدم التعليم الشرعي وأطالب بضرورة أن تكون هناك نظرة موضوعية للتراث الإسلامي، وأن يتم تدريس المناهج التي تخدم قضايا المسلمين وأن تواكب المقررات الدراسية الدينية المستجدات العصرية، وأن نقدم وجهة نظر الإسلام فيها، وأن نمكن النشء من التعامل مع العالم من حولنا، ويجب أن نعي جيداً أن تطوير المقررات في المعاهد الشرعية، وكذلك الجامعات والمدارس الدينية لا يعني أن يتم التخلص من القديم بالكامل لأن هناك أساسيات وجذوراً وثوابت يجب أن نحافظ عليها ولا نفرط فيها مهما حدث. ويضيف: لا بد أن يكون هدفنا ونحن نطور تعليمنا الديني هو العمل لتخريج جيل جديد من تلك المعاهد والمدارس والجامعات الدينية يستحقون حمل لقب رجل الدين بحيث يكون لدينا شباب دعاة قادرون على التصدي لكل التحديات التي تواجه الأمة ويعلمون مجتمعاتهم أصول الدين وثوابته بعيداً عن الإفراط الذي يقود للتشدد أو التفريط الذي يقود للتساهل في الدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©