الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: «شعبان».. فضّله الله وعظّمه الرسول

العلماء: «شعبان».. فضّله الله وعظّمه الرسول
13 مايو 2016 02:01
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين، أن لشهر شعبان منزلة عظيمة وفضائل عدة، وقد خصه النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الصيام لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، فضلاً عن أن الأعمال ترفع إلى رب العالمين في هذا الشهر. وشدد العلماء على ضرورة أن يغتنم المسلمون أيام هذا الشهر بالعبادة والتقرب إلى الله تعالى بسائر العبادات، وخاصة الصيام اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، مشيرين إلى أن في شهر شعبان منّ الله سبحانه على عباده بليلة مباركة من ليالي استجابة الدعاء، وهي ليلة النصف من شهر شعبان، وفي هذه الليلة تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، إرضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. مكانة جليلة يوضح د. أحمد عمر هاشم، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن شهر شعبان له مكانة جليلة، وفضائل متعددة، ويظهر هذا الأمر في اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بشهر شعبان وخصه بكثرة الصيام فيه‏، ‏قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان»، وعن الحكمة من كثرة صيام رسول الله في شعبان قال أسامة بن زيد: قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟، فقال صلى الله عليه وسلم: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم». ويقول د. عمر هاشم: ويتضح من الحديث أن حكمة تخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بكثرة الصيام تتلخص في أمرين، الأول لأنه شهر يغفل الناس عنه، ولا شك أن العبادة في أوقات الغفلة تكون أكثر ثواباً وتكون لها أهميتها لدلالتها على الإخلاص وزيادة التقرب إلى الله تعالى، ولذا كان لصلاة الليل، وهي في وقت الغفلة ونوم الناس أكبر الأثر وعظيم الثواب، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون، أما الأمر الثاني فذلك لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك معرباً أنه يحب أن يرفع عمله وهو صائم، وهكذا نرى أن لشهر شعبان منزلة كريمة وضحها رسول الله، ووضح السبب في كثرة صيامه في هذا الشهر. وقال هاشم: وفي شهر شعبان منّ الله سبحانه وتعالى على عباده بليلة مباركة من ليالي استجابة الدعاء، وهي ليلة النصف من شهر شعبان، وفي هذه الليلة تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، إرضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الرسول، يقلب وجهه في السماء متمنياً أن يحّول الله القبلة إلى الكعبة المشرفة، فكان يكتفي بأن يقلب وجهه في السماء، ولكنه لم يتلفظ بشيء مخافة أن يكون ما يطلبه مخالفا لمراد الله تعالى، فأدباً وتواضعاً من رسول الله كان يكتفي بأن يقلب وجهه دون طلب فأجاب الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وأنزل الله قوله: (قَدْ نَرَى? تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ...)، «سورة البقرة: الآية 144» أحبّ الشهور ويشير الداعية الإسلامي د. منصور مندور، من علماء الأزهر، إلى أن شهر شعبان كان من أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يكثر من الصيام فيه، وفي هذا قال ابن حجر: كان صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان تطوعاً أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان، وقال ابن رجب: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعُد عنه. ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره، فتجتمع فيقضيها في شعبان وكان إذا عمل بنافلة أثبتها وإذا فاتته قضاها، ومن فوائد صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل المسلم في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط. ليلة عظيمة ومن ناحية أخرى، أكد د. علي جمعة، مفتي مصر السابق، أن حكمة الله عز وجل اقتضت تفضيل بعض الشهور على بعض‏، ‏ومن ضمن هذه الشهور يجيء شهر شعبان الذي فضله الله‏، ‏وعظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ وخصه بصيام العديد من أيامه، ومن ثم حري بنا أن نعظمه وأن نكثر من العبادة والاستغفار فيه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام، والأمر ليس كذلك، ومن شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في شعبان ظن بعض أزواجه رضي الله عنهن أنه يصوم شعبان كله، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان. دعاوى الجاهلية وقال: في شهر شعبان ليلة عظيمة هي ليلة النصف من شعبان، وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم شأنها فقال: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن»، وقد ورد في فضل تلك الليلة أحاديث عديدة، وفي هذه الليلة تم تحويل القبلة، وهو حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة تربوية، وهي العمل على تقوية إيمان المؤمنين وتنقية النفوس من شوائب الجاهلية، حيث كان العرب قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه، ولأن هدف الإسلام هو تعبيد الناس لله وتنقية القلوب وتجريدها من التعلق بغير الله وحثها على اتباع المنهج الإسلامي، لذا فقد اختار لهم التوجه قبل المسجد الأقصى، ليخلص نفوسهم ويطهر قلوبهم مما علق بها من الجاهلية، ليظهر من يتبع الرسول إتباعاً صادقاً عن اقتناع وتسليم، ممن ينقلب على عقبيه ويتعلق قلبه بدعاوى الجاهلية ورواسبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©