الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي: حقوق الإنسان تتراجع في الغرب منذ 11 سبتمبر

رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي: حقوق الإنسان تتراجع في الغرب منذ 11 سبتمبر
8 ابريل 2010 21:36
أكد الدكتور محمد إبراهيم المصري رئيس الكونجرس الإسلامي في كندا أن وضع المسلمين في كندا قوي، خاصة بعد انخراطهم في العمل السياسي والاجتماعي هناك. وأوضح أن المجلس الإسلامي الكندي أو ما يعرف بالكونجرس الإسلامي يقوم بدور كبير في التعريف بمبادئ الإسلام السمحة، وخاصة لغير المسلمين ويتصدى لمشاكل المجتمع الكندي. وحذر من التراجع في قضية حقوق الإنسان المسلم بالغرب، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وطالب بحوار إسلامي مسيحي على أرض الواقع. تراجع الكراهية أوضح محدثنا أن عدد المسلمين في كندا حوالي مليون من 33 مليون هم عدد السكان، مشيرا إلى أن مستوى التعليم بالنسبة للمسلمين في كندا عال جدا، وخاصة أن قوانين الهجرة تنص على أن يتمتع المهاجر بنصيب وافر من التعليم العالي، بحيث يكون حاصلا على مؤهل جامعي ومن فئات معينة مثل الطب والهندسة والمحاماة، وأبناء المسلمين لهم مكانة علمية كبيرة في كندا، فمنهم الأطباء والقضاة وأعضاء في البرلمان ورؤساء جامعات. وأضاف أنه لا توجد بين المسلمين في كندا أي خلافات مذهبية أو طائفية، ولدينا مدارس إسلامية تقوم بتدريس القرآن والسنة النبوية واللغة العربية، إضافة إلى مدارس إسلامية أخرى تعمل نصف دوام خلال عطلة الأسبوع لتعليم التلاميذ المسلمين تعاليم الإسلام، وهناك المدارس الحكومية ويلتحق بها الجميع. موضحا أنه قد أسس الكونجرس الإسلامي الكندي الذي يعد مؤسسة كبيرة على مستوى كندا؛ بهدف جمع شتات المسلمين هناك في مجال السياسة وحقوق الإنسان ومخاطبة الحكومة وأعضاء البرلمان والإعلام. وأن الكونجرس الإسلامي يحث المسلمين في كندا على الانخراط في العمل السياسي والاجتماعي حتى يكون لهم وجود على الساحة السياسية ويكون لهم شأن، والحمد لله تحقق ذلك في العشرين عاما الأخيرة، خاصة بعد تراجع الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في كندا. أنشطة دعوية وحول دور الكونجرس الإسلامي الكندي في خدمة المسلمين هناك، قال إن الكونجرس أنشئ عام 1998 لتقديم الخدمات للمسلمين ورعاية مصالحهم وممثلا لهم أمام الحكومة الكندية. وقد اعترفت السلطات الكندية بهذه الهيئة وتشمل هذه الخدمات، الدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد، والإسلام يتواجد حينما يكون هناك مسلم واع يعرف دينه. والكونجرس الإسلامي الكندي الذي تشرفت بتأسيسه يقوم بتعريف المسلم بدينه وتعريف غير المسلمين بدين الإسلام والتصدي لمشاكل المجتمع الكندي، ولابد للمسلم أن يكون عاملا مساعدا لنهضة المجتمع الذي يعيش فيه، وأن يتحدث في الأمور التي تمس العدل الاجتماعي في خارج كندا، والحمد لله وفق الكونجرس في كثير من المشروعات، وآخرها موافقة البرلمان الكندي على تخصيص شهر أكتوبر من كل عام لتعريف المجتمع الكندي بالإسلام ومبادئه وثقافته وحضارته وتاريخه ولا توجد قيود بالنسبة للأنشطة الدعوية في كندا. واعتمد الكونجرس مشروعا يهدف إلى تزويد ألف مكتبة عامة في كندا بكتب إسلامية باللغتين الانجليزية والفرنسية، وذلك في إطار التوعية بالإسلام. والكونجرس الإسلامي يقوم أيضا بتنظيم دورات ولقاءات للتعريف بالإسلام، كما تقام دورات لقارئي القرآن في ست من كبريات المدن الكندية، وهي دورات مفتوحة للمسلمين وسواهم ممن يودون الاستماع للقرآن الكريم والتعرف على الإسلام. الإسلام بخير ويضيف إبراهيم المصري: الإسلام في الغرب بخير بالرغم مما يتعرض له من حملات تشويه، ووصفه بأنه دين التعصب والإرهاب وهذه التهم الزائفة لن توقف مسيرة الإسلام في الغرب ولن تؤثر في قدرة الإسلام على غزو العقول والقلوب؛ لأنه دين الفطرة والسلام، ويتميز بقدرته على العطاء المتجدد في الحياة، ولذا نحن نحرص على توضيح الحقائق عما ينشر ضد الإسلام في كندا للرأي العام وللمسؤولين وصناع القرار السياسي والكثير من الكنديين لديهم الفضول لمعرفة الإسلام ويتقبلون أي معلومات صحيحة تثري رصيد المعرفة لديهم عن الإسلام، خاصة إذا كانت تقدم لهم بشكل واضح ومبسط، وبعد المعرفة الصحيحة تتحول اتجاهات هؤلاء الكنديين من العداء الذي يكون دائما سببه الجهل إلى تفهم حقيقة الإسلام ونجد كثيرا منهم يعتنق الإسلام. ووضع المسلمين السياسي في كندا قوي ومتميز ولا تملك الدولة أن تشرع قانونا يحرم إنشاء المآذن كما حدث في سويسرا أو تمنع ارتداء الحجاب كما فعلت فرنسا، وتخشى الحكومة أن تلجأ إلى مثل هذه الإساءات لأن المسلمين هناك لهم علاقات سياسية ويتعاملون مع الأوساط السياسية وبعض أعضاء الأحزاب السياسية هناك مسلمون ونحن نتكلم ونتفاعل معهم، وخاصة فيما يتعلق بالاعتداءات الغربية ضد الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم، ونستخدم الوسائل التقنية الإعلامية للتواصل مع المجتمع الكندي، فأنا مثلا رئيس تحرير مجلة “أون لاين”، والتي تهدف إلى توصيل المعلومة بطريقة جذابة ونستخدم أعلى التقنيات الحديثة المتاحة مثل القنوات التليفزيونية ومواقع الإنترنت، ونحن نتعاون مع الكنديين المتعاطفين مع القضايا العربية والإسلامية مثل قضايا فلسطين والعراق والنقاب والحجاب والحرية الشخصية للمرأة المسلمة. تغيير المناهج التعليمية أما عن الدعوات الغربية التي تطالب بتغيير المناهج التعليمية في العالم الإسلامي، فيقول: بعض القوى الغربية تنتهج سياسة عدوانية ضد العرب والمسلمين، وتحقق مصالحها من خلال الهيمنة والاحتلال واستغلال ثروات العالم العربي والإسلامي، ولابد أن تكون هناك مقاومة لهذه الهيمنة ومنها بالتأكيد التصدي لوضع مناهج الدين للمدارس الإسلامية التي ترفضها الولايات المتحدة. والمعروف أن الإسلام يحض على الكرامة والعدل الاجتماعي ويحث على مقاومة الظلم بكل أنواعه من فساد واحتلال ومرض وفقر. ومن مصلحة أميركا أن تنزع كل هذا من الإسلام والمسلمين، ولذلك فإن المشكلة الوحيدة عند أميركا عندما يكون المسلم على دراية تامة بمبادئ دينه الحنيف ويطبق تلك المبادئ في حياته ويقاوم الظلم. ولكن واقع الأمة الإسلامية لا يسر لأنها في تقهقر مستمر وخاصة في السنوات العشر الأخيرة، بما فيها من احتلال للعراق وأفغانستان ومن قبلهما فلسطين، في ظل عدم وجود خريطة طريق للعالم الإسلامي توضح كيفية مواجهة هيمنة الغرب والاستعمار والاحتلال، وذلك يسيء لسمعة الإسلام والمسلمين في العالم كله، ويحزن المرء لهذا الوضع لأن إمكانات الأمة الإسلامية هائلة ولديها مقومات الحضارة من دين ولغة وثقافة ولديها الدين الإسلامي أولا وأخيرا، وهو يرسم الطريق لسعادة الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة. الحوار مع الآخر وعن الحوار مع الآخر خاصة بين المسلمين والغرب يوضح: الحوار مع الآخر لابد أن يكون موجودا في الواقع وليس من خلال برامج التليفزيون، أي حوار طويل المدى وفي شرائح مختلفة وليس لقاء بين علماء مسلمين من الشرق ورجال دين من الغرب يتحاورون ويتناقشون على الفضائيات وينصرفون بلا نتيجة ملموسة، والحوار بهذه الطريقة غير مجد. ولكن الحوار يجب أن يكون مستمرا وبين أطراف بلد واحد، يعني تكون هناك حوارات بين المسلمين وغير المسلمين وتضم تلك الحوارات قطاعات مختلفة من رجال الدين والسياسة والاجتماع وأساتذة الجامعات والناس العادين، وفي مجلة “أون لاين” يوجد 4 رؤساء تحرير أنا المسلم الوحيد بينهم، ومن بين الآخرين سيدة يهودية وهي أستاذة جامعية، ولكنها ضد الصهيونية وتحاربها منذ 30 سنة، وتعلن تضامنها مع القضية الفلسطينية، ولذلك فلابد أن يكون الحوار بين فئات مختلفة على أرض الواقع لتوصيل المعلومة الصحيحة عن العدل الاجتماعي ومقاومة الظلم بكل أنواعه. الإسلام يقارن بالأديان الأخرى وليس بالنظم السياسية أوضح الدكتور محمد إبراهيم المصري رئيس الكونجرس الإسلامي في كندا أنه يجب أن نفرق بين الديمقراطية الغربية نظريا وتطبيقيا خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر وتراجع الحريات العامة في الغرب، وقلت إن هذه الديمقراطية مغلوطة ومرفوضة وأن من الظلم أن نقارن الإسلام بالديمقراطية؛ لأن الإسلام دين يقارن بالأديان الأخرى وليس بالنظم السياسية، وجوهر الشورى في الإسلام هو جوهر الديمقراطية الغربية النظرية التي يحاول الغرب أن يطبقها. وحقوق الإنسان معروفة في الإسلام وله السبق فيها ومنها الحق السياسي في اختيار من يمثلك ومن يحكمك، وللأسف الشديد هناك تراجع في حقوق الإنسان في الدول الغربية بعد 11 سبتمبر. وبالرغم من أنه توجد تجارب متميزة في بعض الدول الإسلامية مثل ماليزيا وتركيا فإن الإعلام الغربي لا يتناولها بغرض تشويه صورة المسلمين والترويج لمقولة أن الدول الإسلامية ليست بها ديمقراطية أو حرية انتخاب أو حقوق إنسان وذلك ليس صحيحا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©