تخيل معي سيارة ذاتية القيادة تسير بك للدوام أو توصل أم لعيال أو تطلع تتمشى مع الأصدقاء وتسولف معاهم في السيارة، وأنت تشرب قهوتك، وتأكل كيك في السيارة ذاتية القيادة، ولن تحتاج إلى «ليسن» أو سائق يريد معاشاً زيادة أو «ماما مريض يريد يروح بلاد».
ولن تحتاج إلى صبر وحرقة أعصاب وحبوب الضغط لتبني بيتك، فكل ما عليك أن تختار القياسات والمواصفات وبعد أسبوع اسكن في بيتك بفعل بناء المنازل بنظام الطباعة ثلاثية الأبعاد ولا تقولي بعدها مقاول يغشك وإلا الاستشاري مطنش وإلا الحديد زاد سعره وإلا العمال ما يشتغلون.
ولن تحتاج إلى مدرس يدرس أبناءك ويعمل تحت ضغط «اقعد ياولد» لأن المدرس الذكي والنظام التعليم التفاعلي سوف يضع أمام أبنائك المنهاج الإلكتروني وإذا ما فهم يعيد له الدرس بعدة أساليب وبمؤثرات تلفزيونية وصوتية حقيقية من دون دروس خصوصية. ولن تضطر إلى البحث عن أفضل مستشفى أو طبيب «يمدحونه» وتحط ايدك على قلبك عندما تجري فحصاً طبياً أو التشخيص طلع غلط وروح رقع في الهند أو ألمانيا فالمعدات الذكية سوف تقوم بالخطوات من فحص وتشخيص وحتى العملية وسلملي على البندول وإخوانه.
نظام «هايبرلوب» سوف يغير نظام المواصلات والنقل، بحيث تنتقل من أبوظبي إلى العين وليوا أو خورفكان في أقل من 9 دقائق، اجلس في العربة لتصل إلى وجهتك وأنت مرتاح دون زحمة سير أو تصحى «من غبشه»
لو أنك حضرت للقمة الصناعية التي أقيمت في أبوظبي مؤخراً، وتجولت بين المحاضرات والجلسات النقاشية لوجدت إجابات على الكثير من الأسئلة التي سوف تستحضرها بعد قراءة هذا المقال، فكم كنت أتمنى أن يحضر غير المتخصصين في الصناعة خاصة العاملين في استراتيجيات التعليم لمساعدة أبنائنا في التعرف إلى وظائف المستقبل وكم كنت أتمنى أن يحضر مقاولو البناء وأصحاب المستشفيات والسوبر ماركت والمطاعم وغيرهم للاطلاع على مستقبل أعمالهم بعد اختفاء أكثر من 700 وظيفة خلال 15 عاماً القادمة بسبب الذكاء الصناعي، وسوف تتولى الروبوتات زمام الأمور حتى في الأعمال التي تتطلب مؤهلات عليا، نحن مقبلون على عالم جديد كلياً والقمة الصناعية كانت منصة جميلة لرؤية المستقبل وموعدنا القمة القادمة 2019.
عدد اليوم
