الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط تتحالف مع المزارعين لإنتاج الوقود الحيوي

13 يونيو 2009 01:22
ظلت كبريات شركات النفط الأميركية ولعقود عديدة في عراك محتدم مع جماعات الضغط الزراعية بشأن مادة الايثانول، حيث استمر المزارعون يضغطون باتجاه إنتاج المزيد بينما تدعي شركات المصافي والتكرير أن الايثانول مجرد مادة ضئيلة القيمة لن تؤدي إلى حل مشاكل الطاقة الأميركية. أما الآن فقد أصبح الفنيون في شركة بريتش بتروليوم عملاقة النفط البريطانية يعكفون على تطوير مصنع تجريبي لإنتاج الايثانول في قلب المنطقة الزراعية في ولاية لويزيانا بهدف زيادة كفاءة وفعالية المنتج. وفيما يبدو فإن عدوي الأمس قد تعلما أخيراً ضرورة التعاون مع بعضهما البعض بعد أن أدركت شركات المصافي بصورة متزايدة حاجتها الماسة للمشاركة في إنتاج الايثانول. ويشار إلى أن الايثانول الذي ينتج في الولايات المتحدة من الذرة بشكل رئيسي أصبح الآن يشكل حوالي 9 في المئة من سوق الوقود السائل في الدولة، بينما بات من المتوقع أن يزداد هذا المعدل عاماً بعد عام بفضل الأهمية التي توليها الحكومة الأميركية للوقود الحيوي. وفي ظل الحاجة الملحة للدول إلى الجازولين - والايثانول الذي يتم خلطه به - فقد أصبح من المنتظر أن تشهد هذه الصناعة الوليدة الازدهار عندما يعود الاقتصاد إلى سيرته الأولى، ومما لاشك فيه فإن شركات النفط ترغب في أن تصبح في وضع يتيح لها تحقيق كامل المزايا والاستحقاقات. على أن الاهتمام الذي أعربت عنه كبريات وعمالقة الشركات النفطية جاء في ذات الوقت الذي تعاني فيه الشركات الأصغر حجماً من ندرة التمويل وصعوبة الحصول على رؤوس الأموال في الأسواق الخاصة في هذه الأيام. وأصدق مثال على ذلك أن شركة فيرينيوم الصغيرة الحجم في مدينة كامبردج بولاية ماساشوسيتس بدأت تختبر الآن أشكالاً جديدة من الوقود الحيوي بالتعاون مع شركة بريتش بتروليوم. وبدلاً من انتاج الايثانول المستخرج من المحاصيل الغذائية فقد اتجه الشريكان إلى تطوير نوع من الايثانول مستخرج من الحشائش التابعة لعائلة قصب السكر في مسعى لخفض التكاليف. أما التجارب التي تجرى بهذا الخصوص فهي عبارة عن التحضيرات لبناء محطة ثانية بقيمة 250 مليون دولار في ولاية فلوريدا بسعة تكفي لانتاج 36 مليون جالون أو أكثر من 136 مليون لتر من الوقود الحيوي في كل عام فيما يعتبر المرفق التجاري الأول من نوعه الذي يتم بناؤه بأموال وخبرات شركة نفطية. ولقد تمكن علماء شركة فيرينيوم أصلاً من استنباط مركب سري يتألف من الانزيمات والميكروبات يساعد على تحويل وتقطير البيوماسي في شكل ايثانول. والآن فإن شركة بريتش بتروليوم باتت تساهم بخبرتها الفنية العالية بهدف ضبط وتعديل درجات الحرارة والضغط في داخل الأوعية الضخمة الخاصة بمليات التخمير والتقطير إلى أنسب المستويات في داخل المحطة. ومع ذلك فإن النجاح التجاري ليس مضموناً بالطبع. ولكن مجرد حقيقة أن إحدى كبريات شركات النفط قد دخلت في تحالف مع شركة فيرينيوم الزراعية أصبح يعتبر في حد ذاته بمثابة اختراق غير مسبوق من قبل العديد من التنفيذيين في قطاع الايثانول. إذ يقول برينت ايريكسون نائب الرئيس التنفيذي لمنظمة صناعة التكنولوجيا الإحيائية المجموعة التجارية في الصناعة «في أي وقت تدخل فيه كبريات شركات النفط في هذه اللعبة يعتبر تغيراً جذرياً لأنه ليست هنالك جهة أخرى بإمكانها الدخول في مجال الهندسة الكيميائية بهذا الحجم سوى عمالقة شركات النفط». وقبل عامين فقط من الآن كان لدى شركة بريتش بتروليوم استثمار صغير الحجم فقط في صناعة الوقود الحيوي. ولكن ومنذ ذلك الحين فقد التزمت الشركة العملاقة بإنفاق مبلغ 1.5 مليار دولار في عدد من المشاريع. وبالاضافة إلى أعمالها وتعاونها مع شركة فيرينيوم فقد دخلت الشركة أيضاً في شراكة مع إحدى الشركات البرازيلية في العام الماضي من أجل إنتاج الايثانول من قصب السكر أيضاً. ولعل الدروس المستفادة في لويزيانا تساعد في نهاية المطاف على تحويل قصب السكر في البرازيل إلى نوع متقدم من الايثانول كما يقول الباحثون وبشكل يؤدي إلى استحداث كميات هائلة من الاحتياطيات الخاص بشركة بريتش بتروليوم. والآن فإن شركة بريتش بتروليوم بدأت تتحدث بتفاؤل شديد بشأن شراكة مع شركة دوبونت من أجل اختبار انتاج مادة البوتانول الحيوي وهو نوع متقدم من وقود الكحول السائل الذي يستخرج من نفس المحاصيل الغذائية التي يستخرج منها الايثانول المتقدم ويناسب محركات السيارات وخطوط الأنابيب الحالية. وأعرب التنفيذيون في الصناعة من أملهم في أن يبدأ العمل بهذا النوع من الوقود بكميات كبيرة بحلول العام 2013. إذ يقول فيل نيو رئيس وحدة الوقود الحيوي في شركة بريتش بتروليوم «لقد أصبحنا ننظر للوقود الحيوي كأحد مكامن الطاقة الكبيرة المستقبلية، وبالنسبة لأي شركة للطاقة تدخل في مجال زراعة قصب السكر فإن ذلك يعتبر قفزة كبرى في الصناعة». بيد أن شركات النفط ما زالت تساورها الشكوك بشأن الايثانول التقليدي وبخاصة ذلك النوع المستخرج من الذرة والذين يدعون بأنه يحدث التآكل في خطوط الأنابيب الحالية ولا يعتبر أحد مصادر الطاقة الفعالة. إلا أن محطة شركة فيرينيوم الموجودة هنا في لويزيانا باتت تعتبر إحدى المؤشرات التي تدل على أن كبريات الشركات النفطية أصبحت الآن تقبل ولو على مضض الدخول في صناعة الوقود الحيوي وبخاصة تلك الأنواع المستخرجة من النفايات والموارد غير الغذائية بحيث لاتتحمل تبعات السمعة المشينة الخاصة بالمساهمة في رفع أسعار الأغذية. عن «انترناشونال هيرالدتريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©