الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مساع للكشف عن أسرار البيانات النفطية في الصين

13 يونيو 2009 01:22
أصبح محللو الطاقة الأكثر حرصاً على معرفة كل ما يدور في داخل أروقة الاقتصاد الصيني ، الذي يضرب حول نفسه ستاراً كثيفاً من السرعة والغموض، يلجأون بازدياد إلى استخدام كافة وسائل البحث التقليدية المدعمة بآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من تقدم وازدهار. والآن فقد أصبحت مسألة كشف الستار عن حجم الطلب الصيني الذي يعتبر أحد أكبر العوامل التي لعبت دوراً في القفزة الأخيرة في أسعار النفط تمثل الشغل الشاغل للعديد من محللي صناعة النفط بعد أن بلغ سعر الخام أكثر من 71 دولاراً يوم الاثنين الماضي للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي، وبات المحللون يتوقعون له أن يصل إلى مستوى 80 دولاراً للبرميل بحلول نهاية هذا العام. وفي الوقت الذي تتواتر فيه المؤشرات التي تدل على تحسن نسبي في الاقتصاد الأميركي وبشكل ساعد على تحقيق بعض المكاسب فقد اتفق المحللون فيما يبدو على أن اختلاس النظر فيما وراء الستار المحكم بالسرية في الصين بات يعتبر أمراً حيوياً وشديد الأهمية للتنبؤ بأسعار الخام. وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن الصين تسهم بمعدل 9.3 في المائة من إجمالي استهلاك النفط في العالم فإنها ما زالت ترفض الكشف عن البيانات الحقيقية الخاصة بالاستهلاك. وهو الأمر الذي جعل المحللين يلجأون إلى استخدام موقع جوجل إيرث الخاص بالخرائط وتحديد المواقع الجغرافية من أجل تتبع حركة ناقلات النفط في أعالي البحار والسفر في بعض الأحيان إلى الصين للاجتماع مع صغار المسؤولين الصينيين في الصناعة النفطية. ومن أجل التنبؤ بالإنتاج الزراعي على سبيل المثال فقد عكفت الشركات على دراسة سبل استخدام الأقمار الاصطناعية وأحوال الطقس والبيانات الخاصة بالتربة في جميع الأنحاء الصينية. وكان هؤلاء المحللون قد اكتشفوا مبكراً ارتفاعاً في الطلب الصيني في موسم الربيع الحالي وما زالوا يعتقدون أن هذا الطلب سوف يمضي إلى ارتفاع ما يبرر الزيادة الحالية في أسعار النفط بشكل يجعلها عرضة للمزيد من العلو والارتفاع. والآن فقد أصبح كل من نيل ماكماهون وأليكساندر اينكستر المحللين في مكتب سانفور بيرنستين لاستشارات الطاقة يستخدمان موقع جوجل إيرث الذي يوفر جميع صور الأقمار الاصطناعية لأي مكان في العالم تقريباً من أجل التركيز على مرافق المستودعات الصينية بهدف مساعدتهم على مراقبة الزيادة التي تطرأ على السعة في كل وقت من الأوقات. موقع أوشان وفي شهر مايو الماضي ركزت الشركة الاستشارية رقابتها على موقع أوشان في شرق الصين وعبر قراءة للصور التي تم التقاطها في الأعوام 2002 و2003 و2007 ، خلص المحللون إلى إثبات ما ظلوا يتشككون فيه لفترة طويلة من أن السعة التخزينية للنفط قد تراجعت بشكل مريع مما منحهم الثقة الكافية للتنبؤ بطفرة قادمة في الطلب الصيني. ويقول ماكماهون «لقد أصبحنا ننظر في كل ما من شأنه أن يساعدنا على التعرف على مستوى الطلب والمعروض في النفط» وبرغم ذلك فقد ذكر ماكماهون أنه لا سبيل أمامه لكي يعلم ما إذا كانت مستودعات التخزين سوف تمتلئ بالكامل في وقت قريب حتى في ظل وجود الصور والتقارير التي بحوزته. واستطرد يقول: «لا أحد بإمكانه أن يعلم لأن الصين درجت على عدم نشر البيانات الخاصة بالمخزون». وكان بعض المحللين قد ذكروا في تقرير صدر مؤخراً أن المخزون النفطي في الصين «وفر بدون شك بعض الدعم لأسعار الخام وسوف يستمر في توفير هذا الإسناد بحيث تمضي في اتجاه الصعود». أما مكتب سانفورد للبحوث والاستشارات فقد تنبأ من جانبه بأن متوسط أسعار النفط سوف يصبح في مستوى 80 دولاراً للبرميل في عام 2010. على أن كلاً من ماكماهون وانيكستر أصبح يستخدم أيضاً التكنولوجيا لمراقبة وتتبع حركة الناقلات النفطية قبل أن يخلصا إلى تقديرات تشير إلى أن حركة وصول ناقلات الخام إلى السواحل الصينية قد ازدادت بمستوى 400 ألف برميل يومياً منذ نوفمبر من العام الماضي وبشكل يبرهن على أن الصين قد تمكنت من ملء سعتها التخزينية الإضافية بالكامل. ولكن هذه السبل الإبداعية التكنولوجية الجديدة ما زالت تعاني من بعض القصور. إذ أن صور الأقمار الاصطناعية الخاصة بموقع جوجل متوفرة بشكل متسع ولا يتم تحديثها بصورة مستمرة مما يثير العديد من التساؤلات بشأن مدى دقة المعلومات التي يمكن أن توفرها. ومن الناحية التاريخية فقد استمرت البحوث النفطية تتركز بشكل خاص على الولايات المتحدة وأوروبا حيث كان المحللون يعتقدون بأنهم يحصلون على صورة جيدة عن الطلب من خلال التعرف على هذين السوقين، إلا أن اللعبة سرعان ما تغيرت في عام 2004 عندما قفز الطلب الصيني على النفط بمعدل 15.4 في المائة. شبكة مصادر وكان بول تينج أحد كبار محللي الطاقة قد غادر وول ستريت قبل ثلاثة أعوام وعمد إلى تأسيس شركة البحوث الخاصة به المعروفة باسم «شركة بول تينج اينرجي فيجن» من أجل التركيز على الصين. وعمد بول تينج الذي يتكلم اللغة الصينية بطلاقة إلى استغلال جذوره الصينية من أجل بناء شبكة للمصادر في الصين تتضمن بعض الشركات المحلية وبعض أقطاب الصناعة بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية على أمل تجميع المعلومات التي تساعد على رسم صورة دقيقة للطلب على النفط. وسرعان ما تمكن من ملاحظة انخفاض مفاجئ في مخزون الجازولين والديزل في أبريل المنصرم في إشارة تدل على زيادة هائلة في مبيعات السيارات وشاحنات البيك آب ما يؤكد ارتفاع الطلب الصناعي وبشكل ساعده على أن يتنبأ بارتفاع هائل في الطلب على النفط الخام في شهر مايو. وهناك أيضاً شركة تدعى «أويل موفمينتز» للاستشارات تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها درجت على استخدام المعلومات الواردة من سوق ناقلات النفط بهدف توفير صورة مستقبلية للإمدادات النفطية المقبلة. ويشير روي ماسون مؤسس الشركة إلى أن البحوث التي قامت بها كشفت عن ارتفاع هائل في الطلب على النفط من شرق آسيا في أبريل من خلال مراقبة وتتبع ناقلات النفط المبحرة إلى المنطقة من منطقتي الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأن هذه المسيرة واصلت استمرارها حتى في شهر يونيو الجاري. ولكن الأمر لم يقتصر فقط على الطلب الصيني على النفط الذي يرغب في قراءته جموع المحللين والمتعاملين. إذ أن مؤسسة لانوورث في شيكاغو والمعنية بتوفير المعلومات الزراعية بدأت الآن تحاول تكرار نجاحاتها التي أحرزتها في مجال التوثيق لمحاصيل الذرة وفول الصويا بواسطة صور الأقمار الاصطناعية عبر دمج الصور الخاصة بالنفط وأحوال الطقس. ولقد ساعدت هذه الجهود شركة لانوورث على تقدير العائدات لكل فدان من المحاصيل قبل أيام قلية من صدور التقارير الأميركية الرسمية. وكما يقول نيكولاس كاوشاوكس نائب رئيس إدارة خدمة المعلومات في الشركة «لقد أصبح الاهتمام في أعلى مستوى له. وإذا ما تمكنا من تفعيل هذه الجهود في الصين فسوف يصبح لدينا الكثير من الزبائن المسرورين». عن «وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©