الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من ينقذ طائرات «الإنقاذ» الأميركية؟

من ينقذ طائرات «الإنقاذ» الأميركية؟
8 ابريل 2010 21:19
في الخامس والعشرين من شهر مارس الماضي، تحطمت طائرة هليكوبتر مخصصة للإنقاذ في ولاية تينيسي الأميركية لتلفت الانتباه إلى مشكلة معقدة تعاني منها صناعة طائرات الإسعاف برمتها في الولايات المتحدة وتتعلق بعدم كفاية معايير الأمن والسلامة، كما كشفت أيضاً الكثير من الفراغات ونقاط الضعف في قوانين الوكالة الفيدرالية للطيران. ويمكن الآن لزائر أحد الحقول في ضواحي ولاية تينيسي أن يرى إحدى شفرات مروحة طائرة هليكوبتر ثانية منبثقة من الأرض بعد أن سقطت بطاقم الإنقاذ المؤلف من ثلاثة متخصصين لقوا حتفهم في الحادث. ويبدو بوضوح ما تنطوي عليه مثل هذه الحوادث من آلام بالرغم من أنها لم تفاجئ أهل الخبرة والاختصاص. فلقد تضاعف حجم صناعة طائرات الهليكوبتر الخاصة بالإنقاذ في الولايات المتحدة ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين ليرتفع من 200 طائرة عام 1988 إلى 668 طائرة في عام 2008. وفيما بدا وكأن رجال طواقم طائرات الإنقاذ نذروا أنفسهم لإنقاذ الناس، إلا أنهم أصبحوا الأكثر تعرّضاً للأخطار بسبب العيوب التصنيعية في طائراتهم ذاتها. ويتعيّن على هؤلاء أن يحلقوا بأقصى سرعة بطائراتهم ويتجهوا نحو مواقع الحوادث التي غالباً ما تكون بعيدة أو مظلمة أو تقع في مناطق تصعب المناورة فيها، ويتعيّن عليهم أحياناً الهبوط على أرض غير مناسبة أو في الحقول والبساتين أو في الشوارع المكتظة من أجل الوصول إلى الضحايا. وإذا كان هذا كله يعني أن طائرات الإنقاذ تمثل القطاع الأكثر انطواء على الأخطار في صناعة الطيران برمتها، إلا أنها تعمل الآن بأقل قدر من هوامش الأمان وبدون قوانين كافية لضمان السلامة. ويقول لين لونسفورد الناطق باسم الإدارة الفيدرالية للطيران “يعد الربّان المسؤول الفعلي عن سلامة الطائرة؛ وهو الذي يقرر ما إذا كان من الممكن التقدم إلى الأمام أم التراجع”. ويفسّر الخبراء هذه المقولة بأن لونسفورد يعتبر وقوع الحوادث من مسؤولية الربّان فقط. إلا أن هذا الحكم ينطوي على بعض التجنّي طالما أن الأسباب الحقيقية وراء حادث سقوط طائرة الإنقاذ في ولاية تينيسي ومازالت مجهولة. وما زالت الهيئة الوطنية لسلامة النقل في الولايات المتحدة تتحفظ على نشر تقريرها حول هذه الأسباب. إلا أن تقارير صحفية محلية تحدثت عن أن الطائرة واجهت عاصفة هوجاء مفاجئة فسقطت في الحال. وحدث ذلك قبل ساعة من شروق الشمس فيما اتفقت آراء الشهود على أن من الحمق الكبير الإقلاع بأية طائرة في مثل هذه الظروف الجوية السيئة. وبالرغم من ذلك، تبقى هناك الكثير من الشكوك حول أسباب سقوط الطائرة، فلقد سجل 149 حادثاً لسقوط طائرات الهليكوبتر الخاصة بالإسعاف منذ عام 1998 في الولايات المتحدة أدت إلى مصرع 140 من أفراد طواقم الإنقاذ وجرح العشرات. ويبدو من هذه الأرقام أن هذه الصناعة التي تهدف أصلاً لإنقاذ الناس، تنطوي على أعلى معدلات الحوادث القاتلة من بين كافة فروع صناعة الطيران التجاري. وتجمع تقارير الخبراء على أن العمل مع طواقم الإنقاذ في طائرات الهيليكوبتر هو المهنة الأكثر انطواءً على الخطر من بين كافة المهن الأخرى في الولايات المتحدة. وتفوق معدلات التعرض للأخطار في هذه المهنة النبيلة تلك التي تميّز مهناً أخرى تشتهر بخطورتها كصناعة الصيد البحري والعمل في مصاهر الفولاذ. ولقد أثارت هذه الحوادث الكثير من الاهتمام في عالم الصحافة والإعلام وأيضاً على مستوى الوكالة الفيدرالية للطيران التي تعتزم إعادة النظر في القوانين التي من شأنها أن تضمن هوامش أوسع للسلامة في صناعة طائرات الهليكوبتر الخاصة بالإنقاذ والطوارئ. عن مجلة “بوبيولار ميكانيكس”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©