الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«رجينيرون» و«سانوفي» تخفضان سعر «براليونت» 6 آلاف دولار

«رجينيرون» و«سانوفي» تخفضان سعر «براليونت» 6 آلاف دولار
16 مارس 2018 20:31
يعتزم منتجو عقار مخّفض للكولسترول، باهظ الثمن، تقديم حسم على سعره يصل إلى 69%، مقابل أن توسع شركات التأمين نطاق استخدامه، بحيث يشمل مزيداً من المرضى. وقالت شركتا «رجينيرون» و«سانوفي»: «إنهما تسعيان لإعادة التفاوض حول تعاقداتهما مع شركات التأمين لخفض سعر عقار «براليونت» إلى ما يتراوح بين 4.500 دولار إلى 8000 دولار سنوياً للمريض الواحد، بدلاً من السعر الحالي الذي يصل إلى 14.600 دولار سنوياً. ويستند السعر الجديد إلى تحليل أجرته مجموعة مستقلة غير هادفة للربح اسمها «معهد المراجعة الإكلينيكية الاقتصادية». ووضع التحليل في الاعتبار بيانات التجارب الإكلينيكية الأخيرة التي أظهرت أن عقار «براليونت» يقلص احتمالات وفاة مرضى الكوليسترول بنسبة 15%، مقارنة مع عقاقير أخرى أقل فاعلية، وذلك عند إجراء تجارب واسعة النطاق على مرضى تجاوز معدل الكوليسترول لديهم النسب الصحية برغم أنهم يتلقون العلاج. ويعكس استعداد «رجينيرون» و«سانوفي» خفض سعر العقار بهذا الشكل الحاد، الضغوط المتزايدة التي يواجهها عدد من مصنّعي الأدوية. وتفرض شركات التأمين قيوداً صارمة على صرف عقار «براليونت» إلا في أضيق الحدود، بسبب ارتفاع ثمنه، إذ لا يُصرف إلا بعد أن يجرب المريض أدوية أخرى بديلة، كما يُلزم الأطباء باستيفاء أوراق كثيرة تثبت أن المريض بحاجة لهذا الدواء بالذات. ونتيجة لذلك لا تتمكن الغالبية العظمى من المرضى ممن يوصف لهم «براليونت» في نهاية المطاف من صرف الدواء بالفعل، كما يقول ليونارد شلايفر الرئيس التنفيذي لـ«رجينيرون». ويضيف شلايفر «يمثل تحليل المجموعة المستقلة تقييماً منصفاً لقيمة براليونت لصحة المرضى، وهذا يكفي، نحن مستعدون للتعامل مع هذا النطاق السعري بشرط أن يوافق المشترون على إزالة الحواجز المنيعة التي تحول من دون وصول الدواء فعلياً إلى المرضى». وعندما طرح «براليونت» في الأسواق للمرة الأولى عام 2015 كان العقار الأول من نوعه، الذي تختلف طريقة علاجه عن العقاقير الأخرى المخفضة للكوليسترول، وذلك بأنه يمنع إفراز بروتين «بي سي إس كي9»، وتوقع المحللون والمستثمرون أن يتصدر هذا النوع من العقاقير المخفضة للكوليسترول السوق بإجمالي مبيعات يتجاوز المليار دولار سنوياً. ومن العقاقير المنتمية للمجموعة نفسها كذلك دواء «ريبثا» الذي تنتجه شركة «أمجن». إلا أن فئة العقاقير تلك سرعان ما خيبت آمال المستثمرين، بعد أن خفضت شركات التأمين حالات صرفها للمرضى إلى حدود الدنيا. وطبقاً لدراسة أجرتها شركة «أمجن» فإن 35% فقط من المرضى، الذين وُصف لهم عقار مانع لإفراز البروتين «بي سي إس كي9»، تلقوا موافقة من شركة التأمين على صرفه. وبلغت مبيعات «رجينيرون» و«سانوفي» من «براليونت» في السوق الأميركية 131.4 مليون دولار العام الماضي، بينما بلغت مبيعات «أمجن» الأميركية من عقار «ريپاثا» 225 مليوناً. وقال دكتور شلايفر: «إن نسبة الحسم التي ستحصل عليها شركات التأمين تتوقف على درجة تخفيف كل شركة للقيود المفروضة على صرف الدواء». وتطالب الشركتان المنتجتان تحديداً أن تخفف شركات التأمين ضغوط صرف العقار للمرضى الذين يواجهون خطر الموت بنسبة أعلى، مثلاً، من عانوا أزمة قلبية في العام المنصرم، أو من يرتفع مستوى الكوليسترول لديهم أكثر من النسبة المعتمَدة طبياً، برغم تناولهم العقاقير الأخرى المخفضة للكوليسترول المتاحة في السوق، وقد خفض عقار «براليونت» خطر الموت بنسبة 29% في التجارب الإكلينيكية التي عرضت نتائجها بالتفصيل خلال الاجتماع السنوي للكلية الأميركية لطب القلب. وكانت هذه التجارب الإكلينيكية الأولى التي أظهرت انخفاضاً إحصائياً كبيراً في مستويات الموت بفضل العقارات المانعة لبروتين «بي سي إس كي9». وعند مطالعة تلك النتائج، خلصت المجموعة المستقلة لتسعير الدواء إلى أن النطاق السعري يجب أن يتراوح من 4.500 دولار إلى 8.000 دولار إذا ما اقتصر استخدام الدواء على المرضى ممن انخفضت احتمالات الموت بينهم بنسبة 29%. أما إذا ما اتسع نطاق الاستخدام ليشمل كل المرضى المنخرطين في التجربة فسيتراوح النطاق السعري من 2.300 دولار إلى 3.400 دولار سنوياً. ويقول ستيفن بيرسون، رئيس المجموعة المستقلة لتسعير الدواء: «إن اتجاه «رجينيرون» و«سانوفي» للقبول بالنطاق السعري المقترح يعكس نزعة للتثبت من دقة وعدالة التسعير الدوائي، وهي دعوة لكل الشركات المنتجة للأدوية لأن تسعّر منتجاتها وفق قيمتها للمرضى لا وفقاً لما سيتحمله السوق». وأضاف بيرسون: «هذا لم يكن ليحدث قبل 3 أو 4 سنوات»، وأردف أن شركات أخرى قد تحذو حذو الشركتين المذكورتين. وتقبل بتوصيات المجموعة بشأن النطاق السعري لمنتجاتها. لكن هذا سيتوقف على مبيعات «براليونت» إن كانت ستتجاوب مع السعر الجديد بالسلب أم بالإيجاب». وقال: «إن النقاش يجب أن يدور حول ما إذا كانت الأسعار الموائمة للقيمة تمثل سياسة سوق ناجحة أم لا. يجب إثبات أن هذا نموذج تجاري ناجح. وليس واضحاً بعد ما إذا كانت الحسومات المزمعة جاذبة بما يكفي لشركات التأمين».ويقول ستيف ميلر، المسؤول الطبي الأول في شركة «إكسبريس سكريبتس» القابضة للتأمين الدوائي: «إن شركته متشوقة لدراسة المقترحات الجديدة، ولإعادة النظر في معاييرنا، للتأكد من أنها لا تزال مناسبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©