الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوصل يدفع ثمن عدم الاستقرار في موسم «الجفاف»

الوصل يدفع ثمن عدم الاستقرار في موسم «الجفاف»
12 يونيو 2009 01:34
على الرغم من أن الاستعدادت للموسم الأول للمحترفين اتخذت طابعاً استثنائياً بنادي الوصل ابتداء بسلسلة من التعاقدات والتغييرات الواسعة على صعيد الأجهزة الفنية واللاعبين وانتهاء بمعسكرين خارجيين بسويسرا في بداية الموسم، وقطر في فترة التوقف الأولى مع المشاركة بدورة دولية ودية ضمت العديد من الفرق العربية القوية في المعسكر السويسري إلا أن بداية الفريق الأول لكرة القدم جاءت متعثرة في أول دوري للمحترفين ليس بسبب النتائج، ولكن بسبب قرار مفاجئ بالاستغناء عن المدرب التشيكي يوروسلاف بيرانيك في مذبحة مبكرة كانت الأولى للمدربين في المسابقة، ثم سرعان ما تخبط الفريق وتدهورت النتائج واستمرت التغييرات بلا توقف طيلة الدور الأول دون جدوى إلى أن استقر الفريق عند المركز السابع في نهاية الأمر وخرج من الدور الثاني لكأس صاحب السمو رئيس الدولة ومن الدور الأول لكأس الرابطة وهو الحصاد الذي لا يناسب طموح الوصل بعدما ذاق طعم الثنائية قبل ثلاثة مواسم عندما أحرز الدوري والكأس معاً ولم يعرف من بعدهما طريق التتويج. وبالنظر إلى حصاد الموسم المنتهي يمكن حصر مجموعة من الأسباب التي وقفت وراء سقوط الفريق، أولها الإفراط الشديد في تغيير الأجهزة الفنية والذي وصل إلى خمسة تغييرات في نصف موسم وهو رقم قياسي غير مسبوق، وثانيها الاختيارات غير الموفقة للاعبين الأجانب، وأخيراً الفشل في تكوين هيكل ثابت للفريق على مدار الموسم سواء بسبب التغييرات الكثيرة التي ظلت تطرأ على التشكيلة الرئيسية من واقع التعاقدات المحلية والأجنبية المتوالية أو بسبب سلسلة غير عادية من الإصابات والإيقافات عاناها الفريق على مدار الموسم. البداية ترجع إلى فترة الإعداد التي سبقت انطلاق الموسم عندما قررت إدارة الوصل تغيير المدرسة البرازيلية التي لاقت معها نجاحاً ملحوظاً وذاقت طعم الثنائية فاستغنت عن المدرب البرازيلي زي ماريو بعد خلافات حول التوجهات الرئيسية خاصة بشأن التجديد والإحلال في الفريق حيث كانت الإدارة ترى ضرورة الاستعانة باللاعبين الشباب الصاعدين من أبناء الوصل أعضاء منتخبات الشباب والناشئين فيما كان المدرب يرى ضرورة الاستعانة بذوات الخبرة مع منح الصاعدين فرصاً متدرجة إلى حين اكتمال الخبرة وفي النهاية ذهب المدرب وحل محله التشيكي بيرانيك الذي أعلنت إدارة النادي اختياره على ضوء بحث دقيق ولم يلبث غير مباراتين فقط ثم تعرض للإقالة وأعلن الوصل حينها أن السبب يرجع إلى عدم القناعة بالمدرب على الرغم من النتائج غير السيئة وأنه لو استمر لكانت العواقب وخيمة. وتولى المساعد هوراك قيادة الفريق لمباراة واحدة خسرها أمام الجزيرة 3/2 خارج أرضه ثم جاء التغيير الثالث فأعلن الوصل عن التعاقد مع المدرب الكرواتي ستريشكو الذي خاض مع الفريق 7 مباريات لم يحصد خلالها غير 8 نقاط من فوزين وتعادلين ولحقت بالفريق في عهده 4 هزائم بينها هزيمة قاسية أمام الظفرة 6/2 كانت أكبر هزائم الفريق خلال الموسم كما قاد ستريشكو الفريق للخروج المبكر من كأس صاحب السمو رئيس الدولة الأمر الذي أثار غضب الجماهير حتى اعتصمت داخل النادي فكان نصيبه الإقالة بعد الأسبوع العاشر للدوري وحل محله المدرب الوطني خليفة مبارك الذي تحسنت معه النتائج بصورة ملحوظة في مسابقة كأس الرابطة وأحرز ثلاثة انتصارات متعاقبة ثم استقال لخلافات في وجهات النظر مع إدارة النادي ليصل الفريق إلى التغيير الخامس والأخير ويعود التشيكي هوراك مدرب الرديف لقيادة الفهود حتى نهاية الموسم ويعلن النادي قبل النهاية عن العودة للمدرسة البرازيلية مع بداية الموسم القادم ويتعاقد مع المدرب الجديد جيماريش. وعلى سبيل الحصر أيضاً يمكن رصد تغيير اضطراري آخر على الجانب الإداري حيث رحل بعد قليل من بداية الموسم مدير الفريق إسماعيل راشد ليتولى مهمة مدير المنتخب الأول وحل محله منذر علي لفترة وجيزة قبل أن يأتي الوصل بمدير جديد هو بدر حارب ويعمل منذر إدارياً. وإذا كانت تغييرات الأجهزة الفنية والإدارية على هذا النحو، فقد تكرر الموقف مع المحترفين الأجانب عندما استغنى الوصل عن الهداف البرازيلي دياز ولم يسجل مواطنه الشاب روجيرو في القائمة وحل محلهما الإيفواري زيكا جوري والإيراني إيمان مبعلي فلم يقدما شيئاً يذكر ورحل زيكا بعد الأسبوع العاشر ثم جاء الإيطالي فابيو في مركز المحور الدفاعي على الرغم من حاجة الفريق الماسة إلى مهاجمين فلم يكن أحسن حالاً. وازداد الأمر سوءاً بكثرة التغييرات المحلية وعدم ثبات التشكيل مع عدم القدرة على استثمار الوافدين الجدد.. وكان الوصل قد أعلن في البداية عن التعاقد مع وليد مراد القادم من النصر ويوسف حسن القادم من الشعب ثم أعلن عن خمسة تغييرات أخرى في فترة الانتقالات الشتوية مع ثلاثي العين علي مسري وجمعة عبد الله وفاضل أحمد إضافة إلى المهاجم سعيد الكأس والجناح الأيسر يوسف عبد العزيز ولم يستثمر الوصل أغلب هذه المجموعة على الوجه الأمثل حتى أن وليد مراد لم يلعب أساسياً سوى في مباراتين فقط وتم نقله إلى صفوف الرديف منذ الأسبوع التاسع، ولم يشارك يوسف عبد العزيز أساسياً سوى في مباراة واحدة، كما لم يشارك يوسف حسن أساسياً إلا في 5 مباريات، وضرب الفريق رقماً قياسياً في الغيابات بسبب الإيقافات والإصابات مما زاد الأمر تعقيداً والفريق تشتيتاً وافتقر أغلب الوقت إلى هيكل ثابت يمكن من خلاله تحقيق عناصر التفاهم والانسجام بين اللاعبين بعضهم البعض، أو حتى بينهم وبين المدرب ولم يستقروا على فكر واستراتيجية فنية ثابتة واضحة المعالم فكان طبيعياً أن يخرج الوصل بخفي حنين من سنة أولى احتراف. هوراك يتساءل: ماذا تفعل لو كنت مكاني؟ برر هوراك مدرب الفريق الذي قاد الوصل خلال النصف الثاني للموسم تراجع النتائج بسببين رئيسيين، أولهما افتقار الفريق إلى عدد كاف ونوعية ممتازة من المهاجمين إضافة إلى الغيابات المتوالية التي كان الفريق سيء الحظ فيها. أضاف أنه في بعض المباريات لاسيما خلال الربع الأخير من المسابقة لم يكن يملك على دكة الاحتياطيين مهاجماً بديلاً واضطر في بعض المباريات للدفع بلاعبين من الوسط في المراكز الهجومية لسد النقص خاصة بعد أن أصيب المهاجم الشاب راشد عيسى وغاب سعيد الكأس للإيقاف ولم يبد وليد مراد رغبة في الاستمرار مع الفريق وهبط إلى صفوف الرديف معظم الموسم. وأكد هوراك أن الفريق كان بالفعل يفتقد إلى لاعب هداف ومهاجم أجنبي قادر على ترجمة الجهد إلى نتيجة وكم من مباريات تفوق فيها الوصل ثم خرج متعادلاً أو مهزوماً لعدم القدرة على الترجمة والافتقار إلى اللمسة الأخيرة أمام مرمى المنافس علماً بأن الكرة ما هي إلا فرص فإذا استثمرتها فزت وإن لم تفعل خرجت مهزوماً ولو كنت الأفضل. وقال هوراك إن الفريق حصل على عدد قياسي من البطاقات الملونة خلال النصف الثاني من الموسم وتوالت الغيابات بصورة مؤثرة خاصة بعد مباراة عجمان فلم نستطع اللعب بفريق واحد أو تشكيل ثابت أغلب الوقت وحاولت قدر استطاعتي التغيير في الخطط والمعطيات الفنية لمواجهة الأمر لكن ذلك على ما يبدو لم يكن كافياً خاصة مع وقوع إصابات كثيرة في صفوف الفريق وأبرزها للإيطالي فابيو وراشد عيسى كما غابت عناصر مؤثرة بسبب الإيقاف مثل ماجد ناصر وعلي مسري وعيسى علي وسعيد الكأس. وأضاف هوراك أن العامل النفسي كان مؤثراً أيضاً فكانت النتائج غير المواتية على الرغم من الأداء الجيد تصيب البعض بالإحباط وحاولت الخروج باللاعبين من هذا الشعور وعملنا على الجوانب النفسية ربما بنفس القدر الذي عملنا به على المستوى الفني لكن النتائج لم تساعدنا بعد ثلاث مباريات من الدور الثاني نظراً لتوالي الغيابات والنقص الشديد في الصفوف.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©