الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الشعبية تعود للحياة في المهرجانات التراثية

الألعاب الشعبية تعود للحياة في المهرجانات التراثية
25 فبراير 2013 20:16
هناء الحمادي (أبوظبي) - استطاعت ميثاء جمعة طالبة بالصف السادس، أن تتقن الكثير من الألعاب الشعبية التي تنظم في المهرجانات التراثية من بينها لعبة «الصقلة»، و«جنة ونار»، و«لعبة الحِبيل»، التي تعتمد على المهارة والمقدرة والتوازن لما فيها من تنافسية حركية، فميثاء تنتقل كالفراشة الصغيرة لتتقن كل يوم لعبة شعبية قديمة مارسها الكثير من الفتيات في الماضي. تشعر ميثاء بالسعادة والسرور حين تختارها معلمة التربية الموسيقية للمشاركة في تلك المهرجانات التراثية المدرسية، والتي تجد في تلك الألعاب، كما تصفها ميثاء، شعوراً بالتعاون والألفة والمحبة والتنافس، قائلة «أنتظر تلك المهرجانات التراثية بفارغ الصبر لأني أصبحت أعشق ألعابنا القديمة أكثر من الألعاب الإلكترونية». وعن الألعاب الشعبية القديمة التي تعود للحياة في المهرجانات التراثية، يوضح الباحث الإماراتي عبدالله علي الطابور، أن تلك الألعاب كانت مرآة تنعكس من خلالها ملامح الحياة الاجتماعية بكل مافيها من قيم ومفاهيم، فقد مارس الصبية في «الفرجان» تلك الألعاب واستلهموا من اللعبة ثقافتهم ومعارفهم، مبينا أن ألعاب أيام زمان لم تكن مجرد وسيلة لهو وعبث، بل كانت وسيلة تربوية وتعليمية وتثقيفية وتدريبية، كما تعد إحدى معالم الإرث الثقافي والتاريخي وأحد الشواهد الحضارية القديمة لأي مجتمع، باعتبارها تظل في الذاكرة وتختزنها الأجيال المتلاحقة، وعلى الرغم من هيمنة الألعاب التقنية الحديثة وتعدد أشكالها وأنواعها، إلا أن الحنين لممارسة الألعاب القديمة يشد تلابيب الكثيرين للعودة لجماليات الماضي، وهذا ما يؤكد حضور تلك الألعاب الشعبية القديمة في ثرائها وتنوعها الواسع في الكثير من المهرجانات الشعبية التي تنظم على أرض الدولة، والتي تحرص كل الحرص الكثير من المؤسسات والجهات الحكومية والمدارس على إبرازها في كل المحافل التراثية. وأضاف الطابور، أن للإلعاب الشعبية في دولة الإمارات مواعيد ومواسم وأوقاتاً، فهي عادة ما تمارس في وقت الفراغ، وخاصة بعد العصر، وبعضها يمارس في الليالي المقمرة، وتنقسم الألعاب تبعا لمواعيد ممارستها إلى ألعاب شتوية وأخرى صيفية، وألعاب القيظ زيادة على الألعاب اليومية غير الموسمية، وهي التي تمارس طوال أيام السنة، مبينا أن تلك الألعاب تمارس في أيام الأعياد السنوية كما تنتشر في شر رمضان بعد صلاة التراويح. وأكد الطابور أن ميزة تلك الألعاب الجماعية أنها ذات شروط وقوانين وأصول، أما الألعاب الفردية فغير مقيدة بشرط، موضحا أن الألعاب الشعبية في الإمارات لا تختلف كثيرا عن الألعاب العربية القديمة، كما أنها لا تختلف عن ألعاب منطقة الخليج والجزيرة العربية. ويوضح الطابور قائلاً: «تعد اللعبة الشعبية فناً من فنون التراث الشعبي لسكان الإمارات، تمارس في سبيل المنافسة والمرح بين الصبيان والفتيات، ويمكن وصف اللعبة بأنها حصيلة ثقافية موروثة ذات جذور تاريخية وذات فوائد ومزايا، وهي تمارس بأسلوب وطريقة معينة تعكس الجو النفسي لمحيط اللعب. وعن أهم الألعاب التي يمارسها الأطفال حتى الآن، يذكر الطابور أنها عديدة وكثيرة وقد يصل عددها إلى أكثر من 25 لعبة شعبية منها «لعبة البراميل، التيلة، حاسوم باسوم، الصقلة، خوصة بوصة، الدسة، الرنج، وشبره أمره، وغيرها الكثير من الألعاب التي يمارسها الصبيان والبنات. ولإحياء تلك الألعاب الشعبية غير التي تنظم في المهرجانات الشعبية التراثية، يتمنى الطابور تدريسها في المدارس، وتعويد الأطفال في المرحلة التأسيسية على ممارستها وإدخالها ضمن المناهج الدراسية، وضمن الأنشطة الرياضية في النوادي، كذلك يمكن نشر هذه الألعاب الشعبية عن طريق تخصيص العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية للحفاظ على هذه الألعاب، وتقديمها للناس بصفة عامة، والناشئة بصفة خاصة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©