الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دروس الفشل في تونس

دروس الفشل في تونس
25 فبراير 2013 19:14
دروس الفشل في تونس يقول عبدالوهاب بدرخان: عندما طرح حمادي الجبالي تشكيل "حكومة كفاءات"، أراد أن يقول إنه تعلم شيئاً من السنة التي أمضاها رئيساً للحكومة الأولى بعد الانتخابات الأولى بعد الثورة في تونس. تعلم أن البلاد بحاجة إلى وزراء أصحاب اختصاص لإدارة شتى القطاعات، أكثر مما تحتاج إلى سياسيين مهتمين بمصالح أحزابهم المشاركة في الائتلاف الحكومي. وقد شهد "الجبالي" طوال الشهور الماضية وقائع التآكل والتعفن السريعين، سواء في علاقات الثلاثة (النهضة، المؤتمر من أجل الجمهورية، والتكتل من أجل الحريات والتغيير)، أو في أوضاع كل حزب على حدة. فـ"المؤتمر" بزعامة رئيس الجمهورية أصيب بتصدعات عدة، و"التكتل" بزعامة رئيس المجلس التأسيسي انهارت شعبيته، أما "النهضة" الذي حافظ على تماسكه فاشتد الصراع والتنافر بين أجنحته الثلاثة. لذلك وقع عنوان "حكومة الكفاءات" وقوع الصاعقة على الوسط الحكومي، بالأحرى "النهضوي"، خصوصاً أنه جاء من الأمين العام للحزب. والأخطر أنه يفترض مراجعة وتقويماً مفادهما أن حكومة سياسية لا تعتبر مفيدة، فضلاً عن أنها لا توحي بالثقة، لا في الداخل ولا في الخارج، وقد تبين بوضوح أن التفويض الذي منحته صناديق الاقتراع لم يكن كافياً لإشاعة الهدوء والوئام والاستقرار، وهي شروط ضرورية للحصول على قروض ومساعدات لإنهاض الاقتصاد وإحياء التنمية. استهدف الجبالي إحداث صدمة، تحديداً في صفوف حزبه، الذي يعتبر عموماً بمثابة الحزب الحاكم، لإيقاظه من زهو الهيمنة وإنذاره بأن منهج الحكم يلزمه علاج وتصحيح. أميركا والصين... ما وراء المحور يرى "كيفين رود" رئيس وزراء أستراليا السابق ووزير خارجيتها من 2010 -2012 أن مهام آسيا المركزية في العقود القادمة هي: تجنب مواجهة كبرى بين الولايات المتحدة والصين، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي الذي عزز الرخاء الإقليمي، وهذه المهام صعبة، بيد أنها قابلة للتحقيق مع ذلك. وسيتطلب ذلك من الطرفين فهم بعضهما بعضاً تماماً، والتصرف بهدوء في وجه الاستفزازات المتعددة، والتعامل مع القوى المحلية والإقليمية، التي تعمل على توسيع هوة الخلاف بينهما. وسيتطلب هذا بدوره علاقة أكثر عمقاً، وأكثر مؤسسية، تتبلور في إطار يقبل حقائق التنافس، وأهمية التعاون، وحقيقة أن التنافس يعني استبعاد كل طرف للآخر. ومثل هذه المقاربة الجديدة، يجب أن تمنح - فضلا عن ذلك - تأثيراً عملياً من خلال أجندة محددة ومنتظمة تقوم على اللقاءات المباشرة والدورية بين قادة البلدين. مواطن «كوزموبوليتاني»! استنتج أحمد المنصوري أن تأثير العولمة على المجتمعات يتجاوز حدود الاقتصاد والتجارة الدولية، ليشمل كافة جوانب التفاعل الحضاري والثقافي والقيمي، حتى أصبحت العولمة أكثر الظواهر البشرية إثارة للجدل بين السياسيين والاقتصاديين والمفكرين وعلماء الدين والإنثربولوجيا. وإن كانت العولمة كفكرة اقتصادية وُلدت من رحم تفوق وسيطرة النظام الرأسمالي العالمي، فهي تعني أيضاً حرية تنقل الأفكار والمعتقدات وأسلوب الحياة على وجه الأرض من غير أن تحدها حدود جغرافية، أو أن تعترف بالخصوصيات الثقافية، بعد أن أصبحت المصالح الاقتصادية كلمة السر التي تفتح جميع الأبواب. طوال العقد الأخير من القرن الماضي، شغلت ظاهرة العولمة بال المفكرين العرب الذين أسهبوا في التحليل والنقد والتطرق إلى كيفية التعامل مع تحدياتها والاستفادة من إيجابياتها ودرء مخاطرها. وبعد أن تجاوزنا العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لا نزال كعرب نتعامل مع العولمة بالأدبيات السابقة نفسها، لأننا لسنا فاعلين في هذا الحراك العالمي، كوننا نستهلك أكثر مما ننتج بعد أن أصبحت أوطاننا أسواقاً مفتوحة لمنتجات الآخرين! إن إفراطنا في السلوك الاستهلاكي مقابل محدودية الإنتاج لا يظهر فقط في إطار السلع الاستهلاكية والبضائع، وإنما يشمل الأمر أيضاً المنتج العلمي والفكري والثقافي، حتى أصبح مقياس تحضرنا هو مدى قدرتنا على تطبيق تجارب المتقدمين في العلوم والإدارة والتعليم والصناعة والحوكمة. فمنذ قرون هم رواد الحضارة والتقدم، ومن يرد أن يجد لنفسه موطئ قدمٍ راسخ في هذا العالم يجب أن يتعامل مع نُظمهم وقوانينهم ويستخدم أدواتهم فالقوي هو الذي يضع قواعد اللعبة... وأصبح من غير المجدي، بل من إضاعة الوقت، التغني بأمجاد الماضي والعصور الذهبية لتفوق العرب والمسلمين حضارياً، في الوقت الذي نزداد فيه فرقة وتشرذماً واختلافاً. آفاق التصحر الفكري العربي! استنتج سـالـم سالمين الـنعيمـي أن أزمة الفكر في العالمين العربي والإسلامي أزمة مفصلية ومعالجتها ستستمر لقرون. ولكن لا بد من أن نبدأ، فالمفكرون الحقيقيون أصبحوا عملة نادرة في هذا الجزء من العالم. ويطلق لدينا على من يحصل على مؤهلات علمية عالية أو يعمل في إحدى الجامعات أو أحد المراكز البحثية أو يمتهن الأدب أو الصحافة أو الكتابة بصورة عامة أو يحتل مناصب مرموقة لقب مفكر، بالرغم أن كل ما يتكلم عنه معظمهم، يندرج ضمن شؤون الحياة اليومية على مختلف الأصعدة، وفي شتى المجالات أو سياسات واستراتيجيات دولهم أو مؤسساتها أو رجالاتها أو تأثير ما يجري من أمور في عالم السياسة والاقتصاد والأدب والفن والرياضة ... الخ في دول العالم المختلفة أو نقد عمل ما أو شخص ما. نكسة «نصرالله» يقول د. طيب تيزيني: تتتالى المواقف القاسية المجحفة والمؤسفة، التي يتخذها «حزب الله» بقيادة نصرالله، حِيال سوريا المنتفضة من أجل الحرية والكرامة والعدالة. ومنذ المواقف الأولى على ذلك الطريق، رحتُ أتساءل: لماذا تلك المواقف تصدر عن نصر الله، الذي التقيته مع ثلة من المفكرين في أعقاب مؤتمر شاركت فيه ببيروت منذ بضع سنين، وكان بعنوان «الإسلام وأوروبا». كان مؤتمراً حافلاً بالنشاط العلمي التأريخي، استطعنا فيه - بحضور مجموعة من الباحثين المستشرقين الألمان - أن نضع بعض النقاط على الحروف ونجيب على بعض الأسئلة المطروحة في العالم الإسلامي خصوصاً ما يتصل منها بقضايا الأصولية والسلفية والظلامية والعلاقة بين التأويل ومقتضيات الحداثة، والمسائل المتصلة بالتعددية القرآنية... الخ. وكانت العلاقة بين أوروبا والإسلام والإصلاح قد نوقشت باستفاضة. تأملات في المنتدى العربي- الروسي يقول د. أحمد يوسف أحمد: شُغِفَ العرب طويلاً بالأطر الجماعية لعلاقاتهم الدولية، ونذكر في هذا الصدد الحوار العربي- الأوروبي الذي بدأ في أعقاب حرب أكتوبر عام 1973 بعد صدمة القرارات العربية إبان الحرب بحظر تصدير النفط إلى الدول المساندة لإسرائيل، وسرعان ما امتد الأمر إلى جوار العرب المباشر في أفريقيا، وعقدت في هذا الإطار أول قمة عربية- أفريقية في القاهرة في مارس عام 1977، وتفرعت عنها أطر عديدة لترتيب العلاقات العربية- الأفريقية التي بدا أن طرفيها يريدان لها أن تصبح بداية لتكامل عربي- أفريقي حقيقي، ثم أصبح تقليد الحوارات العربية الجماعية مع هذا الطرف أو ذاك تقليداً شبه شامل في علاقات العرب الإقليمية والعالمية، فنشأت أطر خاصة بالحوار والتعاون مع أميركا اللاتينية، والصين، وتركيا، وربما كان الاستثناء الوحيد في هذا الصدد هو إيران التي نذكر أن الأمين العام السابق للجامعة العربية ضمنها مقترحه لإنشاء رابطة للجوار العربي، ومع أنه كان حريصاً على أن يقرر أن إيران لن تدخل هذه الرابطة إلا بعد حوار يجري معها بشأن القضايا الخلافية بينها وبين العرب عامة ودول الخليج خاصة، إلا أن النفور كان واضحاً -وبالذات على الجانب الخليجي- من فكرة إنشاء رابطة تضم الدول العربية وإيران معاً. عادات العمل الفرنسية... سجال عبر الأطلسي رصد إدوارد كودي ما وصفه بمعركة نموذجية: موريس "الدب" تايلور، الرأسمالي الأميركي المليونير، الذي يملك شركة «تايتان إنترناشيونال» لصناعة الإطارات، يدخل في حرب كلامية مع آرنو مونتبورج، وهو سياسي اشتراكي فرنسي وسيم لقبه الحكومي معبر جداً: وزير النهوض بالإنتاج الصناعي. ففي سجال علني غير مألوف، تبادل الاثنان الإهانات حول عادات عمل الفرنسيين، الذين يعلقون أهمية أكبر، حسب المعتقدات الشعبية السائدة، على فترات الاستراحة ووجبات غداء طويلة منها على الإنتاج الفعال. إنه موضوع قديم ومسل، ولكنه اتخذ طابعاً ملحاً خلال العام الخامس من أزمة اقتصادية تعاني منها فرنسا وجيرانها الأوروبيون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©