هيفاء مصباح (دبي)
في تنقلاته ما بين نخيل الإمارات ودحنون فلسطين وثق الفنان الفلسطيني عبد الكريم السيد مسيرته الأربعينية في معرضه السادس عشر الذي حمل قصة وفاء لزوجته، ليأتي المعرض بعنوان «حبيبتي رحاب». وافتتح السيد معرضه أول أمس في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور سلطان صقر السويدي رئيس مجلس الادارة، وبلال البدور نائب رئيس مجلس الادارة وعدد من الاعلاميين.
وفي استهلال الرواق، يصادف الجمهور اللوحة الأولى، والتي تأمل خلالها الفنان ملامح تلك المرأة التي شاركته كل تفاصيل حياته فرسمها بالريشة والألوان، وتأتي اللوحات التالية لتعبر عن الأسير السياسي ورمزية الأسر، وينتقل التشكيلي الى التعبير عن الفقر والبؤس عبر باقة أخرى من أعماله المعروضة، ومن ثم يستطرد الى لوحات تحمل الهم الفلسطيني، فتارة نراه يعبر عن الشهيد، وفي لوحات أخرى يعبر عن الإحباط العام من الواقع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني خاصة، والعربي عامة.
ومن السياسية الى نشوة الطبيعة يتفاجأ الجمهور بمجموعة من اللوحات حول تحولات الطبيعة والربيع ممثلاً بالدحنون الفلسطيني الأحمر.
وفي لوحات أخرى، يحاول السيّد الخروج عن المربع الأول، الى التمرد والحرية وكسر الأغلال، زاهدا فيها بالألوان والتفاصيل الحسية للشخصيات، وفي مجموعة أخرى، عبر الفنان عن حنينه الدائم لوطنه الأم، وبدا البيت الكنعاني الفلسطيني بقبابه حاضرا، إضافة الى مجموعة من الشخوص التي رأى الفنان أنها تعيش في مدينة الأحلام، كذلك حملت لوحات أخرى صوراً من تراثيات الشارقة والنخيل والبحر.
لماذا «حبيبتي رحاب»؟ يؤكد السيد أن زوجته كانت خير مثال للأم الفلسطينية المثالية، فقد عايشت تجربته الفنية منذ أربعين عاما، موضحا «وقفت بجانبي رغم كل معاناتها، مسهلة أموري وداعمة لمشروعي الفني، ولرؤيتها الناقدة كفنانة تشكيلية دور كبير في انتاجي الفني، وما وصلت إليه من مكانة وتطور». وأشار الى أن المعرض يضم 75 لوحة تعتبر خلاصة تجربته على مدى أربعين عاما عاش خلالها في الإمارات.
وأكدت رحاب السيد أن هذا المعرض بمثابة السيرة الذاتية لزوجها، والتي حظيت بفرصة مشاركته تفاصيله كافة باعتبارهازوجة وأم أبنائه، كما أنها فنانة تشكيلية.
عدد اليوم
