الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

موبايل الجيل الرابع خدمات أفضل وسرعة أعلى

موبايل الجيل الرابع خدمات أفضل وسرعة أعلى
3 مايو 2008 01:03
في بداية القرن الجديد، فشل مشروع تطوير الجيل الثالث من الموبايل في إثارة اهتمام المستخدمين أو تحقيق الثورة التي كان ينتظر منه أن يشعلها في عالم الاتصال والتواصل بين البشر· ورغم الأداء التجاري الضيّق أو المحدود الذي حققه، فإن الحديث الذي استأثر باهتمامات المشاركين في (المؤتمر العالمي للموبايل) الذي نظم في برشلونة خلال شهر فبراير الماضي، تجاوزه تماماً ليتركّز على شبكات تشغيل موبايل الجيل الرابع· وتتميز شبكات الجيل الرابع بقدرتها التي ينتظر إطلاقها على المستوى العالمي، على نقل المعلومات المتدفقة بسرعة أكبر وبمقادير أضخم· وفيما تبلغ السرعة القصوى لنقل المعلومات في موبايل الجيل الثاني 9,6 كيلو بيت في الثانية (أو 1,2 كيلو بايت في الثانية)، وترتفع إلى 2,4 ميجابيت في الثانية (أو 0,3 ميجابايت في الثانية) في شبكات موبايل الجيل الثالث، إلا أنها تقفز إلى 20 ميجابيت في الثانية (2,5 ميجابايت في الثانية) في موبايل الجيل الرابع· وتعد سرعة تدفق البيانات في شبكات تشغيل الموبايل على جانب كبير من الأهمية لأن السرعة العالية تعني سهولة استخدام الأجهزة، واختصار زمن الانتظار للحصول على الخدمات المتنوعة، وارتفاع مستوى جودة الخدمات، وفتح المجال أمام طرح منتجات تطبيقية أمام المستهلكين لا يمكن تشغيلها في شبكات الجيلين الأول والثاني· وكان بعض الخبراء في مؤتمر برشلونة قد أشاروا إلى أن الخبرة المكتسبة حتى الآن في تكنولوجيا الجيل الثالث ليست مشجعة، وقد لا تسهم كثيراً في إنجاح مشروع إطلاق الجيل الرابع· وبعد مضي نحو سبع سنوات على طرح مزادات تشغيل الجيل الثالث في بريطانيا، لم يتعدَّ عدد المشتركين بخدماته 7,8 بالمئة من مجموع المستهلكين· وبدا وكأن الغالبية العظمى من المشتركين فضلوا عدم دفع فواتير ثقيلة لتحقيق مكاسب إضافية لا يجدونها بالغة الأهمية ومنها السرعة الإضافية المتواضعة للتشغيل والحصول على مجموعة من الخدمات ذات الصفة الابتكارية وأهمها الرؤية المتبادلة لصور الفيديو للمتحادثين مع بعضهما البعض بشكل فوري بالإضافة الى بث المعلومات وفق تدفق عال يسمح بتبادل الملفات والصور وحتى أفلام الفيديو عبر أجهزة الموبايل· وفيما ترتفع نسبة المشتركين في خدمات الجيل الثالث في إيطاليا إلى 20 بالمئة، وتتجاوز 50بالمئة في اليابان، إلا أن الغالبية العظمى من مستخدمي الموبايل في العالم لم يجدوا فيه التطبيقات أو الخدمات الخارقة التي تستحق دفع الفواتير الباهظة للحصول عليها· ومن بين أهم المزايا التي كان يُنتظر من تكنولوجيا الجيل الثالث تحقيقها، زيادة القدرة على استظهار مواقع الإنترنت على شاشة الموبايل بطريقة سريعة وبوضوح عالٍ، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف؛ وظهرت خدمات الإنترنت على الأجهزة اليدوية بطيئة الأداء، صعبة التشغيل· ويتم تشغيل خدمات الجيل الرابع وفق تقنيتين مختلفتين؛ تدعى الأولى (واي ماكس) طىحفٍّ، ويطلق على الثانية الاسم المختصر (إل تي إي) جش· ولا تكاد توجد بين التقنيتين إلا فوارق تقنية ضئيلة، إلا أن الشركات انقسمت بين مؤيدة لهذه أو لتلك· ومن أشهر الشركات التي تدعم تقنية (واي ماكس) كل من (إنتل) و(موتورولا)، فيما تتبنى كل من (نوكيا- سيمنز نيتووركس) و(إريكســـون) تقنــــية (إل تي إي)· ولا يكون من الصواب الاعتقاد بأن هذا الاختلاف في تبنّي تكنولوجيات التشغيل يمكن أن تندرج ضمن الأمور السلبية، بل إن تنافس كل من الطرفين في تطوير التكنولوجيا التي يتبناها سوف يعجّل في ابتداع خدمات جديدة يستفيد منها المستهلكون في نهاية المطاف· ويقف في الصف الثاني من قائمة منتظري تكنولوجيا الجيل الرابع، المشغّلون أو المستثمرون لخدماتها· ويرى الخبراء أن هؤلاء الذين سبق لهم أن أنفقوا مليارات الدولارات في محاولات استثمار تكنولوجيا الجيل الثالث، سوف يختارون هذه المرة تكنولوجيا (إل تي إي) باعتبارها تمثل (الجيل الثاني من تكنولوجيا الجيل الثالث)، وهذا يعني أنهم يفضلون التكنولوجيا التي سبق لهم التعامل معها بدلاً من تكنولوجيا (واي ماكس) التي يجهلون الكثير عنها· كما أن اعتماد تكنولوجيا (إل تي إي) سيكون أقل تكلفة من تكنولوجيا (واي ماكس) التي سيبدأون معها من نقطة الصفر· والآن، تعجّ شركات التشغيل بالخبراء الذين اعتادوا العمل بنظام الجيل الثالث، وهم الأكثر قدرة على التعامل مع تكنولوجيا (إل تي إي)· ويضاف إلى كل ذلك أن شركات التشغيل تتعرض لضغوط قوية من الشركات الكبرى لصناعة الموبايل من أجل دفعها لتبنّي تكنولوجيا (إل تي إي)· وليست التكنولوجيا بحدّ ذاتها إلا جزءاً من القصة لأن الأمر المهم يتعلق بالطلب والإقبال من قبل المستهلكين· وأصبح المشغّلون يدركون الآن الحقيقة المرّة من أن أحد أسباب الفشل في حصد العوائد التي كانوا ينتظرونها من إطلاق خدمات الجيل الثالث يتعلق بالتوقيت الزمني غير المدروس وحيث كانت قلّة قليلة من الناس فحسب ترغب في الاستفادة منها؛ إلا أن الأمور تبـــدو الآن مخــــتلفة تماماً· وأظهرت دراسة حديثة أن (الشباب الرقميين) الذين ولدوا وعاشوا مع هذه التكنولوجيات المتقدمة، سيرحبون بتكنولوجيا الجيل الرابع بعد أن استشعروا الحاجة للمزيد من سهولة التشغيل عند استخدام الإنترنت اللاسلكية· وتوقعت شركة برينشتاين للدراسات أن يقفز إجمالي القيمة السوقية لخدمات تناقل البيانات عبر الإنترنت اللاسلكية ذات الحزمة العريضة إلى أكثر من 40 مليار يورو (65 مليار دولار) سنوياً بحلول عام ·2012 ولا يشك الخبراء في أن إطلاق خدمات الجيل الرابع من الموبايل سوف يغير الكثير من معطيات الأسواق التكنولوجية· ومن المؤكد أن الشركات العاملة في استثمار الشبكات الاجتماعية سوف تجد نفسها أمام فرص مفتوحة لابتداع خدمات جديدة يمكنها أن تعمق جذور الاتصال والتواصل البشري عن طريق موبايل الجيل الرابع· نقلاً عن وول ستريت جورنال
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©