الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانسحاب من أفغانستان.. دواعي المرونة

24 فبراير 2015 23:46
ذكر مسؤولون أميركيون وأفغان هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة وأفغانستان تقتربان من التوصل لإعادة صياغة الجوانب الرئيسية من خطتهم لإنهاء المشاركة العسكرية الأميركية في الحرب ضد مقاتلي «طالبان» و«القاعدة» في كابول. وفي ظهور مشترك لهما، اعترف الرئيس الأفغاني أشرف غني ووزير الدفاع الأميركي «أشتون كارتر»، الذي زار أفغانستان في الآونة الأخيرة، بأنهما يعيدان النظر في وتيرة الانسحاب العسكري الأميركي، ونطاق وتواتر الغارات الأميركية لمكافحة الارهاب، وما إذا كان يتعين عليهم الاحتفاظ بقواعد أميركية مفتوحة لفترة أطول مما كان مخططا له. وبالرغم من أنهما رفضا الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، فقد أشارا إلى أن اتفاقاً جديداً قد يتم التوصل إليه خلال الشهر المقبل، أثناء زيارة غني لواشنطن للقاء أوباما. ومن ناحية أخرى، اعترف قادة عسكريون أفغان وأميركيون في وقت سابق بأنهم يمارسون ضغوطاً على أوباما لإعطاء مهلة أكبر لتحديد مدى سرعة انسحاب القوات الأميركية المتبقية في أفغانستان، وقوامها 10600 جندي خلال العامين القادمين. بيد أن تعليقات غني وكارتر يوم السبت الماضي كانت مؤشراً على أن تغييرات تجري على قدم وساق. وذكر كارتر أن «أوباما يبحث عدة خيارات لتعزيز دعمنا للاستراتيجية الأمنية للرئيس الأفغاني، ومن بينها إحداث تغييرات ممكنة في الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية، وأولويتنا الآن هي التأكد من حدوث تقدم».الجيش الأميركي أنهى العمليات القتالية التقليدية في أفغانستان في 31 ديسمبر الماضي. وستظل قوات أميركية في البلاد لتدريب وتقديم المشورة لنحو 350 ألف من قوات الأمن الأفغانية في أول قتال لهم ضد «طالبان».ومن المقرر أن تتضاءل مستويات القوات الأميركية الحالية إلى 5500 جندي بحلول نهاية هذا العام، وأن تهبط إلى الصفر عند ترك أوباما لمنصبه في مطلع 2017، باستثناء قوة صغيرة متبقية يكون مقرها في مجمع السفارة الأميركية في كابول.وبالرغم من ذلك، فقد سعى قادة عسكريون أميركيون إلى مزيد من المرونة في مستويات سحب القوات خلال هذا الفترة علاوة على مجال أوسع لشن مداهمات وغارات جوية لمكافحة الارهاب ضد أهداف تابعة لـ«طالبان» و«القاعدة».وأكد «غني» أنه يشعر «بالامتنان» بعد توجيهات أوباما الأخيرة بالإبقاء مؤقتاً على قوات إضافية قوامها 1100 جندي في أفغانستان. بيد أنه أشار إلى أنه لن يحاول الضغط على أوباما لتغيير رأيه بشأن استكمال انسحاب الجيش الأميركي مع حلول نهاية فترة ولايته، قائلا إنه «يحترم» قرار أوباما. واستطرد «إن علاقاتنا لا يُعرِّفها عدد القوات، وإنما الطبيعة الشاملة للشراكة».وقد تولى «كارتر» منصب وزير الدفاع الأميركي قبل أقل من أسبوع، لكنه قال إن هذه هي الزيارة العاشرة له إلى أفغانستان خلال عمله الطويل كمسؤول بالبنتاجون. وأكد وزير الدفاع أن جهود مكافحة الإرهاب هي «انشغال متواصل» وأن كلا الجانبين «يعيدان النظر في مهمة مكافحة الإرهاب، وكيف تغيرت البيئة هنا».وأحجم «كارتر» عن إعطاء تفاصيل، لكن مسؤولين أميركيين آخرين لاحظوا الظهور مؤخراً لعدد صغير من المقاتلين الأفغان الذين تحالفوا مع حركة «داعش» ومقرها في سوريا والعراق. وحسب الجنرال «جون كامبل»، قائد القوات الأميركية وقوات «الناتو» في أفغانستان، أن القليل من قادة «طالبان» السابقين قد «أعادوا تصنيف» أنفسهم كمقاتلين تابعين لـ«داعش»، مشيراً إلى مقتل أحدهم في إحدى الغارات الأميركية في إقليم «هلمند» هذا الشهر. وعلى الرغم من أنه وصف هذا الاتجاه بأنه «وليد»، إلا أنه قال إن مسؤولين أميركيين أدركوا مدى السرعة التي تستطيع بها «داعش» جذب أتباع من أماكن أخرى. وقال كامبل خلال مؤتمر صحفي «لقد رأيتم السرعة التي حدث بها ذلك في العراق،جميعنا لا نرغب أن يحدث ذلك هنا».ومن ناحية أخرى، أشاد «كامبل» و«كارتر» بالرئيس «غني» لأنه تمكن من جلب قدر من الاستقرار السياسي إلى أفغانستان منذ تشكيل حكومة وحدة مع «عبد الله عبد الله» في الخريف الماضي ولحرصه على العمل بشكل وثيق مع المسؤولين العسكريين الأميركيين. أما الرئيس السابق حامد كرزاي، فقد كانت علاقته شائكة مع إدارة أوباما، وطالما كان يعارض وجود قوات أجنبية في أفغانستان.وقال كارتر إن «العامل الأكثر أهمية وتأثيرا في تفكيرنا هو التغيير الذي تمثله حكومة الوحدة. إن الفارق بين ما كنا فيه مع كرزاي وما نحن فيه الآن كالفرق بين الليل والنهار». كريج ويتلوك - كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©