الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

استخلاص ثاني أكسيد الكربون من المداخن

12 يونيو 2009 00:56
تعتبر مصفاة مونجشتاد، بمداخنها التي تنفث 1,7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً أكبر ملوث في النرويج، إلا أن مشروعاً تجريبياً لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون في هذا الموقع سيحوله إلى حجر زاوية في محاربة الاحترار المناخي. وتقع المصفاة على الساحل الغربي في قلب منطقة الفيورد الجليدية وستجهز بمنشأة تجريبية في عام 2011 لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، على أن يتم تركيب منشأة أخرى على نطاق أوسع بعد بضع سنوات. ويقول يون آرنت ياكبسون، مدير المجموعة النفطية «ستات أويل هيدرو» التي تستغل المصفاة، إن «ثاني أكسيد الكربون يمثل تهديداً حقيقياً لكن يمكن مواجهته بالتكنولوجيات الجديدة وبتغيير العادات الاستهلاكية». وتقضي هذه التقنية بفصل ثاني أكسيد الكربون عن الانبعاثات الصناعية بواسطة المذيبات الأمينية أو مذيبات الأمونياك المبرد ونقله عبر خط أنابيب أو السفن ثم تخزينه تحت سطح الأرض أو في عمق البحر. وتفيد الوكالة الدولية للطاقة أن هذه التقنية قد تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة 20% بحلول عام 2050 لاحتواء الاحترار المناخي بمستوى مقبول. وقال راجندرا باشوري رئيس الفريق الحكومي المعني بالتغير المناخي والحائز جائزة نوبل للسلام في 2007 لوكالة إن «هذه التقنية مناسبة بشكل خاص للمحطات التي تعمل على الفحم. لا خيار أمامنا سوى استخلاص ثاني أكسيد الكربون إن استمررنا بحرق الفحم كما يحدث الآن في آلاف المحطات بالعالم». وجاءت كلمات باشوري على هامش مؤتمر حول استخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه الأسبوع الماضي في برجن بالقرب من مونجستاد. وبحسب الأهداف التي حددتها مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، سيتم إطلاق 20 مشروعاً تجريبياً من هذا النوع على الصعيد العالمي بحلول 2010. وتعتبر «ستات أويل هيدرو» أن مشروع مونجشتاد هو الأكثر تقدماً ومشروع طموح من شأنه تخفيض انبعاثات النرويج بنسبة 4%. ولكن ترى منظمة جرينبيس المعنية بالبيئة أن هناك نقطة ضعف في هذه المشاريع. وعلى حد قول مدير فرعها في النرويج ترولز جولوفسن إن «الانبعاثات يجب أن تبدأ بالانحسار في 2015. أي أن مشاريع استخلاص ثاني أكسيد الكربون ستأتي متأخرة، كما أن نجاحها ليس مضموناً بعد. ومع ذلك يستمر إنشاء محطات تعمل على الفحم في كل مكان بحجة أننا سنتمكن يوماً ما من استخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه». وتعتبر جرينبيس أن الجهود المبذولة لتطوير تقنية استخلاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه تحد من الجهود والأموال المخصصة لإجراءات بيئية أخرى أساسية فعلاً، ولا سيما التركيز على فعالية أكبر في استهلاك الطاقة واستخدام مصادر طاقة متجددة. ومن جهته يعتبر رئيس المنظمة البيئية النرويجية بيلونا أن «هذه التقنية هي الحل الوحيد. فنحن بحاجة لكميات كبيرة من السيلينيوم للخلايا الشمسية وكميات كبيرة من الفولاذ للتوربينات الهوائية وكميات كبيرة من الأسمدة. وفي الوقت الذي نطور فيه هذه المصادر المتجددة سيستمر ثاني أكسيد الكربون بالانبعاث في الهواء». وهنا تطرح أيضاً مسألة التكلفة، لأن هذه التقنية غير قابلة للاستمرار من الناحية التجارية على المدى المنظور. وقدرت «ستات اويل هيدرو» كلفة استخلاص ثاني أكسيد الكربون ما بين 1300 و1800 كورونا نرويجية، أي 145 و200 يورو للطن الواحد، تضاف إليها تكلفة النقل والتخزين. وقررت الحكومة النرويجية تحمل كلفة بناء المنشأة في مونجستاد والتي تقدر بـ25 مليار كورونا فضلاً عن كلفة التشغيل. إلا أن الصناعيين قد يميلون إلى شراء حصص الكربون في أماكن أخرى. ولا تتعدى كلفة رخصة التلويث هذه 15 يورو للطن الواحد.
المصدر: مونجشتاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©