أكدت المعارضة في قرغيزستان سيطرتها على السلطة فيما أكد مصدر في المطار أن الرئيس كرمان بك باكييف غادر العاصمة إلى وجهة مجهولة بعد أعمال عنف دموية سادت تظاهرات قتل خلالها العشرات أمس. وبينما قالت المعارضة أن عدد القتلى يفوق المئة قالت وزارة الصحة أنهم 40 قتيلا ونحو 400 جريح.
وأعلن أحد قادة المعارضة أن رئيس الحكومة دانيار اوسينوف قدم استقالته وأن حكومة جديدة شكلت برئاسة وزير خارجية سابق اثر مفاوضات”.
وقال مصدر قرغيزي أن طائرة غادرت مطار ماناس مساء أمس وعلى متنها 5 أشخاص”. وأضاف “ان طائرة بهذه المواصفات يمكنها أن تقوم برحلة إلى بلد مجاور”. لكن مسؤولا أميركيا أكد أن الولايات المتحدة تعتقد بأن الحكومة القرغيزية ما زالت في السلطة على الرغم من مزاعم المعارضة بأن الحكومة استقالت.
وقال بي.جيه. كرولي المتحدث باسم وزارة الخارجية “ما زلنا نعتقد أن الحكومة ما زالت في السلطة”. مضيفا أن الولايات المتحدة ليست لديها تأكيدات تدعم التقارير بأن المعارضة سيطرت على السلطة.
وقتل عشرات الأشخاص وأصيب المئات بجروح في المواجهات العنيفة التي اندلعت أمس في قرغيزستان بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف الذي يتهمونه بالتسلط والمحاباة. فيما أعلن أحد زعماء المعارضة مقتل ما لا يقل عن 100 شخص. قالت متحدثة باسم الحكومة إن عدد القتلى 21.
وتواترت أنباء عن مقتل وزير الداخلية القرغيزي مولود موسى كونجانتييف بعد أن حاصره متظاهرون وانهالوا عليه ضربا. وفي هذه الأثناء، سيطر مئات المتظاهرين من أنصار المعارضة على مقر التلفزيون في بشكيك، عاصمة هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى، وتوقف بث جميع المحطات.
وأعلنت السلطات حال الطوارئ. واوضحت مسؤولة في وزارة الصحة لاريسا كاتشيبيكوفا أن معظم الضحايا قتلوا بالرصاص، مضيفة أن “عدد الجرحى في سائر أرجاء الجمهورية ارتفع الى 197. وأعلن رئيس الوزراء دانيار اوسينوف من جهته فرض “حظر التجول” في إطار حال الطوارئ.
واحتل المتظاهرون البرلمان وسيطروا على المبنى فيما كان الطابق الأرضي من مقر النيابة العامة يشتعل. فقد دخل مئات المعارضين إلى البرلمان الواقع على بعد عشرات الأمتار من المقر الرئاسي المحاصر أيضاً من قبل المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الرئيس كرمان بك باكييف.
واندلعت المواجهات الأولى قبل ساعات عندما حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين الذين احتشدوا قرب مقر المعارضة. واضطرت قوات الأمن للتراجع. ولم يكن بوسع مسؤولين في الجهاز الاعلامي التابع للحكومة الإجابة على اسئلة عن مكان تواجد رئيس الدولة الذي وصل بنفسه الى السلطة اثر انقلاب في مارس 2005 لكنه يتعرض للانتقادات متهماً بالاستبداد والمحاباة.
وصرح أحد قادة المعارضة تمير سارييف لإذاعة أزاتيك المستقلة أنه شارك في محادثات مع رئيس الوزراء مؤكدا أنه تم التوصل الى “اتفاق بين الطرفين بان تتوقف السلطات عن إطلاق النار على المواطنين وان تفرج عن قادة المعارضة الموقوفين”. وفي نارين بوسط البلاد افاد شهود عيان أن مئات المتظاهرين سيطروا على مقر الإدارة المحلية.
ودعت روسيا والولايات المتحدة، وكلاهما يملك قاعدة عسكرية في هذه الجمهورية السوفيياتية السابقة، إلى الهدوء. وقالت السفارة الأميركية “ندعو كافة الأطراف لاحترام القانون وندعو المتظاهرين والحكومة لبدء محادثات لحل خلافاتهما سلمياً”. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية اندري نستيرنكو “ندعو بإلحاح الأطراف المتنازعة للامتناع عن أعمال العنف من أجل تفادي إراقة الدماء”.
وتملك الولايات المتحدة في مطار ماناس في بشكيك قاعدة عسكرية جوية أساسية لعملياتها في افغانستان بحيث يمر عبرها معظم الجنود المنتشرين على الأرض.
من جهتها دعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الحكومة والمعارضة في قرغيزستان لسلوك الحوار بغية وضع حد للمواجهات. ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء جديداً دعا فيه الى ضبط النفس والحوار بغية تفادي إراقة الدماء.
عدد اليوم
