الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى جدتي علياء مع الذكرى

إلى جدتي علياء مع الذكرى
12 يونيو 2009 00:48
(1) هل تذكرين اليوم الذي ولدت فيه في تلك المدينة الفاتنة أبوظبي (29 يناير 1988)، قد أخبرتني مؤخرا أن المطر حينها لم يفارق سماء «الشهامة» ولا الضواحي المجاورة، سعدتِ بذلك الحدث، ولكن هل بالفعل كان قدومي يستحق كل ذلك الاحتفاء رغم انشغال والدي وقتها بمهام لا ذنب لي ولأمي بها؟ (2) ما زلت أتذكر ذلك السوق الأخضر، الذي بسببه كنا نتحمل كل أضغاث الأحلام وحرارة الشمس ولهيب الرمل الداكن والشوارع وأطفال الجيران و المراجيح قرب منزلك الذي تحمّل كل أحفاد الدهر وذكرياتنا المالحة، نصاحبك نحوه لنظفر برضائك علينا وعواقب رضائك الثمينة، ذلك السوق رسم في ذاكرتي كبصمة لا يريد الله لها الذهاب، ما زلت أتذكر تلك المرأة التي تحملت الوحدة والسنين، كانت تضع عباءتها فوق رأسها وتثق بالجميع وتظن أن الأرض بخير ما دام الوطن بخير، وأن العالم كلهم طيبون ما دام في الوطن «بابا زايد» رحمة الله عليه. (3) ما زلت أتذكر ذلك الممر الذي كان يفصل بيتك الأنيق عن بيت خالتي «أم سالم»، وحدها تلك المساحة الضيقة ابتسمت لكل خطواتنا وأمانينا في البقاء، تلك «السكة « تركنا فيها أجمل لحظات أعمارنا وملامحنا، هناك مارسنا كل شقاواتنا، هناك في تلك المسافات الفاصلة صرخنا بأعلى أصواتنا، وذهب كل منا إلى جغرافيته المفضلة، فرقتنا الدنيا وأبعدتنا عن الأماكن التي نحبها، لم تبق سوى شجرة الليمون وأشجار النخيل الطويلة والطويلة جدا. (4) هل تذكرين وقت العصر ومشاغباتنا فيه، هل تذكرين تلك الدقائق التي كنا نسرقها لتأمل تلك المدرسة القريبة من بيتك وتسلقنا سور المدرسة أحيانا مهما كلفتنا النتيجة، لم نكن نخاف الشارع و المركبات المارة ولا من المطبات الكثيرة التي لم نكن نفهم ما الفائدة منها.. نختلف من أجل المراجيح العتيقة التي يسابقنا عليها كل أبناء الجيران، لكننا ننتصر عليهم في الأخير. هل تذكرين تلك الدراهم القليلة التي تزين أيدينا وذلك «الدكان» البعيد؟ (5) ما أجملها من صباحات دافئة كانت تجمعنا على مائدة إفطار لم تتغير كثيرا.. نفس الأصناف كنا نتناولها يوميا، ومع نفس الوجوه. هناك كانت للصباحات لذة ولأكواب الشاي لذة، كنا ننام في نفس الوقت ونستيقظ معا، كل الصباحات هناك كانت معتقة بشعار قناة أبوظبي. أصيلة المعمري كاتبة عمانية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©