السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدرية الوهيبي:تعديت السن القانونية للدخول في المسابقات!

بدرية الوهيبي:تعديت السن القانونية للدخول في المسابقات!
12 يونيو 2009 00:48
بدرية الوهيبي، شاعرة عمانية عرفت من أين يؤكل كتف القصيدة، بدأت مع القصة، لكن أغواها الشعر فمضت في مناخاته مبدعة ومتميزة، حصلت على جوائز في الشعر والقصة وترجمة قصائدها وقصصها مؤخرا إلى لغات أخرى، لها ديوان شعر بعنوان «سقوط مدو لريشة» أرادت من خلاله التعبير عن الذات بين الخيبات والانكسارات التي تؤرق الكاتب والإنسان. تعمل الوهيبي محررة ثقافية ولها مشاركات خارجية كثيرة، فاستدرجناها إلى هذا البوح قبل المغادرة نحو إحدى مشاركاتها. تقول عن إسهام تجربتها الأدبية على النضج المبكر: «ربما بشكل غير مباشر أسهم تكويني الشعري (لن أقول في نضجي المبكر)، فلا زلت مأخوذة نحو الاشتعال، وهذا يعني أنني لا زلت (نيئة) وبحاجة إلى النضج، وقد تكون كثرة المشاركات تحرق الشاعر، إلا أنه كائن نوراني وضوئي وبركاني فتراه يمشي إلى احتراقه بوعي أو دونه. لذا في البداية كانت هذه المشاركات انتشارية ثم أصبحت اختيارية رغم إغراء الضوء، لكن آن الأوان أن أشتغل على النص بصمت بعيدا عن كل هذه الضوضاء، لذا أحافظ على الجلوس في هامشي الحميم». وعن فوزها بجوائز شعرية قيمة في سنوات البدايات الأولى، ثم تواريها عن المسابقات، تقول: «تتغير القناعات مع تغير التجربة، فما كنا نسعى إليه فترة من الزمن ماعدنا نحتاجه الآن، ليس ترفعا إنما الواقع يجعلنا نتردد أو نكتفي، سأقول (اكتفيت) وآن الأوان للاشتغال أكثر على النص من حيث القراءة والكتابة والنقد المثمر ووضع التجربة في مسارها الذي تستحقه. وقد أكون كبرت أيضا ولم تعد سني قانونية للدخول في هذه المسابقات»! بدأت الوهيبي قاصة، تركت القصة واتجهت نحو الشعر، وربما نجدها كاتبة رواية، تقول عن ذلك: «نحن كائنٌات نزقٌة نتماهى في كل شيء من حولنا وتفرضه علينا التجربة، لكن ما زال الوقت مبكرا على الرواية ولا أظنني أمتلك أدواتها الفنية، فامتلاك النفس السردي لا يكفي للدخول في مغامرة كهذه! شخصيا تجربتي تميل إلى التكثيف والاختزال حتى في كتابة القصة القصيرة ولا أظنني سأنجح يوما في كتابة رواية». التحقت الوهيبي مؤخرا بالصحافة كمحررة للصفحات الثقافية، عن هذه التجربة تقول: «عملي في الصحافة جاء مصادفة، حيث كنت «كما يفعل العاطلون عن العمل، أربي الأمل» بعد استقالتي من عملي السابق الذي لا علاقة له بالإبداع مقابل علاقته بتدمير الإبداع! في هذه الفترة كنت أكثف من قراءاتي الفكرية والنقدية والصوفية حتى تم الاتصال بي للإشراف على الصفحات الثقافية، والآن أنا بين جحيمين كلاهما أحبه، فإما أكتب نصا أو أحرر ثلاث صفحات ثقافية بمفردي، وهذه التجربة تتيح لي الاطلاع على الساحة الثقافية العربية والدولية ومعرفة جديدها عن قرب». وعمّا إذا انتزعتها الصحافة من أجواء القصيدة والقصة، تقول: «يبدو ذلك، فما كنت أخشاه فعلا بات يحدث، إذ ينسحب تأثير العمل الصحفي على اللغة التي تعني لي «تورط وانطلاق» نحو عوالم داخلية وخارجية وبمجرد أن تكتشف بأن لغتك التي اشتغلت عليها منذ نعومة أظافر القصيدة تتحول إلى اللغة التقريرية والمباشرة، فأنت أمام لحظة توقف مرعبة حول مصير شاعريتك». وفيما يخص تعاملها مع الشاعرات العمانيات بمنطق الصحفية، وعمّ إذا أدركت الآن حساسية العلاقة بين الصحفي والشاعر، تقول: «أنا منحازة للشاعرة التي تكتب برصانة وجمالية فائقة ومنحازة للشعر فقط، وإن كان مغايرا عن اتجاهاتي وذائقتي الشعرية، الآن وأنا في موقع الصحفية أتعامل مع الجميع بحيادية ويهمني القارئ وتعددية المدارس والاتجاهات ويهمني التركيز على العمل الإبداعي». ونعرج بالحوار مع الوهيبي إلى هموم المرأة العمانية، تلك التي لا تتقن الكتابة، وتلك التي تمتلك الحرف لتكتب، تقول: «المرأة وطن، ولا يجب الاستخفاف بأصغر قضاياها بل حقوقها، رغم أن المجتمع يتظاهر بانفتاحه، ويتشدق بالحرية الكاملة للمرأة ويتظاهر بقبوله للمرأة المبدعة. ولكن التظاهر بعدم الرفض يعتبر خطوة إيجابية في تقبل الإبداع، ليس كثيرا على المرأة أن تكتب أو تغني أو تركض تحت المطر، هل كثير عليها أن تعيش لنفسها قليلا؟ «جزء من الحرية» يكفي لإبقائها قيد الإبداع والحياة معا، المرأة بحاجة إلى من ينظر إلى عقلها لا إلى جسدها هذه النظرة الدونية والمنبثقة من عالم الذكورة لا زال الغرب يعاني منها ولم يستطع الرجل هناك تجاوزها فما بالك بنا؟!». تضيف: «الرجل هو جزء من المجتمع، والقيود تلك متوارثة في مجتمعاتنا العربية الذكورية بامتياز، الحرية التي تغريني حرية الكلمة والتفكير فهي كفيلة -ولو لبعض الوقت- بإزاحة بعض من هذه القيود ورغم عدم تمتعي بها كاملة إلا أن (الرجل- الشاعر) يمنحني أجنحة من حب بديلة عن الحرية التي قد تجعلني أخسر الكثير، وهنا في هذا الوطن أستطيع أن أحلق دون أن أتجاوز حدود الحرية التي لا يمكن للرجل أيضا تجاوزها بدء من الله والضمير وانتهاء بالرقيب والمجتمع». وتشير الوهيبي إلى «الأمومة» وتقول: «شغلتني الأمومة كثيرا عن كتابة الشعر، وتوقفت بسببها طويلا ولم أكمل بعض قصائدي بسببها! لن أقول بأنها حافز يستنطق أعماقي بقدر ماهي عامل أساسي لتوقفي بعض الوقت، إلا أنني أجد متعة خاصة في رؤية البراءة في عيني (ديمة ودُنى) فمنهما ينبعث ضوء شفيف يأخذني باتجاه شعور آخر لا أريد له أن يتوقف، كما لا أريد للقصيدة أن تتوقف». وعن معنى أن تكون شاعرة وزوجة شاعر، قد يكتسب الأمر بعض حساسية تجاه القصيدة أو الرجل، تقول: «ثمة بوح مشترك أدى إلى صقل بعض من نضوج تجربتي سواء الحياتية أو الشعرية وأنا مدينة له بهذا الفضل. إضافة إلى الانسجام العاطفي والثقافي الذي أحتاجه في عالمي هذا، ورغم اختلاف الاتجاهات الشعرية والفكرية بيننا، فهذا التنوع علمنا كيف ننظر للآخرين وتجاربهم بتقدير أكبر»
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©