الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد يونس.. قاهر الفقر

محمد يونس.. قاهر الفقر
3 ابريل 2017 20:12
وائل بدران (أبوظبي) «أعطِ رجلاً سمكة، سيأكل طوال اليوم، وأعطِ امرأة قرضاً متناهي الصغر، ستأكل هي وزوجها وأبناؤها طوال العمر!».. على هذا القاعدة بنى عالم الاقتصاد محمد يونس قبل زهاء أربعة عقود مشروعه الطموح لمحاربة الفقر المدقع في بنجلاديش، وبـ 30 دولاراً فقط أقرضها لـ 42 امرأة نجح يونس في تغيير واقع أسر تعيسة كانت تعيش تحت خط الفقر. عن فكرته، قال يونس، الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2006 تقديراً لما بذله من جهود من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلاده: «ليست إحساناً.. وإنما عمل تجاري بدافع اجتماعي، هي وسيلة عملية لمساعدة الناس الأشد احتياجاً على الخروج من براثن الفقر المدقع». ولد محمد يونس، عالم الاقتصاد، ابن تاجر الذهب، في بنجلاديش عام 1940، وحصل على تعليمه في مدينة «شياتونج»، قبل أن يلتحق بقسم الاقتصاد في جامعة «دكا»، ويتخرج منها عام 1960. وبعد أن أنشأ مصنعاً للتعبئة والتغليف عقب تخرجه مباشرة، كان ليونس مع القدر شأناً آخر، إذ حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد عام 1971 من جامعة «فاندربيلت»، ضمن برنامج الدراسات العليا في التنمية الاقتصادية. ولدى عودته من الولايات المتحدة عام 1974، كانت بنجلاديش تعاني مجاعة، وكان الوضع بالغ التعقيد، وهو ما دفع يونس إلى إقراض الناس في قريته مبالغ «متناهية الصغر» لبدء مشاريع بسيطة. وارتبط مفهوم «القروض متناهية الصغر» بالبروفيسور يونس، الذي سرعان ما أصبح واجهة لقطاع القروض متناهية الصغر عالمياً، واستناداً إلى النماذج التي وضعها لذلك النوع من القروض في بنجلاديش، تمكن يونس من جذب تمويلات كبيرة من مجتمع التنمية الدولي لتنفيذ خططه الرامية إلى تأسيس «أول بنك للفقراء»، وسرعان ما تحولت تلك الخطط إلى ما أصبح الآن مؤسسة مصرفية رمزية، هي: «جرامين بنك» أو «بنك الفقراء». ولم يمضِ وقت طويل حتى تحول البنك إلى نموذج للمؤسسات المالية المحلية الرامية إلى تقليص الفقر، وانضمت إليه نسخ جديدة في كثير من الدول النامية الأخرى. وحظيت فكرة يونس بدعم كبير في تسعينيات القرن الماضي بفضل تحويل «القروض متناهية الصغر» إلى «سلعة تجارية»، أقدمت عليها مؤسسات ائتمانية هادفة للربح. وبحلول منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، أضحى نموذج «القروض متناهية الصغر» أكثر برامج مكافحة الفقر التي تحظى بتمويلات سخية من مجتمع التنمية العالمي. ولخّص الدكتور يونس، في أحد اللقاءات الصحافية، فلسفة بنك «جرامين» بأنها تقديم خدمة إلى الفقراء، وعلى الأخص «المرأة»، مؤكداً أن عدد مقترضي بنك جرامين في بنجلاديش وصل إلى ثمانية ملايين ونصف مليون مقترض 97 في المئة منهم نساء وبالطبع كلهم فقراء. ويؤكد يونس في كتابه: «عالم بلا فقر» أن عمله «ليس فكراً اشتراكياً، ولكنه منظور حقيقي للتَّنمية والتكافل معاً؛ حتى لا يُتاح للغني الثراء الهائل على حساب تزايد الهوة بينه وبين الفقراء، فالمخصصات العامَّة يمكن توجيهها بصورة مباشرة وغير مباشرة للتشغيل والإنتاج، والتحديث للقطاعات التي تخدم فئات المجتمع كافة، مع التركيز على المعدمين ومحدودي الدَّخل، وحتَّى يسير الجميع نحو التوازن والسلام المجتمعي والتوافق الوطني؛ لخدمة الأهداف القومية، فيقضى على أسباب التمرد والإرهاب والجريمة». وعلى الرغم من وفاتها عندما كان في التاسعة من عمره، إلا أن «صفية خاتون» والدة يونس، كان لها الأثر الأكبر في حياته، إذ لم تكن ترد سائلاً فقيراً يقف ببابهم، وتعلّم منها أن الإنسان لا بد أن تكون له رسالة في الحياة، وأن مساعدة المحتاجين أمر سامٍ من أرقى ما يمكن أن يفعله الإنسان. ومن المعروف أن يونس تزوج مرتين، وله بنتان هما مونيكا ودين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©