الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطريون يسلطون الضوء على «الدامة» المنسية إعلامياً

قطريون يسلطون الضوء على «الدامة» المنسية إعلامياً
27 فبراير 2011 21:05
يمارس القطريون شيبا وشبانا لعبة «الدامة»، مع إبداء الحرص الشديد على اكتساب مهارة هذه اللعبة التقليدية العريقة، فمنذ مئات السنين يتوارث العرب وليس القطريون وحدهم حب «الدامة» والمنافسة على خوض غمار مسابقات قوية، يبذل القطريون الجهود للمحافظة عليها بوصفها موروثا شعبيا. (الدوحة) - تعد المسابقات الدولية التي باتت تقام في العاصمة القطرية الدوحة المشجع الأكبر لإبراز أهمية «الدامة» اللعبة الشعبية المظلومة إعلامياً، والمنسية في السابق لسنوات طويلة مع وجود جهود كبيرة لإعادة الوهج إليها. لعبة ذهنية يؤكد محمد الفتاح، أحد المواظبين على ممارسة اللعبة وأحد أعضاء اللجنة القطرية للدامة إن مقر الجمعية هو معلم سياحي وترثي صرف، ويضيف « فيه نشعر بأننا في زمن سابق، عندما كانت الدامة من الألعاب الأساسية في المجتمع الخليجي القديم، قبل ظهور التكنولوجيا ووسائل الترفيه كأجهزة التلفاز، لذلك نجد أننا نعيش زمن الماضي في الحاضر، ونرنو إلى ممارسة هوايتنا مع الأصدقاء وبقية الأعضاء، ونعيد أمجاد احتراف فن اللعبة بالمشاركة بالمسابقات المحلية والإقليمية، وحتى فيما بيننا كأعضاء ورواد لهذا المكان». ويقول الفتاح «عادت لنا حماسة الماضي في اللعب والمنافسة، وحتى الأفكار لكسب الجوالات، في اللعب، وتحدي المتسابقين من الأصدقاء والمنافسين، ولذلك فإن هذه الجمعية قد أعادت الروح للألعاب الشعبية، وبالأخص للعبة الدامة العريقة المحفزة على التفكير والمنشطة للدماغ». ويتفق خالد البوعينين مع الفتاح على حب هذه اللعبة والإدمان عليها، مشيرا إلى أنها لعبة ذهنية تحتاج إلى التفكير والتركيز والتخطيط وهي رياضة للمخ ولذا يحرص على أن يلعبها بشكل يومي في مقر الجمعية بسوق واقف مع أصدقائه من أعضاء الجمعية. ويؤكد أنه يسعى إلى زيادة خبراته في اللعبة من خلال اللعب مع لاعبين في الخارج ومن خلال موقع إلكتروني خاص باللعبة». ذكاء وتخطيط يشير جاسم الخالدي فيشير إلى احترافه في هذه اللعبة وقد تعلمها من كبار السن. ويصف هذه اللعبة قائلا «أشعر بمتعة كبيرة أثناء لعبي الدامة فهي لعبة ذهنية صعبة ولا تعتمد على الحظ وليس كل واحد يمكنه أن يحترف فيها فهي تحتاج إلى الذكاء والتفكير والتخطيط، حيث تكون الخطط بسيطة في البداية ولكن مع مرور الزمن ستتطور الخطط الهجومية للاعب ومع كثرة الممارسة سيصل اللاعب إلى مستوى الاحترافية في اللعبة». ويضيف أنه حصل على عدة مراكز وجوائز من خلال مشاركته في المسابقات بالدول المجاورة، حيث اكتسب الخبرة بالاحتكاك والمنافسة مع لاعبين من الخارج لهم باع طويل، موضحاً أنه يشعر بالفخر لهذا الإنجاز لأنه يحافظ على التراث الوطني والعربي، ويساهم في الإبقاء على هذه اللعبة الرائعة. ويتابع «حصلت على المركز الأول في بطولة الشرق الأوسط للعبة الدامة سنة 1999 بمملكة البحرين وكانت هناك مشاركات من 7 دول مختلفة من الشرق الأوسط فحصلت فيها على المركز الأول لأنني اكتسبت خبرة كبيرة في اللعبة». وتعتبر لعبة الدامة من الألعاب الشعبية القديمة التي لعبها أهل الخليج في الماضي، والمتعارف عليه أن أصل اللعبة فرعوني وبعض الأقوال تقول إنها لعبة هندية الأصل أو عربية، بينما تشير مصادر تاريخية إلى أن أصلها تركي، ويرجع سبب انتشارها في بعض الدول العربية إلى وجود الحكم العثماني في هذه الدول، ومن هنا انتشرت اللعبة من قبل الأتراك في مناطق وجودهم في هذه البلدان التي كانت ولايات تابعة للحكم العثماني وانتقلت اللعبة إلى دول الخليج العربي لقربها من الدول العربية التي تأثرت بالأتراك بلعبة الدامة والتي انتشرت في مختلف الدول حتى في إفريقيا التي تسمى عندهم بـ «دوما». جذب الهواة من جانب آخر، يتحدث محمد السليطي، رئيس الجمعية القطرية للدامة، ليشرح تفصيل وأسباب إنشائها قائلا «بادرت الجهات المختصة بإنشاء هذه الجمعية لإعادة إحياء اللعبة من جديد فقد اندثرت ونسيها الناس، لذلك هناك تركيز على الجمعية لجذب الهواة وتجهيز مكان جيد ومقر لممارسة اللعبة، وقضاء أوقات ممتعة». ويضيف «نظرا لانحسار لعبة الدامة واختفائها فإن الجمعية سعت جاهدة إلى إعادتها من جديد وتطويرها وتحديثها في سياق مبدأ إحياء التراث القطري الأصيل فبعد وفاة الرعيل الأول من هواة الدامة الذين كانوا يمارسون هذه اللعبة في مجالسهم والمقاهي الشعبية؛ فإن الهواة الجدد رأوا من واجبهم إحياء هذه اللعبة تخليدا لذكراهم ونشرها على المستوى العام ومن هنا تسعى الجمعية إلى إيجاد وتدريب جيل جديد من الهواة يمارسون هذه اللعبة ويحافظون عليها». وبخصوص أهداف الجمعية واستراتيجيها المقبلة، يقول السليطي «تسعى الجمعية إلى استضافة جميع هواة الدامة المنتشرين في المناطق المختلفة في قطر في مقر الجمعية بهدف التعارف وتكوين الروابط، فيما بينهم وتبادل الخبرات في فنون لعبة الدامة فجميع أعضاء الجمعية على استعداد لتدريب أي هاو جديد لتشجيعه على ممارسة لعبة الدامة بالطرق الصحيحة». ويتابع «من الأهداف الأخرى للجمعية إقامة المسابقات والدورات الداخلية ورصد جوائز للمتسابقين تشجيعا لهم، كما تقوم الجمعية باستضافة هواة من الدول الأخرى للعب مع أعضاء الجمعية بهدف اكتساب خبرات ومهارات جديدة، وتولي الجمعية أهمية كبرى للمحاضرات والندوات في مقر الجمعية حتى يستفيد الأعضاء ويكتسبون خبرات جديدة». القضاء على «الملك» تعني كلمة «دامة» باللغة التركية الملك، والذي يعتبر أساس لعبة الدامة فعندما تصل إحدى القطع إلى الجهة الأخرى تتحول إلى الملك فإن هذه القطعة تملك مميزات كثيرة للقضاء على قطع الخصم، وتتكون طاولة الدامة من 64 خانة، ويقوم لاعبان فقط بلعب هذه اللعبة، ولكل لاعب 16 قطعة بلونين مختلفين، وتعتمد طريقة اللعب على الدفاع والهجوم، وهي مبنية على الخطط والتكتيك إذ أنها لعبة ذهنية تحتاج إلى موهبة وذكاء، وتنتهي اللعبة عندما يقوم الخصم بالقضاء على كل قطع الخصم وخاصة عندما تتحول بعض قطعه إلى ملوك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©