السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا أحب الورد ولن أرفض «باقة» من طفل صغير

لا أحب الورد ولن أرفض «باقة» من طفل صغير
8 ابريل 2010 00:04
أكد الحكم الدولي الشهير كولينا رئيس لجنة الحكام الإيطالية وأحد أفضل الحكام السابقين في تاريخ كرة القدم أنه لو تلقى باقة ورد يقدمها له طفل صغير في إحدى المباريات لما استطاع أن يرفض، ولو حدثت مشاجرات في مباراة يديرها لما ألغاها إلا إذا كان الأمن غير قادر على السيطرة والتأمين ما يشكل خطورة واضحة على حياة اللاعبين وطاقم الحكام. جاء ذلك رداً على استفسارات تلوح إلى قضية باقة الورد الشهيرة في مباراة الوصل والجزيرة بدوري المحترفين والأحداث التي تخللت مباراة الوصل والنصر السعودي في إياب الدور قبل النهائي لبطولة الأندية أبطال مجلس التعاون. وتحدث كولينا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول بمركز إعداد القادة بدبي في حضور ناصر اليماحي رئيس لجنة الحكام الإماراتية عن نتائج زيارته إلى الدولة بدعوة من محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة والعديد من القضايا التحكيمية الأخرى. في بداية المؤتمر، شكر اليماحي الضيف الإيطالي، مشيراً إلى أن لجنة الحكام لديها برنامج خاص يهدف إلى الاستفادة من الكفاءات العالمية بما يصب بالفائدة في صالح حكام كرة القدم بالدولة ويعمل على الارتقاء بالمستوى التحكيمي، مؤكداً أن اللجنة ليس لديها النية في الاستعانة بالحكام الأجانب في إدارة المباريات مستقبلاً. وتحدث كولينا، فأعرب عن شكره لاتحاد الكرة على الدعوة، وسعادته بزيارة الإمارات، مشيراً إلى أنه التقى حكام النخبة الذين يديرون دوري المحترفين كما التقى الحكام الواعدين واستمرت اللقاءات ساعات طويلة دار خلالها الحوار عن التحكيم الحديث، كما شهد جانباً من برلمان الحكام الذي نوقش خلاله أداء الحكام في بعض المباريات، ثم شارك في التدريب العملي الذي أجري للحكام المحترفين وتابع العمل الإيجابي الذي تقوم به اللجنة والتكنولوجيا التي يتم من خلالها إعداد الحكام. وقال إن اللجنة تقوم بعمل جاد يحتاج إلى المزيد من الخطوات والإضافات لكي تظهر آثاره بصورة إيجابية على الحكام، وكانت النقطة الكثر أهمية التي ركزت عليها خلال لقاءاتي بالحكام هي الإعداد الجيد الذي تنصب عليه كل الجهود الحديثة في الوقت الراهن حيث اختلف الأمر حالياً عن عشرين عاماً مضت. وأضاف أنه يذكر بدايته في تحكيم الدوري الإيطالي عام 1991 حيث كانت المباريات المهمة تصور بست كاميرات فقط، أما الآن فهناك 20 كاميرا، الأمر الذي سهل وجود أكثر من زاوية رؤية لم يشاهدها أحد على أرض الواقع في الملعب، ما يعني أن التحكيم أصبح تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى. وقال: عندما توجهون اللوم إلى الحكام تذكروا أنكم تشاهدون اللقطة من زوايا متعددة وبالتصوير البطيء وربما لعشر مرات قبل أن تصدروا الحكم الذي ينبغي للحكم وهو مجرد من كل هذه المزايا أن يتخذه في لحظة وهو أمر ليس بسهل على الإطلاق، ما يستوجب أن نلتمس له العذر إذا أخطأ، وتذكروا أن هناك كاميرا خلف المرمى وعلى جانبيه وأمامه كما أن هناك كاميرات طائرة الآن تحلق من فوق الملعب ما يعني أننا بحاجة إلى اعتماد حكام بجناحين حتى لا يخطؤون! وعما إذا كان بذلك يرفض حديث جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي عن رفض الاستعانة بالتكنولوجيا المفرطة في كرة القدم، قال إن المعني بتعديل قوانين كرة القدم ليس شخصاً واحداً بل ثمانية أشخاص هم أعضاء المجلس التشريعي نصفهم يمثل بريطانيا ونصفهم من الفيفا، ويمثل بلاتر صوتاً واحداً فيها. وتطرق كولينا إلى تجربة اعتماد حكمين إضافيين خلف المرميين لمساعدة حكم الساحة مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي اعتمدها في بطولة أوروبا الماضية وكانت مهمتهما الرئيسية تنصب على منطقة المرمى وقد نوقشت التجربة في مارس الماضي ومن المتوقع أن يناقش المجلس التشريعي إقرارها بعد كأس العالم القادمة. وقال إن هناك حالات من الجذب والشد تقع بين اللاعبين داخل منطقة الجزاء خلال الركلات الركنية والضربات الحرة على وجه الخصوص وسط حالة من الزحام التي قد تحول دون قدرة حكم الساحة على مشاهدة كل الوقائع بدقة، ما يجعل من وجود حكم خلف المرمى لا يسمح له بدخول الملعب ولا يحمل صافرة أمراً مفيداً وهو لا يتخذ القرار ولكنه بمثابة مستشار للحكم. وعن الأخطاء التحكيمية التي وقعت من حكم مباراة تشيلسي ومانشستر في الدوري الإنجليزي، قال إنها ليست ناتجة عن فساد “ربما يعني شبهة الرشوة” ولكنها أخطاء تخص نوعية وطريقة إعداد الحكام أي تعني بجوانب الضعف والقوة في الأداء التحكيمي لذلك فالتحكيم الحديث يركز على كافة جوانب إعداد الحكم ولابد لنا من أن نبذل جهداً أكبر في هذا الصدد ورغم ذلك سوف تظل الأخطاء قائمة لكنها بالتأكيد سوف تقل بقدر حجم الإعداد ونوعيته والمهم أن يفكر الحكم بل وكل إنسان في أي مجال في سبب الخطأ وأن يكتشف العيوب التي أوقعته فيه لكي يستطيع تجنبه لاحقاً بما لا يفقده الثقة في نفسه لأننا في حاجة دائمة إلى الثقة حتى نستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة وإذا أفرطنا في التفكير بأخطائنا فربما نفقد ثقتنا بأنفسنا، لهذا فعلينا الإمساك بالخيط من الوسط بحيث لا نفرط ولا نقلل من تفكيرنا بأخطائنا وعلينا معالجة الأسباب أولاً بأول. أضاف أن هذه الحالة تشبه حالة نجوم العدو في سباق 100 متر فعليهم أن يضعوا ما فات من مسافات في حساباتهم دون أن ينظروا طويلاً للخلف ولكن للأمام وأن يفكروا فقط في بلوغ خط النهاية. وقال: لقد نصحت الحكام عندما يتصدون لإدارة مباراة مهمة أن يراجعوا لقطات لأفضل مباراة أدوها من قبل وأن يجانس الحكم بينها وبين الفريقين وصولاً إلى أفضل استراتيجية ممكنة لإدارة المباراة. وعن قضية الاستعانة بحكام أجانب، قال كولينا إن هذا الأمر يخص اتحاد الكرة ولجنة الحكام وهم الأقدر على تقدير الموقف واتخاذ القرار الصحيح، ولكنني عن نفسي أثق بحكامي ولا أستعين بحكام أجانب في إدارة الدوري الإيطالي. وعن أزمة مباراة الوصل والنصر السعودي، قال: لقد تعرضت لسيل من الأسئلة عن تلك القضية ولا أستطيع الإدلاء برأي لأنني لم أشاهد الوقائع بنفسي ولابد أن أكون في وضع يسمح لي بمشاهدة كل ما يحدث في الملعب لكي أصل إلى القرار السليم، ولكن يمكنني أن أتحدث عما يقوله القانون في حالات مشابهة حيث تقضي اللوائح باستمرار المباراة طالما كان هناك ضمان لأمن اللاعبين والحكام ولا يلغيها الحكم إلا إذا شعر بتهديد حقيقي لأي من هذه العناصر وأن المباراة لم يعد من الممكن تأمينها وهذا ما تنص عليه المادة الخامسة من القانون لكنني أتحدث عن حالة عامة وليس عن هذه الحالة على وجه الخصوص. وعن قضية باقة الورد، قال مداعباً: إنني أعاني شخصياً من حساسية من الورود، وواصل: ليس من العدل أن أرفض باقة يقدمها لي صبي صغير في الملعب قبل المباراة وكيف أرده وأقول له اذهب فلن آخذ منك شيئاً.. أعتقد أنه لن يكون بوسعي هذا من الناحية الإنسانية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©